يجلس على مقعد قد سبقه إليه عظماء الساسة فى العالم، وداخل واحد من أهم المجالس التشريعية، ويقف أمامه عشرات المصورين كل منهم يحلم بالتقاط صورة له تعبر عن لحظة قد تؤرخ فى سجل هذا الشاب الوسيم لاسيما أن الملايين عبر أنحاء الكرة الأرضية ينظرون لكلماته بأهمية كبرى.. تلك الكلمات قد توصف مشهد حضور مارك زوكربيرج، مؤسس موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لجلسات الاستماع بالكونجرس الأمريكى المخصصة لمناقشة فضيحة تسريب البيانات!.
كم الإثارة والتشويق المحيط بجلسات الاستماع لمؤسس فيسبوك داخل الكونجرس إذا تأملته ثم عدت بالذاكرة 14 عامًا للوراء وتذكرت أن هذا الشاب لم ينجح يحلم بـ1% مما حققه من نجاح وثروة عندما كان يجلس فى غرفة صغيرة برفقة صديقه أثناء دراسته فى جامعة هارفارد يلهو ويمرح تارة ينشأ موقع لتحديد الأجمل بين الفتيات وأخرى شبكة للتواصل بين الأصدقاء لكن الأخيرة هذه نجحت وجلبت له مليارات الدولارات فيما بعد.
كل التطورات فى حياة الشاب الوسيم، تدفع للتساؤل هل يمكن تجسيدها يوما ما فى فيلم سينمائى يخرج من أرجاء هوليود العريقة؟، مثلما حدث مع أعلام آخرين فى عالم التكنولوجيا أبرزهم الراحل ستيف جوبز مؤسسة شركة أبل، فى فيلم حمل اسمه "جوبز"، وللعلم فإنه أيضًا كان متسربا من التعليم الجامعى فقد ترك دراسته فى كلية ريد عام 1974 من أجل تأسيس شركته التكنولوجية برفقة صديقه ستيف وزنياك، ليصير بعدها واحد من أيقونات التطور التكنولوجى خلال القرن العشرين.
وبصرف النظر عن كل ما يثار حول شخصية مارك من سرقة فكرة زميله أو ديكتاتوريته وسعيه للاستحواذ على كل شركات التكنولوجية المنافسة أو تورطه فى العديد من الفضائح وآخرها تسريب بيانات الملايين المستخدمين لصالح لمؤسسة "كامبريدج أنالتيكا" للتحليلات والدراسات إلا أن هذا كله لا يمنع تجسيد قصة حياته فى عمل فنى خصوصا أن الأعمال السينمائية المخصصة للسير الذاتية لا تقتصر على قصص الصالحين فقط بل أنها تعرض الجميع وعلى المشاهد الإدلاء بدلوه فى النهاية.
مارك "33 عامًا" ليس مجرد شخصية شهير، فرغم صغر سنه يوجد العديد من المحطات المثيرة فى حياته بداية من ميلاده فى أسرة يهودية ثم ما أسير حول إلحاده وبعدها تصريحه باعتقاده أن الدين شيء مهم فى الحياة، ثم زواجه من صديقته الأمريكية المولدة من أبوين صينيين فيتناميين فى عام 2011، وفى نفس العام قرر مارك أن يكون نباتيا لا يأكل اللحوم.
من المفارقات الأخرى فى حياة مارك أنه لم يُكمل دراسته فى جامعة هارفارد فقد ترك دراسته فى العام الثانى وتحديدًا عام 2014 من أجل متابعة حلمه وشبكته حديثة العهد آنذاك لكنه بعد مرور 13 عامًا على هذا التوقيت تمكن من الحصول على الشهادة الفخرية للجامعة بعدما تم اختياره لإلقاء خطاب حفل التخرج الخاص بدفعة 2017.
وفى ظل كل هذه المفارقات فى حياة المدير التنفيذى لفيسبوك فإن هناك تساؤلات يمكن أن تطرح من سيؤلف العمل الفنى؟، هل يكون مارك نفسه؟، وذلك فى ظل تكتمه الشديد على أسراره الشخصية وعدم البوح بالكثير منها رغم أنه صمم شبكة جعلت الحياة الشخصية للملايين مشاعًا أمام الجميع، وهل يكون الفيلم فى حياة مارك أم أنه سيكون مثلما يحدث مع غالبية المشاهير بعد وفاته مثلما حدث مع جوبز؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة