"أمى هى التى جعلت مواهبى الفنية تتفتح منذ سنواتى الأولى، كانت سيدة جميلة يُضرب بها المثل فى الأناقة ومتابعة اتجاهات الموضة فى الخارج، وحين مرضت حضرت لزيارتها فى المستشفى الإعلامية آمال فهمى، التى كانت تربطنا بها علاقات عائليلة، وقالت للأطباء: هذه أشيك سيدة فى مصر، لقد كنا نعرف أحدث اتجاهات الموضة مما ترتديه زينب هانم".. هكذا يتذكر الكاتب الكبير محمد سلماوى والدته زينب شتا، الفنانة التشكيلية التى لم تُقم أية معارض للوحاتها، فى الجزء الأول من مذكراته "يوما أو بعض يوم"، والصادر عن دار الكرمة للنشر.
ويروى "سلماوى" كيف كانت أمه تمارس هواية الرسم أمامه، وكيف كان يجلس فترات طويلة وهو يتابع ريشتها التى تنقل المشاهد الطبيعية بألوان الزيت، وهى اللوحات التى لا يزال يحتفظ ببعضها.
كما يصف محمد سلماوى فى مذكراته كيف كانت أمه تغدق عليه من الحب والعناية والاهتمام ما يجعل أشقاءه يتندرون عليه، وعندما سئلت عن سر هذه المحبة الكبيرة قالت لأبنائها الرواية الشهيرة عن الأم التى سئلت عن أحب أبنائها إلى نفسها، "الغائب حتى يعود، والمريض يشفى، والصغير حتى يكبر"، وهو ما لم يقنع إخوته، فكانوا يداعبونها قائلين، "لابد إذن أن أخانا الأكبر هو دائمًا الغائب والمريض والصغير".
وفى فصل بعنوان "ثلاث مربيات أجنبيات ونسناس"، يتذكر "سلماوى" مشاعره حينما سافرت والدته الفنانة زينب شتا، وهو أمر ليس بالجديد عليه، إلا أنها حينما سافرت وغابت عنه ستة أشهر، عرف فى طفولته الشعور بالفقد، والإحساس بالحرمان، وكأنه يتيم على حد وصفه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة