"يشهد الله أنى باشتغل المهنة دى لوجه الله وإذا حصل لى نصيب فى الشهادة فأنا ماتركتش لبناتى ولا مراتى فلوس، بس سبتلهم على قد ما قدرت اسم محترم".. كلمات كتبها الشهيد البطل الرائد "محمد خالد السحيلي" رئيس مباحث قسم ثالث العريش، بمديرية أمن شمال سيناء، على صفحته بـ"فيس بوك"، قبل استشهاده، والذى تحل اليوم الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده فى الثانى والعشرين من أبريل عام 2015، "اليوم السابع" زار أسرة الشهيد بمسكنها بمدينة كفر صقر بمحافظة الشرقية، لإحياء الذكرى الثالثة لاستشهاده.
الشهيد البطل محمد السحيلي
"بحمد ربنا لأنه جعل "محمد" من نصيبى فى الدنيا، ويارب يجمعنى به فى الآخرة، وتكريم ربنا لى هو أننى زوجة لـ"محمد السحيلي" الإنسان فى كل شيئ.. بهذة الكلمات روت" همت الجندى" 31 سنة، بكالوريوس تربية إنجليزى، مواليد العريش، زوجة الشهيد قصة حياتها مع زوجها منذ اليوم الأولى لمعرفتها به حتى استشهاده.
الشهيد مع زوجته همت
وقالت زوجة الشهيد: "محمد مواليد 1982، دفعة 2003 من كلية الشرطة، وبدأ عمله بمديرية بورسعيد، وأثناء تواجده بمحافظة بورسعيد، صارت بينه وبينى شقيقى الأكبر "عمرو" صداقة، حيث كان يدرس التجارة بجامعة بورسعيد، وفى عام 2005 تم اختيار محمد ضمن 3 من أكفأ الضباط على مستوى المديرية للمشاركة فى مأمورية جبل الحلال فى سيناء، بعد إحداث تفجيرات طابا وشرم الشيخ، وأثناء تواجده بسيناء قام بزيارة شقيقى بالمنزل، وشاهدنى وقرر الارتباط بى، وتمت خطوبتنا وتزوجنا فى عام 2006، وكنت بالفرقة الثالثة بكلية التربية قسم إنجليزى، وقررت نقل أوراقى فى الفرقة الرابعة كى أقيم معه بمحافظة بورسعيد، وقضينا بها عامين وبعدها تم نقله إلىالخدمة فى محافظة سوهاج بالصعيد وذهبت معه لأنه كان إنسان حنون فكنت أذهب معه فى أى مكان يتنقل إليه.
وتلتقط أنفاسها قائلة: "محمد" كان نفسه ينتقل للعمل فى مديرية أمن شمال سيناء، وتحديدا العريش، لكى أكون بجوار أسرتى، وكان يسجل فى الحركة شمال سيناء، ولكن دون جدوى إلىأن تمت الموافقة له فى أغسطس عام 2010 ظل بالعريش إلىيوم استشهاده.
قضى أول عام فى منطقة بالوظة وبعدها فضل فى العريش تنقل ما بين مديرية أمن شمال سيناء، وبعدها قسم ثانى العريش وبعدها وكيل مكتب مكافحة المخدرات ثم معاونا ورئيس مباحث لقسم ثالث العريش وكان فى سن صغير، وذلك بسبب كفاءته فى العمل.
تابعت زوجى كان معياره الأول فى العمل أن يكون لوجه الله وخدمة الناس، حيث شارك فى ضبط كميات المخدرات التى تم ضبطها ومصادرتها فضلا عن حرق مزارع البانجو، وكان تجار المخدرات ينشطون فى فترة الإجازة التى يحصل عليها، ثم يختفون فترة عودته، وذات مرة أشيع بالخطأ أنه استشهد فى هجوم على مدرعة فقام تجار المخدرات بتوزيع شربات فى الميدان، لمشاركته فى ضبط أخطر مروجى الكيف وحرق عدد من المزارع الخاصة بزراعة البانجو، وفى الجانب السياسى شارك فى فريق البحث فى قضية استشهاد الشهيد "محمد أبوشقرة" كما كان ضمن المأمورية التى تمكنت من القبض على الإرهابى عادل حبارة، بعد ارتكابه مذبحة رفح الثانية، وضمت المأمورية 7 من قيادات وضباط مديرية شمال سيناء كان أصغرهم، بعد أن وردت معلومات سرية بتردد "حبارة" على أحد المتاجر لشراء بعض الأغراض، وتم محاصرته وتطويقه، وحاول تفجير قنبلة معه لكن القوات تصدت له، بعد محاولته الفرار والاشتباك مع القوات ولطخت دماءه تى شيرت أبيض كان يرتديه زوجى فى المأمورية، حيث عاد به المنزل مطلخ بالدماء وأرسله للمغسلة، وسماه "تى شيرت حبارة" وما زلت أحتفظ به بدولابه الخاص.
وأضافت: "قام بإطلاق أعيرة نارية من سلاحه الشخصى، ليلة القبض على حبارة، وظل يردد أمام الجميع "أشهدوا ياناس رجعنا حق المجندين رجعنا حق المجندين الغلابة" ولم يخش يوما ما التهديدات التى كان يتلقها يوميا على هاتفه من الجماعات الإرهابية بقتله وخطف بناتنا، وعندما طالبته بالنقل من سيناء رفض بشدة وقالى "لو أنا خوفت ومشيت مين هيقعد ويحمى البلد".
تابعت: "الشهيد كان يراعى الجانب الإنسانى فى عمله، حيث دخلت عليه سيدة تريد تحرير محضر فى زوجها فقام بالاتصال بزوجها وترضيتهما وخرجا من القسم فى جو من الود، فضلا عن تقديره من قبل قبيلة "الفواخرية" وحبهم الشديد له قبل وبعد وفاته، وذات مرة أثناء قيام قوة من الشرطة بفحص عدد من المنازل كنوع من الاشتباه الجنائى، وجدوا صورة للشهيد معلقة على جدران أحد المنازل، وعندما سأل صاحب المنزل عن سبب الصورة، أجابهم بأن الشهيد ساعده ونجله كثيرا للسير فى الطريق الصحيح.
وعن يوم الحادث قالت زوجة الشهيد، إنها كانت دائما تصر عليه بالرحيل من سيناء خوفا عليه بعد تزايد عمليات الاغتيالات للشرطة، وأمام إصرارها والبكاء المستمر، وافق وكتب فى حركة التنقلات رغبته فى العمل بمديرية أمن الشرقية أو إحدى المصالح، وكان ذلك قبل يومين من الحادث، وكأنه أبى أن يترك سيناء التى شهدت قصة حبنا إلا شهيدا، وفى صباح الحادث اتصلت به كان مشغول جدا، فعاودت الاتصال به مرة ثانية وطالبته بشراء رنجة وبيض لأن كان صباح ثانى يوم شم النسيم ولكى نفرح البنات، وودعته فى المكالمة ودخلت لتأدية صلاة العصر، وفجأة سمعت صوت انفجار رهيب، فمنزلنا كان فى دائرة قسم أول العريش، لم أتوقع أنه أصيب فى التفجير لأنه كان معى على الهاتف قبل لحظات من التفجير إلى أن تلقيت عدد من الاتصالات بتفجير قسم ثالث، فتوجهت إلى المستشفى العسكرى وجدته فاقد الوعى، إلى أن تم نقله بعد 7 ساعات بسيارة إسعاف إلى المركز الطبى العالمى وسافرت معه، وقضى بالمستشفى 10 أيام واستشهد بعد 10 أيام لأن إصابته كانت شديدة بالمخ والجانب الأيمن فضلا عن تعرضه لنزيف رهيب، ولم أتركه فضلت معه فى الثلاجة حتى لحظة نقله وتشييع جثمانه بمسقط رأسه بقرية حانوت مركز كفر صقر بالشرقية.
تتنهد الزوجة قائلة: "محمد" كان دائما يقول أنا هاموت، وأخرى 21 طلقة وعلم، لكن أموت راجل واقف على رجلى أفضل ما أموت جبان، وذات مرة قال لى بعد ما أموت مش عايزك تطلعى فى التليفزيون مش عايز حد يشوف دموعك أو الناس تحس أنك عايزة شو إعلامى، والتزمت بوصيته منذ وفاته.
وأردفت زوجة الشهيد البطل، أنها حصلت على وسام من الرئيس السيسى، فى الذكرى الأولى لاستشهاد زوجها بمناسبة عيد الشرطة، وتسلمت الوسام ابنتهما "جميلة" والرئيس كان فى قمة الود معها وسألها اسمك إيه فأجابته "جميلة" قال لها أنتى كمان جميلة، وطالبته بالتقاط صورة معها فرحب جدا واحتضنها، ودا تسبب فى رفع معنوياتها بعد العودة لمدرستها وقصت لزميلاتها.
كما أن محافظة شمال سيناء كرمته وأطلقت إسمه على أحد شوارعها وتم دعوتى لتكريمات عديدة، لكن لم نكرم رسميا ولا مرة من محافظة الشرقية، مسقط رأس زوجى، باستثناء إطلاق اسم زوجى على مدرسة بالمدينة، كما أنى لم أشاهد له صور فى الإعلام مع الشهداء، فضلا عن آخر مرة لزيارتى لمديرية أمن الشرقية شاهدت فى مدخل المديرية بورتريه كبير الحجم لشهداء الشرطة ولم أشاهد صورة زوجى معهم.
فيما تقول جميلة محمد خالد، الأبنة الكبرى للشهيد وعمرها 11 سنة، أنها تحافظ على دروسها لكى تتخرج وتعمل مهندسة ديكور مثل ما وعدت أبيها، وطالبت هى وشقيقتها "جنة" 8 سنوات الرئيس السيسى، بدعوتهم لتأدية صلاة العيد معه ومع أبناء الشهداء بعد ما شاهدوا الرئيس فى التليفزيون يتحدث عن تأديته صلاة العيد مع أبناء الشهداء.
يذكر أن الرائد محمد خالد السحيلى، رئيس مباحث قسم ثالث العريش، استشهد بعد أن تم تفجير قسم ثالث العريش، ضمن خمس عمليات إرهابية غادرة فى الثانى عشر من أبريل 2015، شنها الإرهاب على عدة أهداف عسكرية ومدنية بسيناء، وقضى الشهيد عشرة أيام بإحدى المستشفيات إثر إصابته الخطيرة نتيجة شجاعته أثناء عملية إرهابية على القسم، حيث أصيب فى الوجه وشظايا متفرقة بالجسد، وكانت حالته الطبية حرجة للغاية، فناداه الله إلى الجنة يوم 22 أبريل.
رقم 2 الشهيد أثناء إجازة الصيف
رقم 3 صورة للشهيد محمد السحيلي
الشهيد داخل مكتبه بقسم ثالث العريش
صورة للشهيد مع زوجته همت الجندي
جميلة وجنة بنات الشهيد في مكتبه قبل استشهاده
صورة للشهيد مع زوجته في فترة الراحة
الشهيد مع زوجته ونجلتيه
الشهيد مع نجلته جميلة
الشهيد مع زوجته في أخر صورة لهما
الشهيد اثناء الخدمة
الشهيد يلاعب نجلته جنة
الشهيد اثناء التدريب في العمل
الشهيد لحظة تكريمه
الشهيد يتلقط سيلفي مع زوجته وابناءه
جميلة بنت الشهيد
جميلة اثناء استلامها وسام تكريم والدها من الرئيس السيسي
جنة نجله الشهيد
جميلة نجلة الشهيد اثناء حديثها لليوم السابع
جنة نجلة الشهيد اثناء صورة سيلفي مع محررة اليوم السابع ومامتها
محررة اليوم السابع بمنزل الشهيد
صورة علي منزل الشهيد
كوبري يخلد اسمه بشمال سيناء
العلم الذي التف به جثمان الشهيد
وسام الرئيس السيسي
رقم 28 تكريم مديرية أمن شمال سيناء للشهيد
تكريم قبيلة الفواخرية للشهيد قبل وفاته
تكريم للشهيد
قبر الشهيد
الشهيد مع زوجته همت
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة