أكرم القصاص

معلم جيش الأطفال الإرهابى فى لندن.. كيف ساعد الأوروبيون داعش؟

الأحد، 04 مارس 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تثير قصة الداعشى عمر حقى الكثير من التحليلات فى لندن لموضوع داعش والإرهاب، وكيف نشأت التنظيمات الإرهابية فى أوروبا، واحتمالات أن تتوسع بشكل يهدد القارة الأوروبية، خاصة مع تكرار ظهور إرهابيين ولدوا وتعلموا فى أوروبا وليسوا من المهاجرين وإن كانوا من ذوى الأصول العربية والإسلامية. وهناك تساؤلات عما إذا كانت أجهزة أوروبية أسهمت فى نشاة داعش، بهدف استغلالهم لتنفيذ أهداف فى ليبيا وسوريا والعراق.
 
قصة المعلم البريطانى الداعشى فى لندن أثارت العديد من ردود الفعل التى تجمع بين الدهشة والصدمة، فقد حاول الداعشى وهو مدرس شاب تشكيل جيش من الأطفال لتنفيذ هجمات إرهابية. أدانت المحكمة عمر، 25 سنة، واثنين من معاونيه بتهمة الانضمام لداعش، وهذا لا يمثل الصدمة، لأن ظهور إرهابيين فى أوروبا ممن ولدوا وتعلموا فى أوروبا أمر يتكرر كثيرا خلال السنوات الأخيرة. لكن الجديد أن عمر حقى استمر لسنوات يعلم 110 أطفال بريطانيين الإرهاب فى محاولة لتشكيل «جيش أطفال، لتنفيذ موجة من الهجمات الإرهابية فى لندن، حيث إن الأطفال يمكنهم التنقل بسهولة وحمل المتفجرات أو ممارسة القتل بشكل أسهل كثيرا من الكبار.
 
الشاب كان يدرس للأطفال لقطات فيديو لقطع رؤوس، ويشرح لهم عظمة الإرهاب وأهمية العنف. بل إنه أجبرهم على إعادة تمثيل هجمات إرهابية شهدتها العاصمة البريطانية ودربهم على مهاجمة الشرطة.
 
وحسب قائد إدارة مكافحة الإرهاب فى شرطة لندن «كانت خطته تشكيل جيش من الأطفال للمساعدة فى عدة هجمات إرهابية فى أنحاء لندن.. حاول ونعتقد أنه نجح فى تحويل أطفال بين سن الحادية عشرة والرابعة عشرة نحو اعتناق الفكر المتطرف.
 
واستغل الإرهابى تعليم الدراسات الإسلامية فى مدرسة خاصة وأخرى ملحقة بمسجد «ريبل روود» فى شرق لندن. وكشفت التحقيقات أن الإرهابى المعلم كان يستخدم التخويف ليجبر الأطفال على السرية وعدم أخبار أسرهم، كان يهددهم بالذبح والحرق على طريقة ما يجرى فى الفيديوهات التدريبية.
 
ستة من الأطفال شرحوا فى شهادتهم أن عمر علمهم أن القتل أمر جيد وكان يأمرهم بأداء تمرينات رياضية لتقوية أجسادهم. وقال ممثلون للادعاء إن نيته كانت استغلال الأطفال للهجوم على أهداف فى لندن مثل بيج بن وجنود من الحرس الملكى ومراكز كبرى للتسوق ومصارف ومحطات إعلامية.
 
قصة عمر حقى ليست الأولى التى تكشف عن وصول الإرهاب لأوروبا، لكنها تضاف إلى قصص أخرى تشير إلى ما يسمى «عولمة الإرهاب»، والتى يمثل داعش أحد أهم تجلياته، لأن داعش ليست نتاجا عربيا وإسلاميا فقط لكنه نتاج لسياسات أوروبية وتحركات وأنشطة إعلامية واستخبارية على مدى سنوات، مثلما كان تنظيم القاعدة بدرجة أو أخرى.
 
صحيح أن التنظيات الإرهابية نشأت أولا فى الشرق، إلا أنها مع الحرب الباردة والحرب فى أفغانستان تحولت إلى ظاهرة إقليمية ودولية، فقد كان تنظيم القاعدة نتاجا لعمليات تدريب ودعم من قبل الولايات المتحدة والخليج، بهدف دعم المقاومة ضد السوفيت، ولما هزم السوفيت، تركت أمريكا القاعدة لتتحول إلى تنظيم إرهابى يهدد أمريكا وأوروبا.
 
وبالرغم من تحول تنظيم القاعدة إلى الإرهاب بأمريكا وأوروبا ظلت هناك نظريات فى أوروبا ترى أن الإرهاب هو منتج شرقى، ينفذه مواطنون عرب أو مسلمون، وأن مواطنى أوروبا ربما لايكونوا قابلين للانخراط فى الإرهاب، لأنهم نشأوا فى مجتمعات مفتوحة بعيدة عن مسببات الإرهاب فى الشرق.
 
وحتى عندما ظهر إرهابيون أجانب فى صفوف القاعدة وبعدها داعش ظلت التحليلات الأوروبية تربط هؤلاء الإرهابيين بدول الاتحاد السوفيتى السابق مثل الشيشان أو دول البلطيق الإسلامية كالبوسنة، لكن هذه النظريات سقطت مع ظهور آلاف الشباب ممن ولدوا وتعلموا وعاشوا فى أوروبا والدول الأوروبية الديمقراطية وانخرطوا فى صفوف داعش من بريطانيا وألمانيا بلجيكا وسويسرا والدانمارك وسويسرا.
 
وحسب أرقام المفوضية الأوروبية يقدرعدد المقاتلين فى القاعدة وداعش بحوالى 5 آلاف مقاتل أوروبى. كانوا يتحركون بجوازات سفر سورية مزورة عن طريق الحدود التركية الأمر الذى يشير إلى علاقة بين هذه التنظيمات وأجهزة الاستخبارات فى كل من تركيا وبعض الدول الأوروبية التى أشرفت على سفر المقاتلين، ضمن صفقة تدعيم الجيش السورى الحر.
 
وترصد تقارير تحليلية أوروبية أن الإعلام البريطانى والأوروبى لم يكن يتعامل مع المقاتلين الأوروبيين المتجهين إلى سوريا باعتبارهم إرهابيين بل كان هناك احتفاء بهم باعتبارهم مقاتلين من أجل الحرية وكانت هناك تسهيلات لسفر هؤلاء الشباب بجوازات سفر مزيفة، وأن السلطات التركية كانت تسمح بمرور الإرهابيين حاملى الجوازات المزيفة ضمن اتفاقات الأتراك مع هذه التنظيمات، حيث كانت أنقرة تحصل على البترول السورى والعراقى الرخيص من داعش وتقدم للتنظيم مقابله سلعا غذائية وسيارات وأسلحة. وأن هذه الصفقات كانت تتم بمعرفة أجهزة أوروبية ساعدت داعش، وسهلت سفر المقاتلين الأوروبيين، على ظن أنهم لا يهددون أوروبا، لكن عودة نسبة من هؤلاء المقاتلين وظهور عمليات لداعش فى باريس ولندن وبروكسل. أعادت التذكير بدور أوروبى فى نشأة داعش ضمن الإرهاب المعولم العابر للحدود. الذى انتهى بظهور المعلم الداعشى عمر حقى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة