"غادرت مدينة سوات وعيناى مغمضتان وأعود الآن بعينيين مفتوحتين"، بتلك الكلمات تحدثت الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزى، أصغر حاصلة على جائزة نوبل للسلام، أمام وسائل الإعلام عقب عودتها إلى وطنها بعد 5 سنوات من الفراق إثر حادث إطلاق النار عليها من قبل عناصر حركة طالبان بسبب دفاعها عن قضية تعليم الفتيات فى باكستان.
الناشطة ملالا يوسفزى تبدأ الكتابة على مدونة "BBC" عام 2009
و"ملالا يوسفزى"، هى فتاة بدأت فى الحادية عشر من عمرها فى العام 2009 بالكتابة على مدونة لهيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، منتقدة أعمال العنف التى يرتكبها عناصر "طالبان"، بحرق مدارس البنات وقتل معارضيهم فى وادى سوات والمناطق المجاروة منذ 2007، وزادت معرفة المواطنين بها عند تعرضها لمحاولة اغتيال فى وضح النهار نفذها عناصر من طالبان، فيما نجت منها الناشطة الباكستانية "ملالا" بأعجوبة، حيث صعد مهاجم طالبان على الحافلة وسأل "من هى ملالا؟"، ثم أطلق عليها الرصاص.
وتقول ملالا، "عندما ولدت أشفق الناس على أمى فيما لم يهنئ أحدًا أبى فى مجتمع يطلق الرصاص ابتهاجًا بمولد الذكور أما البنات فتوارين عن الأنظار فدورهن فى الحياة لا يتعدى إعداد الطعام وإنجاب الأطفال ويعد يوما حزينا ذلك الذى تولد لأحدهم أنثى".
حرمان الفتيات من التعليم أبرز اهتمامات "ملالا" خلال العام 2007
وقبل محاولة الاغتيال الغاشمة، لم تقف الناشطة الباكستانية مكتوفة الأيدى وهى تشاهد انتهاكات تنظيم طالبان، حيث كان حرمان الفتيات هو الموضوع الأبرز والمسيطر على تدويناتها، وكانت تخفى شخصيتها كمدونة وناشطة اجتماعية، لكن سرعان ما طهر الجيش الباكستانى مدينة سوات من "طالبان"، وظهرت الشخصية الحقيقية لهذه المدونة الصغيرة، لتتحول إلى شخصية شهيرة وتلتقى بالصحف والقنوات المحلية.
أول ظهور إعلامى للناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاى فى عام 2009
وجاء أول ظهور إعلامى للناشطة الباكستانية "ملالا"، بعد توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان فى فبراير عام 2009، حيث دعمت الاتفاق وذاعت شهرتها وقتها بمختلف الصحف والقنوات الفضائية، وقالت الناشطة الباكستانية فى مقابلة تلفزيونية، إن "طالبان"، دمرت قرابة 400 مدرسة بشكل كامل على يد المقاتلين.
محاولة تنظيم طالبان اغتيال ملالا يوسفزاى عام 2012
ودفعت الناشطة الباكستانية ثمن تصريحاتها بإطلاق تنظيم "طالبان" النار على رأسها مباشرة خلال شهر أكتوبر من العام 2012، لكنها نجت من محاولة الاغتيال بأعجوبة كبرى، وأمرت دولة الإمارات العربية المتحدة – وقتها – بعلاج "ملالا" على نفقتها فى كبرى المستشفيات البريطانية، حيث أرسلت لها طائرة طبية مجهزة.
عودة ملالا إلى باكستان بعد فراق 5 أعوام
وبعد مرور 5 سنوات على مغادرتها وطنها وإقامتها فى بريطانيا، وصلت الناشطة الباكستانية، الخميس الماضى، إلى إسلام أباد، فى زيارة استمرت 4 أيام خضعت لإجراءات أمنية مشددة، وكان فى استقبالها رئيس الوزراء شاهد خقان عباسى، ولم تكن "ملالا" قد عادت إلى باكستان منذ العام 2012.
ومن جهتها، أكدت الناشطة ملالا يوسفزى، إنها ستواصل النضال من أجل تعليم الفتيات، مشددة على أن الأجيال القادمة هى مستقبل باكستان، وأضافت ملالا - فى كلمة مقتضبة ألقتها خلال مراسم استقبالها فى مكتب رئيس الوزراء الباكستانى شهيد خاقان عباسى - إنه لابد من الاستثمار فى مجال تعليم الأطفال، مشيرة إلى أن صندوق ملالا الخيرى استثمر 6 ملايين دولار فى مجال تعليم الفتيات فى باكستان، ودعت ملالا، كافة القوى السياسية إلى الاتحاد ونبذ الخلافات السياسية عندما يتعلق الأمر بالتعليم والصحة والاقتصاد، حسبما ذكرت قناة (جيو نيوز) الباكستانية، الخميس.
من جانبه، رحب عباسى، بملالا، التى تزور البلاد لأول مرة منذ إصابتها بطلق نارى فى الرأس من قبل حركة "طالبان" فى عام 2012 بسبب نضالها من أجل حق الفتيات فى التعليم، وأشاد عباسى، بتضحيات "ملالا" ودورها فى التأكيد على حق الفتيات فى التعليم، وأعرب عن سعادته باستقبالها فى بلدها باكستان التى نجحت فى اجتثاث جذور الإرهاب، بحسب تعبيره، وفازت ملالا - فى 10 أكتوبر 2014 - بجائزة نوبل للسلام للعام ذاته برفقة الهندى "كايلاش ساتيارثى"، وقد أكدت لدى استلامها الجائزة على أن التعليم هو أحد ضرورات الحياة.
ملالا يوسفزى تزور مسقط رأسها بعد فراق 5 سنوات
وضمن جدول زيارتها، توجهت "ملالا يوسفزاى"، صباح أمس السبت، برفقة والديها وشقيقيها فى مروحية عسكرية من العاصمة إسلام أباد، إلى مسقط رأسها فى "مينجورا"، وكان فى استقبالها أقاربها وأصدقائها.
وكتبت "ملالا" فى تغريدة على "تويتر" – خلال الزيارة - "سعيدة جدًا برؤية منزل عائلتى وزيارة أصدقائى وزيارة هذه الأرض من جديد"، فيما قال والدها زياد الدين يوسفزى، لـ"فرانس برس"، "أكاد لا أصدق أننى فى سوات والتقى الناس هنا"، و"مينجورا" هى المدينة التى كانت تدرس فيها "ملالا"، وتعيش فيها مع عائلتها عندما تعرضت لإطلاق نار على حافلة مدرستها فى 09 أكتوبر 2012.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة