خالد صلاح يكتب: المؤسسات الصحفية والعاصمة الإدارية الجديدة

الإثنين، 05 مارس 2018 09:00 ص
خالد صلاح  يكتب: المؤسسات الصحفية والعاصمة الإدارية الجديدة الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ماذا ستفعل المؤسسات الصحفية المصرية (القومية والحزبية والخاصة) بعد انتقال جميع مؤسسات الدولة السيادية ومبنى رئاسة الوزراء وجميع الوزارات والهيئات التنفيذية ومقر البرلمان والسفارات الأجنبية العاملة فى مصر  إلى العاصمة الإدارية الجديدة؟

تعرف أنت أن كل صحيفة يومية أو موقع إلكترونى يحتاج إلى محرر واحد تقريبا لكل وزارة فى الحكومة، أى أن عدد المحررين الذين يغطون هذه الجهات بين 30 إلى 33 محررا، حسب التعديلات الطارئة على تشكيل الوزارة، ويحتاج مبنى البرلمان إلى 7 محررين ومصورين على الأقل فى الشيفت الواحد لتغطية نشاط المجلس، وقد تحتاج إلى كل صحيفة وموقع إلكترونى إلى 4 محررين آخرين فى الشيفتات الليلية لتغطية أعمال اللجان التى تضطر للاجتماع فى المساء،  بالإضافة إلى مجموعة الهيئات التنفيذية الأخرى التى تشملها التغطيات الإخبارية كالهيئات التنفيذية المتخصصة ونشاط الجامعات والسفارات والهيئات الدولية والتى قد تحتاج إلى 20 محررا آخر للتواصل المباشر مع تلك المصادر الإخبارية، بخلاف محررى الفيديو والمصورين المتخصصين فى المتابعات الميدانية .

فى أقل التقديرات تحتاج كل مؤسسة صحفية إلى 100 محرر يوميا تقريبا داخل العاصمة الإدارية الجديدة، وإن لم يكن لهذه المؤسسات مقار إدارية داخل العاصمة، فإن الصحف ستضطر لتخصيص باصات يومية أو تخصص بدلات انتقال كبيرة ليتحرك المحررون المائة يوميا من وإلى العاصمة الإدارية، بالإضافة إلى الدعم اللوجستى من أجهزة كمبيوتر محمولة وهواتف واشتراكات إنترنت.

لم تخطط الصحف المصرية لهذا المشهد بعد، ولم تستعد له على النحو الأكمل، إذ أننى سألت شخصيا الأساتذة الزملاء كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والأستاذ عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام ونقيب الصحفيين، ما إذا كانت هناك ترتيبات أو اتصالات مع الحكومة أو مباشرة مع قيادات العاصمة الإدارية الجديدة حول تخصيص أراض أو مكاتب إدارية لانتقال المؤسسات الصحفية، أو لضمان عمل محررى الأخبار من داخل العاصمة بعد انتقال أجهزة الدولة بالكامل إلى هناك، والإجابة أن أيا من ذلك لم يحدث بعد، والنتيجة أن كل مؤسسة صحفية قد تواجه صعوبات كبيرة فى التغطية ونقل المحررين ليكونوا على اتصال مباشر مع مصادر الأخبار.

لا ألوم أحدا هنا، ولا أعاتب أحدا، فبالتأكيد كل الجهات مشغولة بما بين يديها من مهام ومسئوليات، ولكننى أدعو هنا رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل إلى إدراج هذا الملف على أجندة الانتقال للعاصمة الجديدة، وأتمنى من سيادته أن يدعو كل من الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والسيد اللواء أحمد زكى عابدين رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة، والسيد الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام، والسيد الأستاذ كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والسيد الأستاذ عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين والسادة رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة إلى اجتماع نحدد فيه ما الذى سيكون عليه وضع المؤسسات الصحفية فى العاصمة الجديدة، وما هى الأراضى المتاحة التى يمكن أن يتم تخصيصها، أو بيعها، أو تأجيرها للمؤسسات الصحفية ليتمكن المحررون من التواصل المباشر مع مصادر الأخبار، ولتسهيل مهمة الصحف فى المتابعة اليومية لأداء الحكومة والبرلمان والمؤسسات المختلفة.

لا أريد أن أذكركم بالدور الذى تلعبه الصحافة وبخاصة المواقع الإخبارية التى تبث الأنباء على مدار الساعة، ولا أريد أن أذكركم بأهمية هذا التواصل المباشر بين المحررين ومصادر الخبر، ولا أريد أن أذكركم بضرورة توفير الدعم اللازم لهذه التغطية، فجميعكم أساتذة، وكلكم تعرفون أهمية هذا الأمر.

فقط أذكركم أننا لا يجب أن نتأخر أكثر من ذلك.

احترامى، ومحبتى

 

 

مقال خالد صلاح









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة