كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامى، أنه على خلاف رأى بعض الفلاسفة الرافضين جر الدين إلى ساحة العلم، بدعوى أنه يندرج تحت العلوم الإنسانية وليس التجريبية، فإن العلم هو الطريق إلى الله، خاصة فى هذا الزمن وما يشهده من تقدم علمى وتقنى، لم يعد يحرك مشاعر الناس فيه شىء كما تحركه الحقيقة العلمية.
ورفض عمرو خالد فى الحلقة الرابعة عشر من برنامجه "بالحرف الواحد"، التدليل سوى بالحقائق العلمية وما كان قطعيًا من علوم الطبيعة، التى تم التحقق منها بالصوت والصورة والمعادلة الحسابية وغير القابلة للتغييرkإذ يقول أنه "لا يمكن لأحد أن أن يقول أن نشأة الكون على مبدأ القصور الذاتى مازالت محل نقاش، إذن: ما الذى يجعلك تصطدم فى المقعد الذى أمامك إذا وقفت الحافلة التى تستقلها فجأة، كما لا يمكن لأحد أن يقول أن النظرية النسبية لـ"أينشتين" لم يحسمها العلم بعد، إذن: لماذا يعمل الــ GPS؟ ولماذا تطير الطائرة؟ ولماذا يعمل النور؟ ولماذا تعمل مولدات الطاقة المغناطيسية والنووية؟.. وهكذا".
وتابع: "كما أنه لا يمكن لأحد أن يقول أن نظرية "الكوانتم" مازالت افتراضية، إذن: لماذا تعمل أشعة الرنين، ولماذا تعمل الهواتف المحمولة والكمبيوتر، وكيف تقوم النباتات بعملية البناء الضوئي؟، كما ولا يمكن لأحد أن يقول أن "الانفجار العظيم" أو "البيج بانج" قد يأتى عالم غدًا ويقول لم يحدث، سأقول له: ولماذا الكون إذن فى حالة توسع مستمر إلى الآن"؟.
واستدرك خالد: "لا يمكن لأحد أن يقول أن نهاية العالم عن طريق أن يفقد كل شيء حولنا كتلته بما فيهم نحن هى مجرد فرضية، سأقول له: ولماذا استحق "بيتر هيجز" جائزة "نوبل" إذن، فهل رصد عفريتًا أم رصد جسيم هيجز؟".
وأشار إلى أنه كل كلامه فى برنامج "بالحرف الواحد"أنه "لا يمكن لأحد أن يقول لى أن غدًا قد يأتى عالم ويثبت لنا أن البويضة لا تلتهم الحيوان المنوى وتفتته وتخلطه داخلها، سأقول له: وهل نكذب أعيننا بعد أن رأينا ذلك تحت عدسات ميكرسكوبات التلقيح المعملي؟"، لافتاً إلى أنه يبنى على ما كان قطعيًا من علوم الطبيعة، التى تم التحقق منها بالصوت والصورة والمعادلة الحسابية وغير قابلة للتغيير بتاتًا لأنها ركائز الكون الذى نعيش فيه وبسببها تطير الطائرة وتعمل أجهزة الـ GPS وتعمل جميع المحركات الكهربائية والمغناطيسية، وتابع: "حرصنا على تفادى أخطاء الذين خاضوا من قبل فى مجال الإعجاز العلمى من خلال تفسير آيات القرآن، بما يتوافق مع أهوائهم، من أجل إثبات نظريات علمية على أنها موجودة فى القرآن، فيظهر ما يناقضها علميًا".
وأوضح: "قمنا بتفسير الآية كما هى فى اللغة، وعلى سبيل المثال، فإن معنى "خلق الإنسان من علق"، فى اللغة هو كائن يستطيع أن يعلق، يعنى له القدرة على التشبث بالأشياء".
ورفض تفسر "علق" على أنها "الدم المتجلط، فى محاولة لإقناع الناس بأن الدم المتجلط مرحلة من مراحل الجنين، ومن ثم يظهر ما يثبت عكس ذلك، لأنه معنى بعيد عن المعنى الواضح للقرآن"، إذ طالب بتفسير الآية كما هى فى اللغة، "فالعلم قال أن وظيفة الحيوان المنوى أصلاً أنه يعلق".
وشدد خالد على ضرورة الالتزام بالمعنى الحرفى للقرآن، دون افتعال فى فهم آياته، كما فى معنى الرواسى، والمقصود بها الجبال، و"ألقى فى الأرض رواسى أن تميد بكم"، فالأرض تحتاج إلى ما يرسيها حتى لا تنجرف بنا فى متاهات الفضاء، مثلما تحتاج السفينة إلى ما يرسيها فى البحر حتى لاتنجرف بنا فى متاهات البحر.
وهى مثلما أوضح علماء الفيزيا قائمة على فكرة الجاذبية، فكوكب الأرض فى حالة رسو، ومجرتنا كلها فى حالة رسو بسبب جاذبية الثقب الأسود من الفضاء، لأن بالفعل تأثيرات الجاذبية بين الأجسام الفضائية فى الفضاء تشبه التأثيرات التى ترسى السفينة فوق البحر، على حد وصف "أينشتين".
واستكمل الدكتور عمرو خالد أنه من الضرورى الالتزام بالبساطة فى تفسير القرآن، ومن خلال تأمل صادق فى فهم كننه ومعناه، "وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِى مُّبِينٍ"، أى أنه علينا أن نفهم أن آياته تشرح نفسها بنفسها وليست بحاجة إلى معانى كلمات إضافية، ولا تنسوا أن القرآن الكريم يقول "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ"، وفيما وصف العلم والدين والحياة مثلث متكامل، بينهم تكامل بلا تناقض، أشار إلى أن استقرار الأسرة وأمان المرأة فى الأسرة من القضايا المرتبطة بهذا الثالوث خاصة فى قضية الإنجاب، وأكثر تحديدًا فى المجتمع الشرقى، حيث يمكن أن تطلق الزوجة لأنها تنجب البنات، وليس ذكورًا، وما ينجم عن ذلك من مشاكل اجتماعية وظلم للمرأة، رغم أنها لا علاقة لها بتحديد نوع الجنين.
ولفت خالد إلى أن العلم أوضح أن المتحكم فى تحديد نوع الجنين، ذكرًا أو أنثى هو الرجل، وهو ينتج نوعين من الحيوانات المنوية الحيوان المنوى X والحيوان المنوى Y، أما السيدة فتنتج نوعًا واحدًا من البويضات X، فإذا نجح الحيوان المنوى X فى تلقيح البويضةX، كان الناتج XX أنثى، أما إذا نجح الحيوان المنوى Y فى تلقيح البويضة X كان الناتج XY ذكر.
وأوضح الدكتور عمرو خالد أن هذه الحقيقة العلمية أكدها العالمان نيتى ستيفن وادموند ويلسون نظام الـ X وY فى سنة 1905، ومن قبل 1400 سنة أكدها القرآن، "وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ (45) مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ"، فالنطفة هى منى الرجل، وليس المرأة، وهذا يعنى بوضوح أن الرجل وليس المرأة هو المسئول عن تحديد نوع الجنين.
ولاحظ خالد أن من يهاجمون القرآن عبر بعض المواقع يعترفون بتلك الحقيقة، ويثبتونها للقرآن، وأنها لا توجد فى أى كتاب سماوى غيره، لكنهم يدعون أن القران ليس هو أول من قال ذلك، بل الفراعنة من قبله كانوا يعتقدون بأن الرجل هو المسئول عن تحديد نوع الجنين، استنادًا إلى بردية فرعونية مكتوب فيها بالهيروغليفى قصة أسطورية عن أن أحد الفراعنة كانوا يدعون له بـأن يرزقه من المنى الخاص به، بذكر أو أنثى.
وقال "خالد" إنه حتى مع التسليم بذلك، فإنه لم يكن من غير الممكن للعالم فهم تلك الحقيقة قبل أن يتمكن "شامبليون" من فك رموز حجر رشيد سنة 1822، بعد أن انقرضت اللغة الهيروغليفية من قبل 1600 سنة، فالنبى قال بذلك حتى قبل أن يصل العلم إلى تلك الحقيقة العلمية سنة 1905.
ومما رصده خالد، أن الأزمات الناجمة عن الإنجاب، لاتقتصر على طبقة معينة، بل هى فى كل المستويات الاجتماعية من أقل المستويات إلى أعلاها، حتى أن أحد ملوك مصر أنجبت له زوجته 4 بنات، فكان يرغب فى تطليقها لأنها لم تنجب له الولد، إلى أن أوضح له عالم ما قاله العلم والدين بأن الرجل هو المسئول عن نوع الجنين فخجل وصمت.
ورأى أن اتفاق العلم والدين على تلك الحقيقة من رحمة ربنا بنا فى الحياة، لأنه لو كانت الأنثى هى التى تتحكم فى نوع الجنين، لفسدت الحياة، لأنه فى حينها كانت ستتعرض لإهانة كبيرة من الرجل، وكان سيتزوج عليها مرة واثنين وثلاثة حتى تنجح فى إنجاب الولد الذى يريده.
لذا قال إنه اقتضت حكمة الخالق أن يكون الزوج هو المسئول عن تحديد الجنين للمحافظة على الأسرة، وهذه مسألة جوهرية من أجل انتظام الحياة الأسرية المجتمعية السلمية لكبح جماح الطمع البشرى لدى الرجل بالتحديد فى أن يبقى لديه ذرية كلها ذكور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة