عندما يهون الدم، وتنقطع صلة الرحم، وتسيطر المخدرات على الشخص، فتعطل عقله، وتعمى قلبه، تصبح الجريمة أمراً سهلاً .
إذا طالعت صفحات الحوادث فى الصحف، تتحسر لما وصلنا إليه، فقد سيطرت المخدرات على عقول الشباب، فسفكوا وقتلوا ودمروا واغتصبوا تحت تأثير المخدرات، ثم جاءت التوبة بعد فوات الأوان .
لا تتعجب سيدى الفاضل، عندما تجد أم تقتل طفلتها فلذة كبدها بيدها، حتى لا تنغص عليها اللحظات الممتعة مع عشيقها فى الإسماعيلية، فقد تغلبت الشهوة على عاطفة الأمومة، وسيطرت المخدرات على عقلها، لا تندهش وأنت تقرأ قصة سيدة الغربية التى اشترت بـ3 الاف جنيه "برشام منوم" لزوجها حتى تستقبل عشيقها، تدخن معه "سيجارة حلوة" وتستضيفه على فراش الزوجية، لا تتعجب وأنت تقرأ أخبارا من نوعية قتل شاب لوالده أو والدته بسبب رفضهما منحه ثمن جرعة مخدرات، ولا تندهش وأنت تسمع قصة الزوج الذى قتل زوجته بكرداسة فى الجيزة وقطع جسدها بالمنشار ووضعها فى أكياس بلاستيك وألقى كل جزء فى منطقة متفرقة لخيانتها له، فى حين أن الرجل لم يتعرف عليها فى مسجد، وإنما التقاها أول مرة فى " بيت دعارة " وتزوجها من هناك، بعدما أقنعته بنيتها فى التوبة النصوحة .
كل هذه الجرائم وأكثر، إذا فتشت عن الأسباب الجوهرية لارتكابها، تجد "المخدرات" البطل الرئيسي، والقاسم المشترك فى معظم هذه الجرائم، خاصة مخدر "الاستروكس" الذى يدمنه عدد كبير من الشباب، وذلك بسبب سهولة الحصول عليه، والاعتقاد الخاطئ بأن منتجات المخدرات الاصطناعية مبنية على مواد "طبيعية"، وبالتالى غير مؤذية، وعندما ينتهى تأثيرها على المتعاطى تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التى يشعر بها.
ويحتوى مخدر الاستروكس على مواد تسمى الأتروبين والهيوسين والهيوسيامين وهذه المواد تسبب السيطرة التامة على الجهاز العصبى وتؤدى إلى تخديره تماما، وتصيب متعاطيه باحتقان شديد واحمرار بالوجه وحشرجة فى الصوت واتساع فى حدقة العين، وهى مجموعة عقاقير نفسية " مسببة للهلوسة "، تهدف إلى استنساخ وتقليد آثار المخدرات غير المشروعة، وربما كان بعض من هذه المواد موجود منذ سنوات ولكن تم إدخالها الأسواق فى أشكال كيميائية معدلة لاقت إقبالا وشعبية جديدة .
ولم تقف "مكافحة المخدرات" بوزارة الداخلية، مكتوفة الأيدى، أمام هذا الخطر الداهم، فقدت تصدت له بقوة، وحاصرت تجارة المخدرات بجميع أنواعها، ونجحت على مدار أربع سنوات، فى إزالة 814 فدان زراعات نباتات مخدرة، و98 طنا من مخدر الحشيش، و2230 كيلو من مخدر الهيروين، و580 كيلو من مخدر الكوكايين، و 318 كيلو من مخدر الأفيون، و498,118,248 قرص مخدر، بإجمالى 178760 قضية ارتكبها 196602 متهم .