"الحوت الأزرق".. الاسم الأكثر بحثاً على مؤشر البحث "جوجل" مؤخراً، بعد جنوح الشباب للانتحار بسبب هذه اللعبة الغريبة، التى أطلت برأسها على مجتمعنا المصرى المتدين الرافض لفكر الضعف وإزهاق الروح التى خلقها المولى عز وجل.
مخاوف عديدة تسللت لقلوب الجميع مؤخراً، وتحذيرات ضخمة أطلقتها الجهات المعنية، للتنبيه بخطورة هذه اللعبة التى تنتهى بالانتحار.
المتخوفون، نسوا أو تناسوا، أننا جميعاً فى منازلنا "حوت أزرق"، نعم ـ أنا وأنت ـ فى منازلنا "حوت أزرق"، فكل شخص منا يمتلك إنترنت بمنزله، أو هاتفه المحمول متصل به، يمكنه أن يزور لعبة "الحوت الأزرق" بسهولة، فى ظل غياب الدور الرقابى للأسرة على متابعة الأبناء، وتركهم فريسة سهلة للإنترنت وألعابه، وعالمه الغريب المريب.
جميعنا مقصرون ـ ولا أبرئ نفسى ـ عندما قررنا أن نريح عقولنا من إزعاج الأبناء، فتركنا لهم الإنترنت ينغمسون فيه دون أن نراقبهم أو نلتفت إليهم، طالما لا نسمع لهم صوتاً، لا نبالى بما يفعله الأطفال أو الألعاب التى تسرق عقولهم وفكرهم، فكل ما يشغلنا أن نريح أنفسنا من عناء "اسكت يا ولد" و"اسكتى يا بنت".
كعادتنا جميعاً، لا نفوق من غفوتنا إلا عندما تقع الكارث ، فنهرول نبحث وندقق فيما يفعله الأبناء، وننسج حولهم أسواراً حديدية، تحت زعم الخوف والقلق، وما أن يهدأ الأمر، حتى نعود مرة أخرى لغفوتنا ونسلم فلذات الأكباد للانترنت يفعل بهم ما يشاء.
لا أستطيع أن أحدثك عن أعداد المحاضر الضخمة التى تستقبلها مباحث الإنترنت يومياً ـ بصفتى محرراً للشئون الأمنية ـ معظمها بطلها أطفال صغار تعرضوا للابتزاز الجنسى، بعدما غاب عنهم الأهل وتركوهم فريسة لذئاب الجرائم الإلكترونية .
أعتقد أننا بحاجة لممارسة دورنا الأساسى، فى رعاية أبنائنا وحماية أفكارهم، وعدم تركهم فريسة سهلة لأفكار مسمومة، بحاجة أن نربى أبناءنا على الأخلاق والقيم منذ نعومة أظافرهم، نربيهم على ثقافة "العيب" و"الصح"، وعدم الاستسلام والضعف والوهن، الذى يقودهم لحبل المشنقة أو سم الفئران للموت انتحاراً، علينا أن ندرك ما تبقى لنا فى أبنائنا قبل فوات الآوان، انقذوهم قبل أن يزورهم "الحوت الأزرق" يرحمكم الله .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة