على قدم وساق تناقش الدوائر السياسية داخل إيران سيناريوهات الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة على سوريا عقب مزاعم ضرب النظام السورى مدينة دوما بالسلاح الكيميائى، وتداعياتها على تواجدها داخل الأراضى السورية، ومع ما قيل أنه تراجع لترامب عن تلك الضربة فى تغريدة له على حسابه على مواقع التواصل الإجتماعى، فقد جددت إيران من داخل دمشق دعمها لحليفها الرئيس السورى، ومن طهران توعد الحرس الثورى بالثأر لقتلاه السبع الذين قضوا فى هجوم إسرائيلى على مطار T4 السورى بحمص الأسبوع الماضى.
الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة بالنسبة إيران التى تعد اللاعب القوى فى الميدان السورى والممسك بخيوط الأزمة منذ 7 سنوات عبر عناصرها التى جهزتها ودربتها على القتال إلى جانب الجيش السورى، مخاطرة لا يمكن تنفيذها عمليا رغم تهديدات الرئيس الأمريكى، وعبر عن ذلك الدبلوماسى الإيرانى والسفير السابق لدى سوريا حسين شيخ الإسلام الذى أكد فى تصريح له نقلته وكالة تسنيم، "الأمريكيون يعلمون أنهم لا يملكون الجرأة والشّجاعة اللازمة من أجل مواجهة القوات السورية والقوات الحليفة والقوات التي ستطأ أرض سوريا ستخرج مقتولة، ولذا فإن أى إجراءات أمريكية محتملة لن تؤثّر مطلقا على الحسابات على الأرض في سوريا".
حسين شيخ الاسلام الدبلوماسى الايرانى
ظهير الرئيس بشار الأسد السياسى فى طهران، أيضا عمل على ارسال رسائل مختلفة إلى العالم من خلال زيارة مستشار المرشد الأعلى للشئون الدولية على أكبر ولايتى، إلى عرين الأسد فى دمشق، والتى تستغرق يومين للمشاركة في مؤتمر "القدس وجهتنا" الدولى، حيث أكد اليوم الخميس خلال لقاء الأسد، على مواصلة دعم بلاده لدمشق وتعزيز تواجدها فى الميدان السورى، حيث قال "أن تهديدات بعض الدول الغربية بمهاجمة سوريا تستند إلى أكاذيب اختلقتها بعد تحرير الغوطة الشرقية". ورد عليه الرئيس السورى، إن أى تحركات محتملة من الدول الغربية لن تساهم إلا فى المزيد من زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
كان لولايتى أيضا رسالة أخرى للولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الدولة العبرية عقب قصف المطار العسكرى بحمص ومقتل مستشارون عسكريون إيرانيون، حيث هدد بأن "جريمة إسرائيل" باستهداف قاعدة جوية سورية لن تمر دون رد.
ولايتى فى لقاء بشار الاسد
فى غضون ذلك، توعد العميد عابدين خرم، قائد فيلق "عاشورا" التابع للحرس الثوري الإيراني إسرائيل بـ"رد حاسم" على عدوانها الأخير على مطار "T4 " العسكري في سوريا، والذي أودى بحياة 7 إيرانيين، وقال "فليعلم العدو "الصهيوني" أنه سيتم الرد على جريمة إراقة الدماء الطاهرة للشهيد زوار جنتي وسائر الشهداء، في الوقت المناسب وبكل حزم ودقة".وقال قائد فيلق "عاشوراء" إن أحلام إسرائيل مثلما أحبطت "في مشروعها من الفرات إلى النيل فقد أحبطت أحلامها أيضا في ابتلاع العالم الإسلامي لأنها الآن محاصرة من جبهة فلسطين والشام".
طهران التى تتسابق مع الحليف الروسى فى سوريا للاحتفاظ بأكبر قدر من أوراق اللعب فى الأزمة السورية، تواجه فى هذا الشأن تحديات كبرى فى الداخل، فبسبب سياساتها الخارجية التى تقول أنها قائمة على دعم "المستضعفين ومحور المقاومة" كما يصفها مسئوليها أنفقت الملايين من الدولارات، الأمر الذى اثر بالسلب على الوضع الإقتصادى وأدى إلى تدهور معيشى دفعت الجماهير الإيرانية للخروج فى موجات إحتجاجية فى مختلف المدن فى الـ 28 من ديمبر الماضى، ودعت المسئولين للنأى بالنفس عن سوريا، وكانت إحدى الشعارات هى "أتركوا سوريا وأنظروا لحالنا".
موجات احتجاجية تمكنت طهران من إخمادها دون معالجة أسبابها، فأصبحت نار تحت الرماد، وتشير تقارير ومقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الإجتماعى وتنشرها المعارضة الإيرانية، عن اندلاع احتجاجات متفرقة محدودة فى بعض المدن، حيث قالت المعارضة فى تقاريرها أن محتجون من المزارعين خرجوا مساء أمس الأربعاء احتجاجا على انقطاع المياه الزراعية وتدمير محاصيلهم فى مدينة أصفهان هتفوا بشعار "اخرجوا من سوريا واهتموا بأوضاعنا".