قبل أيام من القمة الأمريكية ـ الكورية الشمالية المرتقبة، تلك التي وُصفت بالتاريخية، حيث سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الكوري الشمالية كيم جونج أون، في مكان لم يتم تحديده حتى الآن، أشار ترامب إلى احتمالية عدم عقد اللقاء من الأساس فى أثناء جلسة مباحثاته مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبى، ما يعني أن طلبا يابانيا كان هو كلمة السر وراء تصريح الرئيس الجمهورى.
طلب يابانى
فى جلسة المباحثات الثنائية بين رئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس ترامب طالب المسؤول الياباني أن يتم إدراج قضية المواطنين اليابانيين المختطفين في كوريا الشمالية على جدول أعمال القمة، ما جعل ترامب يصرح بأن القمة قد لا تعقد أصلان مع احتمال بأن ترفض بيونج يانج الطلب وبالتالى يخفق عقد القمة.
وقال ترامب، إن بلاده تجري محادثات مباشرة "على مستويات رفيعة للغاية"، مع كوريا الشمالية في محاولة لترتيب أعمال القمة بينه وبين الزعيم الكوري الشمالى، كيم جونج أون، موضحا أن المفاوضين اقترحوا 5 دول محايدة لعقد القمة، غير أن أمريكا ليست واحدة منها.
ولفت ترامب خلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في مقره "مارالاجو" بولاية فلوريدا إلى أنه "ربما تتطور الأحداث كما لا نريد، ولا يعقد اللقاء بيننا سنرى ماذا سيحدث"، وفقا لتصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام بعد لقائه آبى.
إعلان كورى
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان كيم جونغ أون، في اجتماع المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوري الحاكم، عزمه الاجتماع مع رئيسي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، على الترتيب.
وأبلغ كيم جونغ أون اللجنة المركزية للحزب عن المحادثات الرفيعة المستوى مع كوريا الجنوبية، تلك التي ستعقد في 27 إبريل الجاري في "بيت السلام" بالمنطقة المنزوعة السلاح، فضلا عن "تحليل وتقييم تطور العلاقات بين الكوريتين وآفاق الحوار مع الولايات المتحدة"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء المركزية الكورية.
ويرى مراقبون أن كيم جونج أون الذى ترأس اجتماعا حزبيا يوم الاثنين الماضى طرح على الحزب تداعيات قمته مع ترامب وسبل التوصل إلى تسويات شاملة مع سيول في 27 إبريل الجارى، ما يعنى أن أون يريد تأخير حسم موقفه من قمته الأمريكية بعد القمة المفترضة مع كوريا الجنوبية في المنطقة الحدودية منزوعة السلاح بين الكوريتين.
صواريخ كوريا فوق اليابان
فى السياق أوضح البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لم يتحادثا مباشرة، نافيا ما نقل عن الرئيس أنه أجرى حديثا مباشرا مع كيم، ومع ذلك لم ينفى البيت الأبيض ما أعلن عنه ترامب حول أن الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة "على مستويات رفيعة للغاية" مع كوريا الشمالية.
ويرجح أن تتناول القمة الأمريكية ـ الكورية الجنوبية حديثا مفصلا عن العلاقات بين طوكيو وبيونج يانج إذ تتهم الأولى الأخيرة بتهديد حياة المدنيين وتعريض المنشآت للخطر من خلال التجارب الصاروخية التي تمر من فوق أراضيها.
وهو ما يعني أن ذهاب شينزو آبي إلى واشنطن قبل أيام من قمة واشنطن ـ بيونج يانج المرتقبة استهدف استخلاص موقف أمريكي يلتزم بأن أي اتفاق لنزع السلاح النووي يبرمه ترامب مع كيم، سيشمل أي صواريخ يمكن أن تستهدف الأراضي اليابانية، وليس فقط الصواريخ طويلة المدى التى تهدد الولايات المتحدة ذاتها.
ومع كل ذلك يبقى من المبكر للغاية التنبؤ بنتائج القمة أو تداعياتها أو حتى عقدها من عدمه، إذ إن التصريحات المتبادلة في العاصمتين لا تعد سوى تسخينا للأجواء لإضافة زخم مضاعف على الحدث الذي يعد ظرفا فارقا في السياسة الدولية بالقرن الحادي والعشرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة