بوتيرة متسارعة، تتوالى الأزمات التى تحاصر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بعد فضيحة تورطه مع شركة كامبريدج أنالتيكا المتخصصة فى تحليل البيانات لأغراض تسويقية فى تسريب بيانات 50 مليون مستخدم واستغلالها فى حملات تضليل للرأى العام الأمريكى والعالمى.
وبعد أيام على الفضيحة التى كبدت "فيس بوك" خسائر تقدر بـ60 مليار ـ 50 مليار دولار انخفاض للقيمة التسويقية و10 مليارات دولار خسائر شخصية لمؤسس الموقع مارك زوكربيرج ـ قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه عندما سعت شركة كامبريدج أناليتيكا إلى الحصول على بيانات مستخدمى "فيس بوك"، لعشرات الملايين من الأمريكيين فى صيف 2014 ، تلقت الشركة مساعدة من موظف واحد على الأقل فى شركة بالانتيرتكنولوجيز، وهى شركة رائدة فى وادى السيليكون تقدم خدماتها وكالات التجسس الأمريكية والبنتاجون.
فضيحة فيس بوك وكامبريدج انالتيكا عرض مستمر
وأمام احتدام الأزمة، اضطر مؤسس "فيس بوك" مارك زوكربيرج إلى نشر سلسلة اعتذارات رسمية فى مجموعة من الصحف العالمية لوقف نزيف المليارات.
ووفقا لوثائق حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، ونشرت تفاصيلها اليوم الأربعاء، فإن أحد موظفى بالانتير فى لندن، الذى يعمل بشكل وثيق مع خبراء جمع البيانات لإنشاء تقنية كامبردج للتوصيف النفسى، والذى اقترح على العلماء إنشاء تطبيق خاص- على الهاتف المحمول يحتوى أسئلة تتعلق بالشخصية- للوصول إلى بيانات مستخدمى فيسبوك.
وأخذت كامبريدج فى نهاية المطاف نهجا مماثلا، فبحلول أوائل الصيف، وجدت الشركة باحثا جامعيا لحصاد البيانات باستخدام استبيان الشخصية وتطبيق Facebook. قام الباحث بتجميع بيانات خاصة من أكثر من 50 مليون مستخدم لـ"فيس بوك" – التى قامت كامبردج بتحليلها، واضعة نفسها في مسار تصادمى مع المنظمين والمشرعين فى الولايات المتحدة وبريطانيا.
صورة من اعتذار فيس بوك فى الصحف العالمية
وتقول نيويورك تايمز أن الكشف عن علاقة الانتير، التى شارك فى تأسيسها الثرى بيتر ثيل، وهو عضو فى مجلس إدارة فيس بوك وأحد مؤيدى ترامب، أقحم الشركة فى الغضب المحيط بكامبردج أناليتيكا التى حصلت بشكل غير صحيح على بيانات فيس بوك لبناء أدوات تحليلية ونشرها لصالح دونالد ترامب وغيره من المرشحين الجمهوريين عام 2016.
كامبريدج أنالتيكا، هى شركة تحليل بيانات بريطانية تستخدم المعلومات وتحللها لأهداف تسويقية وفى أغراض محددة، حيث تستعين فى عملها بمجموعة من علماء النفس وخبراء التسويق الرقمى لمعرفة ميول واهتمامات الأفراد وتوظيفها فى عمليات الدعاية والإعلان والقيام بدور الوسيط بين المعلن والمستهلك.. إلا أن حماية تلك البيانات من التسريب ـ تظل وفق خبراء ـ مسئولية مشتركة بينها وبين موقع "فيس بوك"، وهو ما فتح أبواب الجحيم على الموقع الأزرق منذ الكشف عن تلك الفضيحة قبل أسبوع من الآن.
زوكربيرج خسر 10 مليارات دولار من ثروته حتى الآن
وفى إطار الأزمة المتصاعدة، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن البورصات العالمية شهدت تراجعا مع تراجع كبير لأسعار أسهم شركات التكنولوجيا وسط زيادة مبيعات أسهم الشركات بسبب مخاوف من زيادة الرقابة التنظيمية. وتراجعت شركات التكنولوجيا، بما فى ذلك تينسنت هولدينجز وسامسونج للإلكترونيات، فى آسيا وأوروبا، كما خفض بعض المحللين من مستوى القطاع الذى طالما رأوا أنه مبالغ فى قيمته بعد فترة طويلة من المكاسب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة