كلما ضاق الخناق الدولى عليها، كلما عززت إيران من دعمها للمليشيات الممولة منها فى المنطقة واستخدمتها ككارت ضغط على القوى الدولية، ولا يبدو للمناكفات السياسية الإيرانية تجاه خصومها فى المنطقة نهاية، فمع عزم الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب وحلفائه فى المنطقة ردع سلوك الملالى، عزز الأخير من دعمه للعناصر الموالية له لاستهداف الخليج لا سيما المملكة العربية السعودية، فبأيد يمنية وأهداف إيرانية وخرق للقوانين الدولية والقرارات الأممية، أطلق أنصار الله الذراع المسلح للمتمردين فى اليمن الموالين لطهران 7 صواريخ باليستية على الرياض، ونجحت قوات التحالف فى اعتراضها جميعا.. والشواهد على تورط وترحيب إيران على سلوك الحوثيين كثيرة نقدم فى هذا التقرير جانب منها.
1- العالم يدين وطهران ترحب ضمنيا
رغم الإدانات العربية والدولية التى أجمعت على رفض الجريمة الحوثين النكراء التى استهدفت خلالها مناطق آهلة بالسكان من المدنيين العزل الأبرياء فى المملكة العربية السعودية، فى مناطق مختلفة منها جازان ونجران وخميس مشيط، لم تخرج إدانة إيرانية واحدة على استهداف المدنيين، بل والأنكى من ذلك، عمدت الخارجية الإيرانية على إصدار، بيانا يدين ما أسمته بـ"السنة الرابعة للعدوان العسكرى على اليمن!"، فى مؤشر واضح على ترحيب الدولة الإيرانية بالسلوك الحوثى الإرهابى المرفوض عالميا.
2- قائد الحرس الثورى اعترف بدعم الحوثيين
شواهد دعم ايران للحوثى عديدة، ففى نوفمبر عام 2017، خرج الدعم الإيرانى اللامحدود للمليشيا فى اليمن إلى الضوء، بعد أن قدم قائد الحرس الثورى الإيرانى محمد على جعفرى اعترافا هاما يعد الأول من نوعه من أعلى قيادات مؤسسة الحرس الثورى، بتقديم دعم مباشر لجماعة أنصار الله المسلحة فى اليمن، حيث قال خلال مؤتمر صحفى عقده نوفمبر الماضى، "إن مساعدة إيران لليمن بحمل طابعا استشاريا ومعنويا بشكل أساسى، وأنها ستستمر فى المستقبل". وقال جعفرى "السيادة فى اليمن اليوم فى يد جماعة أنصار الله، ومساعدات إيران لهم فى حدود الدعم الاستشارى والمعنوى الذى يحتاج له اليمن غالباً، وإيران لن تألوا جهداً فى تقديم هذا العون"، حتى أن إعلام طهران علق حينها على تصريحاته معتبرا أنه اعتراف صريح للمرة الأولى بدعم الحوثيين، وذلك رغم نفى الدولة الإيرانية مسئوليتها عن إطلاق مليشيا اليمن صاروخا بالستيا بركان H2 فى اتجاه العاصمة السعودية الرياض فى الشهر نفسه.
وفى 14 يناير 2016 كشف جعفرى عن وجود ما يقرب من 200 ألف مقاتل مرتبطين بالحرس الثورى الإيرانى موجودين فى 5 دول هى سوريا والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان والتى تعيش جميعها اضطرابات وحروب دائرة على مدار سنوات، وأكد جعفرى جاهزية نحو 200 ألف مقاتل فى سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان.
3- العقل المدبر لعمليات الحوثى فى طهران
الضربات القاضية التى تلقتها هذه المليشيا على مدار السنوات الماضية على يد قوات التحالف العربى، وتراجع سيطرتها على صنعاء وخسارة المئات من صفوفها، سعت إيران لاستعادة سيطرتها على تلك المليشيا وإمدادها بالدعم المالى واللوجيستى ورسم مخططات لهذه الجماعة الإرهابية لإستهداف الخليج، وهو الدور الذى لعبه الرجل المقرب من المرشد الإيرانى المدعو"حسين شريعتمدارى" صحفى ومدير تحرير صحيفة "كيهان" الذى عرف بـ"العقل المدبر لعمليات الحوثى فى طهران"، من خلال كتابة تقاريره التحريضية المعروفة وببيان بلسان حال خامنئى يحث فيها الحوثيين على اطلاق صواريخ على السعودية ودبى.
وديسمبر العام الماضى حثت الصحيفة المتشددة الميليشيا الإرهابية فى اليمن على استهداف "دبى"، حتى لا تكون مكانا آمنا للمستثمرين الغربيية قائلة "أن تهديدات متحدث جماعة أنصار الله الذراع العسكرى المسلح للحوثيين فى اليمن تظهر بوضوح أن الأوضاع قد تغيرت ومن الآن فصاعدا، لن تكون المملكة وحدها أمام مرمى صواريخ اليمن بل دبى وحتى أبو ظبى، وحتى إن لم يتم استهداف هذه البلدان، فلن تكون كسابق عهدها مناطق آمنة للمستثمرين الغربيين".
وفى الشهر نفسه حرض شريعتمدارى الحوثيين فى اليمن لاستهداف المملكة العربية السعودية، وإطلاق المزيد من الصواريخ على الإمارات، لخلق توازن عسكرى بين اليمن من جانب والتحالف الذى تقودة السعودية من جانب آخر، ولم تقف التصريحات التحريضية لشريعتمدارى عند هذا الحد بل رسم للميليشيا الحوثية خطة استهداف البلدان المشاركة فى التحالف العربى، واعتبر أيضا فى كلمة له العام الماضى فى جامعة شهيرد رجائى بالعاصمة طهران، أن طريق مواجهة التحالف العربى فى اليمن هو استهداف ناقلات النفط العربية فى خليج عدن.
ويؤكد المراقبون على أن سلوك طهران تجاه الحوثيين رد فعل طبيعى نتيجة لإستشعارها الخوف على مصالحها فى اليمن، بما فيها قطع خطوط الإمدادا عن المتمردين الحوثيين، لذا تبذل طهران مساعى يائسة لإعادة فتح هذه الخطوط ودعم المليشيا الموالية لها لتنفيذ أجندتها فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة