بعد لقاء تاريخى جمعهما كخطوة أولى نحو السلام بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، وضع كلا من الزعيم الشمالى كيم جونج أون ونظيره الجنوبى مون جاى-إن أهدافا جرئية نحو تحقيق السلام النهائى، حيث اتفق قادة كوريا الشمالية والجنوبية، أمس الجمعة، على العمل على إزالة جميع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، وفى غضون العام متابعة المحادثات مع الولايات المتحدة للإعلان عن نهاية رسمية للحرب الكورية التى اجتاحت شبه الجزيرة الكورية من عام 1950 1953.
وأمام كاميرات وسائل الإعلام كان جونج أون أول زعيم كورى مالى يتجاوز الحاجز الخرسانى فى المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين، منذ الحرب الكاريثية قبل سبعة عقود، ليمسك بيد الرئيس الجنوبى ويتجاوزا معا مرة أخرى الحاجز نحو الشمال، متحولا من ذلك الديكتاتور الذى طالما صورته وسائل الإعلام على أنه شخص مجنون إلى دبلوماسى شاب ورجل دولة.
ويصر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أن تعامله مع بيونج يانج وتهديدانه بالنيران والغضب، والأهم من ذلك، العقوبات المكثفة هى من أجبرت كوريا الشمالية على هذه الخطوة. وتقول نيويورك تايمز إنه على حق جزئيا، إذ أظهر ترامب طاقة فى مواجهة زعيم كوريا الشمالية لم يفعلها باراك أوباما. لكن خبراء نزع السلاح الذين تابعوا لقاء قادة الكوريتين فى المنطقة المنزوعة السلاح، يتفقون على أن كيم يقود الأحداث.
وقد ألمح جونج أون، صاحب الـ34 عاما، إلى إحتمال طرح ترسانته النووية على طاولة المفاوضات إذا كان السعر مناسبا، لكن يبقى السؤال ما إذا كان الزعيم اكورى الشمالى مستعدا بالفعل لإبرام صفقة، أم أنه يسعى للحصول على مساعدة لطبيع اقتصاد بلاده مع الإحتفاظ على الأقل بأجزاء من ترسانة مخيفة يعتقد أنها أبقت عائلة كيم فى السلطة.
خلال لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فى البيت الأبيض، أمس الجمعة، قال إنه يعتقد بأن الزعيم الكورى الشمالى جاد بشأن عقد صفقة للتخلى عن أسلحته النووية. وأضاف "لا أعتقد أنه يتلاعب".
وتشير نيويورك تايمز إلى أن متشككين يرون أن كيم جونج يحاول تحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية لتوجيهها بعيدا عن الولايات المتحدة والهروب من العقوبات التى تضر بشكل متزايد باقتصاد كوريا الشمالية. والواقع أن العديد من المحافظين فى كوريا الجنوبية يخشون أن يبقى هدف الشمال هو القبول بها كقوة نووية فى مقابل تجميد برامجها الخاصة بالصواريخ البالستية النووية وعابرة القارات.
وحذر محللون من أنه بمجرد بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة يمكن أن تدفعهم كوريا الشمالية إلى طريق مسدود من خلال محاولة جر واشنطن إلى محادثات خفض الأسلحة النووية. ولمنع ذلك، تحاول سيول وواشنطن إقناع بيونج يامج بالموافقة على جدول زمنى محدد لنزع السلاح النووى الكامل: فى أقرب وقت ممكن وفى موعد لا يتجاوز نهاية الفترة الحالية لترامب أوائل عام 2021، بحسب مسئولون من كوريا الجنوبية ومحللون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة