من "خان شيخون" إلى "دوما" .. كيف دمرت حروب الجيل الرابع سوريا برصاص الشائعات.. "الخوذ البيضاء" لاحقت الدولة السورية بـ"أكاذيب الكيماوى".. واشنطن والدول الغربية يستغلون الموقف.. والروس يجددون التحذير

الأربعاء، 11 أبريل 2018 08:30 م
من "خان شيخون" إلى "دوما" .. كيف دمرت حروب الجيل الرابع سوريا برصاص الشائعات.. "الخوذ البيضاء" لاحقت الدولة السورية بـ"أكاذيب الكيماوى".. واشنطن والدول الغربية يستغلون الموقف.. والروس يجددون التحذير بوتين وترامب والحرب فى سوريا
تحليل يكتبه : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مؤامرات عابرة للقارات، وحملة من الأكاذيب والشائعات تحاصر المشهد السورى على مدار ما يقرب من سبع سنوات عجاف لم يعرف فيها السوريون طريقاً إلى الأمن والاستقرار، الذى غاب عن الشوارع والميادين منذ عام 2011 وما حمله مما عرف بـ"الربيع العربى".. فمن معارك ساحات القتال، إلى حروب الجيل الرابع القائمة على الكذب الممنهج، تلاقت أهداف أطراف إقليمية على الملعب السورى، فيما تقاطعت مأرب أطراف آخرى لتتفق فى غالبيتها على عرقلة أى مسار لتسوية سياسية تؤدى إلى السلام، ونسف أى محاولات تحسم المعارك ضد الإرهابيين وجماعات العنف الممولة من دولا بعينها.

الأسد لا يزال صامداً رغم مرور ما يقرب من 7 سنوات من الحرب
الأسد لا يزال صامداً رغم مرور ما يقرب من 7 سنوات من الحرب

حروب الجيل الرابع غير النمطية، والتى تعتمد على تقارير مضللة تدعم من الباطن جماعات مسلحة وأقليات عرقية لاستهداف الدول والأنظمة الحاكمة، عرفت طريقها مبكرًا إلى الملعب السورى، حيث شهدت سوريا خلال السنوات الأخيرة "حرب المعلومة" بعدما استخدمت بعض الدول الغربية عدد من الوسائل الإعلام لتضليل ما يجرى فى سوريا، إضافة لدعم وتمويل منظمات غير حكومية، لبث تقارير مضللة وشائعات عما يجرى فى الأراضى السورية، وهو الدور الذى لعبته "الخوذ البيضاء" التى تنشط فى عدد من مدن سوريا وتعمل تحت ستار "الإغاثة الإنسانية".

وبدأت بعض الدول الغربية، وفى مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بالاستناد على تقارير إعلامية غير مؤكدة، للتدخل عسكريا فى الِشأن الداخلى السورى و"تصفية حسابات" إقليمية ودولية مع روسيا الاتحادية على التراب السورى.

شهدت بلدة خان شيخون الواقعة فى إدلب هجوما بالأسلحة الكيماوية وسط تقارير إعلامية تتحدث عن استخدام غاز السارين السام فى الهجوم، وتضاربت الأنباء حول الجهة المتورطة فى الهجوم الذى راح ضحيته 100 مواطن سورى وإصابة ما يقرب من 400 آخرين، ولم تنتظر الولايات المتحدة التأكد من صحة التقارير الواردة على لسان "الخوذ البيضاء"، التى حملت الحكومة السورية مسؤولية الهجوم، واستهدفت واشنطن مطار الشعيرات العسكرى فى حمص بـ 59 صاروخ أمريكى من طراز توماهوك.

 
أحداث خان شيخون
أحداث خان شيخون

 

وكشفت لجنة التحقيق الأممية المكلفة من الأمم المتحدة فى الواقعة عن ضغوطات تتعرض لها من دول أعضاء فى مجلس الأمن، وحملت فى تقريرها النهائى الصادر فى أكتوبر 2017 الحكومة السورية مسؤولية الهجوم بغاز السارين على خان شيخون، فيما نددت روسيا الخميس بتقرير الأمم المتحدة الذى حمل النظام السورى مسؤولية الهجوم الدامى بغاز السارين فى خان شيخون فى سوريا معتبرة أنه "سطحى وغير محترف".

تمكنت قوات الجيش السورى من السيطرة على عدد من البلدات والمدن الواقعة فى غوطة دمشق الشرقية سواء بالحسم العسكرى أو بإجراء تفاهمات ومصالحات مع الفصائل المسلحة المتمركزة فى تلك المنطقة، وفى ظل التقدم الكبير للجيش السورى ومحاصرة دوما التى يتحصن بها مقاتلى جيش الإسلام، نشرت "الخوذ البيضاء" تقريرا يتهم الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوى فى مدينة دوما السورية.

ولم يشير التقارير الذى نشرته "الخوذ البيضاء" إلى أى تفاصيل حول الهجوم الذى أدى لمقتل العشرات وإًصابة المئات غالبيتهم من المدنيين، واستندت الولايات المتحدة الأمريكية والغربية الرافضة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد على التقرير الصادر من "الخوذ البيضاء" لتوجيه أصابع الاتهام إلى حكومة دمشق دون انتظار تشكيل لجنة تحقيق محايدة.

 

أحداث دوما
أحداث دوما

 

وتتعرض سوريا منذ سنوات إلى جملة من الشائعات والتقارير الزائفة، التى لا يمكن الاعتماد عليها كحقائق فى رصد ومتابعة ما يجرى على التراب السورى، وتتخذ عدد من وسائل الإعلام الأجنبية خطا معاديا للحكومة السورية، وترصد أى انتهاكات للنظام السورى، وتتغافل عن بعض الجرائم التى تقوم بها ميليشيات وكتائب مسلحة على الأراضى السورية.

وتمارس الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية "الجيل الرابع للحروب" فى الصراع بسوريا، وذلك ببث شائعات وأكاذيب حول طبيعة ما يجرى فى الأراضى السورية، ومحاولة حشد الرأى العام العالمى ضد الحكومة السورية.

ووصف عدد من المراقبين الصراع الذى يجرى فى سوريا بأنه "حرب عالمية ثالثة" بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، موضحين أن الحرب التى تدفع دمشق فاتورتها هى حرب بالوكالة بين عدد من الأطراف الاقليمية، وذلك لتحقيق مصالح ضيقة فى سوريا على حساب أمن واستقرار وسيادة الدولة السورية.


مفاوضات أستانة
مفاوضات أستانة

وفشلت عدة جولات من مفاوضات جنيف فى الوصول إلى حل سياسى للأزمة السورية، فيما نجحت جولات أستانة فى خفض التصعيد بعدد من المدن السورية التى شهدت صراعا محتدما خلال السنوات الماضية.

وتقف الجامعة العربية عاجزة عن القيام بأى دور فاعل فى الملف السورى، وذلك عقب تعليق مقعد دمشق فى الجامعة العربية وهو السبب الرئيسى فى تهميش الدور العربى، لصالح دور الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى وأمريكا.

وتعانى سوريا من حرب أهلية مدمرة وصراع ميليشيات طائفية واقتتال داخلى تدعمه دول إقليمية ودولية، ما أدى لتهجير ملايين المواطنين السوريين إلى مختلف البلدان العربية والغربية، وأدى الصراع المسلح فى سوريا إلى مقتل مئات الآلاف وإصابة عشرات الآلاف منهم بسبب الصراع المسلح العنيف الذى شهدته البلاد منذ نهاية العام 2011.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة