تتأزم الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بشكل خطير يهدد المستقبل التجارى بين العملاقين الاقتصاديين، وذلك فى ظل اجراءات تصعيديه من كلا الطرفين بفرض رسوم جمركية إضافية على بعض السلع التى يتبادلان استيرادها وتصديرها فيما بينهما، بما يعود بخسائر كبيرة على رجال الأعمال فى البلدين، وكانت آخر التطورات أن نقلت بكين الأزمة رسميًا إلى منظمة التجارة العالمية.
الحرب التجارية الأمريكية الصينية
ومع التطور السريع للأزمة التجارية بين واشنطن وبكين، إثر المبادرة الأمريكية من قبل الرئيس دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على سلع صينية، نوضح من خلال إنفوجراف أعدته شبكة "سكاى نيوز" الإخبارية، العلاقات الاقتصادية الأمريكية الصينية خلال العام 2017، حيث أن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة تبلغ قيمتها 506 مليار دولار، فيما تصل صادرات الولايات المتحدة إلى الصين لما قيمته 130 مليار دولار.
العلاقات الاقتصادية الأمريكية الصينية خلال عام 2017
وفى السياق ذاته، نستعرض التسلسل الزمنى لبدء الحرب التجارية بين البلدين الاقتصاديين الكبيرين، ففى يناير 2018، فرضت واشنطن رسوم جمركية بنسبة 30% على الألواح الشمسية المستوردة و20% على الغسالات المنزلية، ما دفع الصين إلى الرد فى 9 مارس، حيث اعتبرت الرسوم الجمركية هجومًا خطيرًا على التجارة الدولية، وهددت باتخاذ خطوات مضادة إذا ما تعرض رجال الأعمال الصينيين للخسائر، وفى ذات اليوم، صعدت واشنطن، بفرض جمارك بنسبة 25% على الحديد و10% على الألومنيوم، مستهدفة بضائع صينية بقيمة 3 مليارات دولار.
التسلسل الزمنى لبدء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين
جاء الرد الصينى فى 2 أبريل، حيث فرضت بكين رسوم جمركية بنسبة 25% على 128 سلعة أمريكية، واستهدفت الرسوم بضائع أمريكية تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار، وتوالى التصعيد الأمريكى، ففى 3 أبريل، حذرت واشنطن من فرض جمارك على 1300 سلعة صينية، والجمارك تستهدف بضائع صينية بقيمة 50 مليار دولار، وفى اليوم الذى يليه جاء الرد الصين، بتحذير بفرض جمارك على 106 سلع أمريكية تصل قيمتها إلى 50 مليار دولار.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى 5 أبريل، إلى فرض جمارك على بضائع صينية أخرى تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار، وجاء رد الصين سريعًا فى ذات اليوم، حيث أعلنت بكين، أنها بدأت بالفعل بوضع إجراءات مضادة للإجراءات الأمريكية، وأنها ستستهدف بضائع تقدر قيمتها بحوالى 100 مليار دولار، وفى 6 أبريل، كان لتلك الإجراءات أثرها على سوق الأسهم الأمريكية "داو جونز" التى خسرت 572 نقطة أى حوالى 2.3%.
العلاقات التجارية الأمريكية الصينية
الصين تنقل قضية الرسوم الأمريكية إلى منظمة التجارة العالمية
الجدير بالذكر أن الصين، قدمت شكوى ضد الولايات المتحدة إلى منظمة التجارة العالمية احتجاجاً على قرار ادارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرض رسوم على واردات الفولاذ والألمنيوم، وفق وثيقة نشرتها المنظمة الثلاثاء، وجاء فى الوثيقة أن بكين قدمت الشكوى فى الخامس من أبريل وطلبت فيها عملياً "بدء مشاورات مع حكومة الولايات المتحدة" فى ما يخصّ "بعض التدابير التى تطال منتجات الفولاذ والألمنيوم".
ومن جانبه، أعلن المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية دان بروزان، اليوم الثلاثاء، أن الصين طلبت رسميًا وفى خطاب وجهته إلى الولايات المتحدة ورئيس جهاز تسوية المنازعات والدول الأعضاء بمنظمة التجارة العالمية، إجراء مشاورات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الرسوم الإضافية التى فرضتها الأخيرة على واردات الصلب والألومنيوم.
وأضاف أن الصين أكدت على أن التدابير التى اتخذتها الولايات المتحدة والتى تشمل فرض رسوم استيراد إضافية بنسبة 25% و10% على التوالى على بعض واردات منتجات الصلب والألومنيوم مع استثناء كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبى وأستراليا والبرازيل وكوريا الجنوبية والأرجنتين والتى دخلت حيز التنفيذ فى 23 مارس الماضي، لا تتماشى مع التزامات الولايات المتحدة الأمريكية بموجب اتفاق الجات واتفاق الضمانات بمنظمة التجارة العالمية.
وأوضحت الصين، أن الولايات المتحدة فشلت فى اتباع المتطلبات الإجرائية المناسبة بما فى ذلك إجراءات الإخطار والمشاورة، كما لم تقم بإدارة قوانينها ولوائحها ومقرراتها وإحكامها فيما يتعلق بالتدابير التى اتخذتها بطريقة موحدة ومحايدة ومعقولة خاصة مع فرض رسوم استيراد على بعض منتجات الصلب والألومنيوم وبما يتجاوز الرسوم المنصوص عليها والمقدمة فى جدول الالتزامات، وأكدت الصين فى الطلب المقدم بمنظمة التجارة لإجراء مشاورات مع الولايات المتحدة على احتفاظها بحقها فى أى طلب قضائى فى المستقبل، مشيرة إلى أنها تتطلع إلى تلقى رد الولايات المتحدة على الطلب وتحديد موعد ومكان مناسبين للتشاور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة