"الحوت الأزرق"، هذه اللعبة ليست بمفردها التى باتت تشكل خطورة على الأطفال والمراهقين، وإنما الأمر تخطى ذلك وصولاً لـ"الشات"، حيث سجلت محاضر الشرطة مؤخراً العديد من الجرائم، كان بطلها "الشات"، أو إن شئت قل "الشات الحرام".
أطفالنا أصبحوا فريسة سهلة لأصحاب الضمائر الغائبة، والمتعطشون للمال، ولو على حساب مستقبل أطفال فى زهرة العمر، وجدوا أنفسهم ضحايا منذ نعومة أظافرهم، عبر"الشات" بالفيس بوك أو الواتس آب.
أبطال هذه الجرائم، يستغلون "الشات" فى الابتزاز الجنسى للأطفال والمراهقين، ومغازلة شهواتهم الضعيفة، من خلال تقمص دور سيدات، وبدء الشات مع الأطفال، وصولاً للاتفاق على ممارسة الرذيلة عبر "الشات"، وتبادل إرسال الصور بدون ملابس، ليكتشف الضحية لاحقاً أنه أرسل صوره لرجل مثله، ثم تبدأ مرحلة الابتزاز المادى، والتهديد بنشر الصور حال عدم الإغداق عليه بالمال.
الإتاوة التى فرضها هؤلاء المجرمين وصلت لـ"500 جنيه" يومياً، كما حكى لى أحد المراهقين الضحايا، والذى نصحته بالتوجه لمباحث الإنترنت، حيث تم ضبط الجانى بعد ساعات من تحرير المحضر.
للآسف.. بعض الضحايا يعزفون عن اللجوء للشرطة للإبلاغ عن هذه الجرائم، خوفاً من الفضيحة، الأمر الذى يجعلهم فريسة سهلة للمجرمين لابتزازهم بالمال باستمرار، ورغم أن البعض يعزفون عن تحرير محاضر، تبقى الكارثة فيما صرح به مسئولى لجنة الاتصالات بالبرلمان بأن المحاضر تصل لـ70 بلاغا يوميا.
غياب الأسرة الكامل، عن متابعة الأطفال والمراهقين، وتركهم بمفردهم مع الإنترنت والشيطان ثالثهم، ينعش الظاهرة، ويجعل مزيد من أطفالنا ضحايا لجرائم "الشات الحرام".
وبكل أسف.. دعنى أقول لك ـ باعتبارى محررا للشئون الأمنية ـ أن الأمر لم يتوقف على الأطفال، فجرائم "الشات الحرام"، امتدت لتطول الكبار، بطلها أشخاص دأبوا على اصطياد السيدات من على "الشات"، ومغازلتهن بالجنس، مروراً بجرائم الزنا، وصولاً لجرائم القتل بعد ذلك.
ما أقوله لك، ليس حديثاً يفترى، ولا فتوناً فى الكلام، وإنما حقائق ثابتة سطرتها محاضر الشرطة، فمنذ أيام قليلة اكتشف مواطن بمحض الصدفة البحتة، أن زوجته مشغولة بـ"الشات" مع شاب، فقرر لأول مرة فى حياته، أن يبحث فى كلامها على الشات، ليكتشف أنها على علاقة غير شرعية بشخص آخر، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تبين أنها أنجبت أطفالها الأربعة من خلال هذا العشيق.
كثيراً من جرائم "العشق الممنوع" بدأت بـ"شات" فى منتصف الليل، بين رجل وامرأة، وتطورت للقاءات فى الحرام، وصولاً لجرائم قتل، والجميع خاسر، القاتل فى السجن والمقتول فى القبر، أفيقوا يرحمكم الله.