"إن كان بينكم من يرتدى منظارا، أو من يضع عدسات على عينيه ليرى بشكل أفضل، فليعرف أن الفضل فى ذلك يعود لى أنا وكلما رأى أحد منكم صورة ملتقطة بآلة تصوير، فليوقن بأننى الذى وضع أسس عملها ووظائفها"، من تتصور أن يقول هذه الكلمات إن عاد به الزمن ليكون بيننا الآن فى القرن الواحد والعشرين.
الكلمات الماضية، ربما يقولها العالم العربى الشهير الحسن ابن الهيثم، بحسب تخيل وضع فى دراسة لمبادرة الباحثون السوريون".
"ابن الهيثم" الذى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ 978، إذ رحل فى 6 مارس من عام 1040، ودفن القاهرة، كان عالما موسوعيا مسلما قدم إسهامات كبيرة فى الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصرى والعلوم بصفة عامة بتجاربه التى أجراها مستخدمًا المنهج العلمى، وكان صاحب الفضل فى كثير من الاكتشافات العلمية، خاصة فى علم البصريات، أطلق عليه لقب بطليموس الثانى، وأطلق عليه الغرب لقب "الهازن".
لكن ربما حياة العالم الكبير اختلفت وشهدت بعض المواقف عندما جاء إلى مصر، فبحسب كتاب "دراسات تحليلية فى مصادر التراث العربى" للدكتور أنور الزناتى، أن "ابن الهيثم" جاء إلى مصر، بعدما تم استدعاؤه من قبل الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، وذلك بعدما بلغ الأخير، بوجود طريقة لدى "الحسن" لتنظيم فيضان النيل السنوى، وكلفه بتقنين مياه نهر النيل لمواجهة الفيضان، وأعطى له منصبا رسميا، فلما لم يستطع فعل ذلك ادعى الجنون حتى توفى الخليفة الفاطمى، فعاد إلى حالته الطبيعة واشتغل بنسخ كتب من سبقوه فى الرياضيات والطبيعات إلى جانب التأليف فى مواضيع مختلفة.
وبحسب دراسة لمبادرة "الباحثون السوريون" أن المؤرخ ابن القفطى، ذكر، أن الخليفة استدعى ابن الهيثم بعدما ادعى الأخير قدرته على تنظيم جريان نهر النيل عن طريق بناء سد فى منطقة سد أسوان الحالى، لكنه بعدما اطلع على مجرى النهر، اكتشف واعترف بعدم قدرته على تنفيذ المشروع، وحينها بدأ يخاف على حياته من بطش الحاكم بأمر الله، فأنكفأ على نفسه بمنزله، لنحو عشرة سنوات حتى توفى "الحاكم"، فعاد لنسخ المخطوطات التى كان يعيش منها فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة