وداعًا أيها الغريب كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة.. حينما تقف أمام هذه المقولة التى كتبها العراب الراحل "أحمد خالد توفيق"، ستدرك أن الموت عظيمًا يختار ببراعة شديدة فلا يفلت من يديه نبيلاً أو مؤثرًا أو صادقًا يأخذهم سريعًا على غفلة ودون سابق إنذار، لكن الصادق فقط من يشعر بدنو أجله كما حدث مع الراحل الذى كان يعيش غريبًا ينتمى فقط إلى مبادئه ومعتقداته وكتاباته التى ربت أجيال.
وداعًا أيها الغريب لكن كل شىء ينتهى.. حينما تتجول بين كتابات "أحمد خالد توفيق" وتقرأ إلى من علمهم القراءة ونمٌى لديهم موهبة الكتابة تبحث فى كلماتهم عن رثاء يليق بعرابهم بعد سماع خبر موته مساء أمس، ستدرك عجز كلماتهم أمام رثاء كاتب رثا نفسه بنفسه، فلم يجدوا أعظم من كلماته يرثونه بها، وتتيقن أنه وحده كان يشعر بموته وأهل كل شىء لتأبينه فكتب أروع ما يوصف الموت.
ومن خلال مقولاته عن الموت، سنعرف كيف رثا أحمد خالد توفيق نفسه بنفسه:
1- ما أهون الموت حينما يكون خبرًا فى مجلة أو سطرًا فى حكم محكمة.
2- أنا يا رفاق أخشى الموت كثيرًا، ولست من هؤلاء المدعين الذين يرددون فى فخر بطولى نحن لا نهاب الموت، كيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقى، إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان.
3- أنا لا أخاف الموت، لكنى أخاف أن أموت قبل أن أحيا.
4- بل الموت يختار ببراعة.. يختار الأفضل والأنبل والأشجع.
5- لا أريد أن أتلوى ألمًا لحظة الاحتضار.. أريد نهاية نظيفة كلحظة انقطاع الكهرباء.
6- ستكون مشاهد جنازتى جميلة ومؤثرة لكنى لن أراها للأسف برغم أننى سأحضرها بالتأكيد.
7- "وداعًا أيها الغريب كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة عسى أن تجد جنتك التى فتشت عنها كثيرًا، وداعًا أيها الغريب كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل، قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس، لحنًا سمعناه لثوان من الدغل، ثم هززنا رؤوسنا وقلنا أننا توهمناه، وداعًا أيها الغريب لكن كل شىء ينتهى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة