تابعت الأوساط السياسية الإيرانية بدقة شديدة جولة صقر الإدارة الأمريكية فى الشرق الأوسط، والتى بدأها منذ السبت الماضى، وشملت السعودية وإسرائيل والأردن، حيث شكل ملف تقويض المارد الإيرانى ومنع تطوير برنامج الصواريخ الباليستية الأبرز على طاولة اللقاءات التى عقدها مع زعماء وقادة هذه البلدان، وجعل وزير الخارجية الأمريكى الجديد مايك بومبيو من حلفاء واشنطن فى الشرق الأوسط منصبه يجدد من خلالها إدانة واشنطن لسلوك طهران فى المنطقة ويدعو لكبح طموحها النووى، الأمر الذى أثار مخاوف قادة طهران من احتمالية اصطفاف حلفاء واشنطن وترتيب هجوم عسكرى ضد بلادهم.
جددت جولة الصقر الأمريكى التصعيد بين إيران وواشنطن على خلفية الاتفاق النووى مع إيران الذى بات على حافة الهاوية، حيث جاءت قبل أسبوعين من قرار الولايات المتحدة النهائى بشأن الاتفاق، كما أنها جاءت فى إطار استراتيجية التعاون مع الحلفاء والشركاء الأساسيين لواشنطن فى المنطقة للعمل على كبح النفوذ الإيرانى الذى يهدد القوات الأمريكية بالمنطقة وحلفائها.
بومبيو فى السعودية
من جانبها رفضت إيران، اليوم الاثنين، اتهام وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، بأن الجمهورية الإسلامية لديها "طموحات للهيمنة على الشرق الأوسط"، معتبرة أن اتهاماته "لا أساس لها"، ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى بقوله إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكى حول تواجد الجمهورية الإسلامية الإيرانية فى دول فى المنطقة والدور الذى تؤديه هى تكرار لاتهامات عبثية لا أساس لها.
وقال قاسمى، إن تواجد ايران فى سوريا والعراق يأتى استجابة لمطالب حكومتى البلدين ويندرج فى إطار "المعركة ضد الإرهاب فى المنطقة"، متابعًا: "هذه المساعدة ستستمر ما دامت الحكومتان بحاجة لمساعدة فى هذه المعركة"، وكرر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية نفى طهران اتهام السعودية والولايات المتحدة لها بتسليح المتمردين الحوثيين فى اليمن، المدعومين من طهران. مشيرًا إلى أن اتهامات كتلك تشكل "مشكلة مختلقة، أوجدت فقط بهدف تحويل انتباه الرأى العام الدولى عن الفظاعات التى ترتكبها دولا إقليمية فى هجماتها اليومية فى اليمن.
قاسمى ناطق باسم خارجية ايران
فصل جديد من عداء إيران
التعليق الإيرانى على الجولة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط لم يكن دبلوماسيا فحسب بل ناقشتها بعض الصحف الإيرانية المطبوعة الصادرة اليوم الاثنين، ورغم أنها لم تحظى باهتمام كبير إلا أن صحيفة "ستاره صبح" ناقشت مغزى سفر بومبيو إلى السعودية وإسرائيل والأردن، وعلى صدر صفحتها قالت تحت عنوان مرحلة جديدة من العداء لإيران: "يبدو أن وزير الخارجية الأمريكى يتابع أهدافه المناهضة لإيران"، وحذرت الصحيفة طهران، قائلة: "فى هذا الظرف الراهن على الدبلوماسية الإيرانية أن تعمل بذكاء ولا تبدو ردود أفعال متسرعة. كما كتبت صحيفة "قدس" على صدر صفحتها أن جولة مايك بومبيو تهدف إلى السعى للمصالحة بين قادة الخليج، وفرض عقوبات أكبر على إيران".
صحیفة قدس
الحرس الثورى يتمسك بالبرنامج الصاروخى
من جانبه يواصل الحرس الثورى تمسكه بالبرنامج الصاروخى، وقال نائب القائد العام لقوات الحرس الثورى العميد حسين سلامى، إن الصواريخ تعد الرصيد الدفاعى والعنصر الأساسى لقدرات إيران الردعية، مؤكدًا على أنهم لن يقبلوا بالتخلى عن القدرات الردعية عبر فرض العقوبات.
وعلق العميد سلامى على جولة وزير الخارجية الأمريكى، قائلا: "الأمريكيون يتبنون استراتيجية فى منطقة غرب أسيا والخليج ترمى إلى خلق لغز أمنى وموازنة القوى".
المرشد الإيرانى على خامنئى
خامنئى يحذر من المواجهة العسكرية
من جانبه هدد المرشد الأعلى الإيرانى الأمريكيين حال شن حربا ضد بلاده، قائلا: "لو دخلت الولايات المتحدة فى مواجهة مع إيران فستتلقى الضربة وستهزم، متابعًا: "قلت منذ عدة سنوات وفى عهد رئيس أمريكى آخر كان مثل الرئيس الحالى سيئ الأخلاق، قلت إن زمن اضرب واهرب قد ولى، فهم يدركون أنه إذا دخلوا بصراع عسكرى مع إيران فإنهم سيتلقون العديد من الضربات".
واعتبر خامنئى، خلال لقائه بالعمال، اليوم الاثنين، أن واشنطن تركز اليوم على الحرب الاقتصادية والثقافية، مضيفًا أن تلك الحد يتم الإعداد لها داخل وزارة الخزانة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الأمريكيين لا يريدون أن يتحملون ثمن المواجهة مع إيران وشعبها المقتدر بل يلقوها على عاتق بعض دول المنطقة، على حد تعبيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة