صور .. طفلة بألف رجل .. "منه" تعمل بالحدادة لتساعد والدها بكفر الشيخ

الثلاثاء، 17 أبريل 2018 09:56 ص
صور .. طفلة بألف رجل .. "منه" تعمل بالحدادة لتساعد والدها بكفر الشيخ منه أصغر حدادة
كفر الشيخ – محمد سليمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعددت صور كفاح الأطفال لمساعدة والديهم في المهن التي يعملون بها، وهناك الألاف من الأسر  التى لم تنجب أولاد ولكنهم أنجبوا بنات، فتحملت البنت أعباء الحياة برغم طفولتها.

فى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، توجد طفلة لم يتعد عمرها 16 عاماً اختارت لتكون اليد اليمنى التى تساعد والدها فى مهنته الصعبة التى لا يتحملها الأولاد فى مثل سنها إلا القليل، ففضلت الطفلة أن تلتحق بالمدرسة الثانوية الصناعية بدلاً من الثانوية العامة، برغم تفوقها بالصف الثالث الإعدادى، لأنها اختارات مهنة الحدادة مهنة لها لتورثها عن والدها، وتتناسب مع دراستها.

"لو عاوز تتفرج وتشوف البنت الكفراويه الجدعة الحدادة"، توجه لشارع الشبراخيتى بمنشية العبد داير الناحية بمنطقة الحدادين بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ستجد الطفلة "ميرنا أيمن الجمال" ، وشهرتها الأسطى منه كمال الجمال ، تعمل بورشة والدها ، تحمل الأبواب ، وتصنعها وتصنع العديد من الكراسي، وتملأ وجهها ابتسامه لا تنقطع، وبرغم نحافتها إلا أن الله وهبها قوة تعمل بإتقان في مهنة تحتاج لقوة بدنية وعضلية لا يعملها بها إلا الشباب ذوي العضلات.

وقالت منه كمال الجمال ، إن والدها أنجب بنتين هى وشقيقتها إنجى، ويعمل حداداً، مؤكدة أنها تحب والدها كثيراً، فأبت على نفسها أن تتركه يعمل دون أن يساعده أحد ليشعر أن البنت بـ100 راجل، وقررت أن تلتحق بالمدرسة الثانوية الصناعية بدلاً من التحاقها بالثانوى العام ، لتنسق بين دراستها ومهنة والدها، لأنها لن تمتهن مهنة غيرها وستقف مع والدها في ورشته، لتحولها لأكبر ورشة بمحافظة كفر الشيخ وليست بمدينة دسوق فقط .

وأضافت منه ، لـ "اليوم السابع": أصبحت مهنة الحدادة في دمها لأنها  بدأت بالعمل بها وهي في المدرسة الإبتدائية عندما كانت تصاحب والدها للورشة لأنها لا تقوى على فراقه، وبعدها بدأت تساعده فى عمله وتناوله بعض الأدوات، وعندما بلغت التاسعة من عمرها، بدأت تتعلم المهنة، وبعد أقل من شهرين، تعلمت قطع ولحم الحديد، وبدأت التمييز بين أنواع الحديد والنزول لشرائه، مؤكدة أنها تتمكن من صناعة أبواب المنازل وأبواب الأحواش، وأبواب الصاج الإيطالى والقُرم ، والكراسي ، والتاندات وبعض الهناجر، وكل ذلك بمساعدة والدها .

وقالت "منه" ، إنها تحرص يومياً على فتح الورشة الساعة 8 صباحاً ، وتظل بها حتى الساعة 12 ظهراً لتتجه بعد ذلك لمدرستها ، وتعود منها الساعة 4 عصراً ، لتكمل عملها في الورشة حتى الساعة السابعة مساء ، وفي حالة وجود طلبات لابد من الانتهاء منها يمتد العمل بالورشة للساعة 12 مساء، وخلال ذلك الوقت تذاكر دروسها في وقت فراغها، مؤكدة أنها حريصه على طاعه ربها ووالدها ووالدتها .

وأضافت "منه" ، في بداية تعلمى لمهنة الحداده لم أكن أعرف حمل الصاروخ  لقطع  الحديد، مؤكدة أنها كانت تظن أن تلك المهنة تحتالج  لقوة عضلية، لكنها عرفت بعد ذلك أن تلك المهنة تعتمد على الحرفة فى استخدام الآلات، وتحتاج لقوة وذكاء، مضيفة أن ما يسعدها نظرة المجتمع الدسوقي لها ، والحدادين من الرجال فهم يعتبرونها ابنه لهم ويشجعونها ، وتحولت نظرتهم من طفلة مرتبطة بوالدها تجلس معه بالورشة لبنت صغيرة تعلمت مهنة الحدادة لنظرة الاحترام والبنت الجدعه التى تساعد والدها فى عمله .

وقال والد منه أيمن محمد الجمال: لدى ابنتين الكبرى انجي والصغرى منه ، التي تعمل معى فى الورشة، ولم أشعر يوماً أنها بنت فأنا أعتبرها ولد يتحمل، ولو رزقنى الله بولد لن يساعدنى كما تساعدنى منه، فهى تتحمل مسئولية الورشة كاملة، وأنا أساعدها فى إعداد وصناعة الأبواب المتعددة، متابعا: مهما وصفت حبى لنجلتى وحرصى عليها ومساعدتها فلن أوفيها حقها، فالله عوضنى بعدم إنجابى للذكور بمنه بألف ولد، لافتا إلى أنه تعرض لحالة صحية سيئة خلال أسبوع فتحملت منه مسئولية الورشة ، فاطمأن قلبه بأنه لو حدث له مكروه سيجد من يعول أسرته من بعده.


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة