محمود عبدالراضى

الجرائم الإلكترونية.. جناة بضغطة زر

الجمعة، 06 أبريل 2018 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تطور سريع أصاب الجريمة، شأنها شأن كل شىىء يتطور، لدرجة أن الجناة طوعوا التكنولوجيا الحديثة لصالح جرائمهم، فباتت ترتكب الجرائم بـ"ضغطة زر"، حتى أصبح يطلق على مرتكبى الجرائم الالكترونية، أصحاب "الياقات البيضاء"، فهم يرتكبون جرائمهم من أماكن جلوسهم، دون أن يكبدوا أنفسهم عناء التحرك.

 

المتابع لصفحات الحوادث، يكتشف أن الجريمة الإلكترونية، هى البطل المسيطر على معظم الحوادث، فقد اختفت الأدوات التقليدية من الجرائم، وباتت التكنولوجيا هى المسيطر على عقل وفكر الجناة.

 

وللأسف تُعد الجرائم الإلكترونية من أصعب أنواع الجرائم، كونها عابرة للحدود، فقد يرتكبها أشخاص خارج البلاد، الأمر الذى يمثل عبئا وتحديا جديدا لأجهزة الأمن، فضلاً عن صعوبة السيطرة عليها بشكل كبير، فقد تسلل الانترنت لمنازلنا البسيطة الهادئة فى الأرياف، ودخل غرف النوم للطالبات والفتيات، عبر "الموبايل"، ليبدأ الجناة فى اصطياد الضحايا بدءًا من "الشات" وصولاً لإراقة الدماء.

 

الأمر بات جد خطير، لذا وجب على أولياء الأمور مراقبة أولادهم، وحمايتهم من مخاطر الانترنت والجرائم الإلكترونية، وذلك من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجب وقوع أبنائهم الذين يستخدمون التقنيات الحديثة "حاسبات أو هواتف ذكية" ضحية للمجرمين، من خلال عدم ترك تلك الأجهزة متصلة بالإنترنت طوال الـ24 ساعة، لأن الأجهزة تكون آمنة فى حالة عدم اتصالها بالإنترنت، وضرورة وضع لاصق على الكاميرا الأمامية للأجهزة لعدم استخدامها فى تصوير مالكها حال اختراقها، والاهتمام بتنزيل برامج "آنتى فيرس" و"الفيرول" لتأمين الأجهزة، ووضع كلمات سر طويلة ومعقدة من أرقام وحروف وعلامات لتأمين الأجهزة، وعدم الاحتفاظ بالبيانات الشخصية على تلك الأجهزة خشية استخدامها فى حالة الاختراق أو الفقد، وضرورة متابعة المواقع التى يدخل عليها الأبناء لعدم الإيقاع بهم، وعدم الدخول على المواقع الإباحية والمجهولة، وعدم قبول الصدقات على مواقع التواصل الاجتماعى إلا من الأشخاص المعروفين.

 

هذه الروشتة الأمنية تقى أطفالنا وفتياتنا من الوقوع ضحية للجريمة الإلكترونية، فكم وقع أطفال وفتيات ضحايا لجرائم إلكترونية، وتم ابتزازهم بالمال، بعد اختراق خصوصياتهم، من خلال الدخول إليهم عبر حسابات وهمية، حتى سجلت محاضر مباحث الإنترنت ارتفاعا ضخما فى معدل البلاغات، فلك أن تتخيل أنه لدى إنشاء إدارة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات عام 2002 تلقت أجهزة الأمن 7 بلاغات فقط، وفى عام 2016 تجاوز عدد البلاغات 7 آلاف بلاغ.

 

الأمر لا يتوقف على الخطر الاجتماعى، بل يتعدى ذلك وصولاً لاستخدام الجناة الجرائم الإلكترونية فى الحوادث الإرهابية، وتعريف الشباب بكيفية تصنيع المتفجرات والعمل على تداول المعلومات الخاصة بتكدير الأمن العام والدعوة إلى القيام بأعمال الإرهاب والعنف والشغب، ونشر الشائعات المغرضة وتحريف الحقائق بسوء نية وتلفيق التهم والتشهير والإساءة للسمعة والسب والقذف، والدعوة للخروج على الثوابت المجتمعية وتشجيع التطرف والعنف والتمرد.

 

ولم تقف وزارة الداخلية مكتوفة الأيدى أمام هذه الجرائم، بل طورت أدواتها بما يضمن لها تفوق على الجناة، فنجحت على مدار نحو خمس سنوات فى السيطرة على 3343 صفحة على "الفيس بوك" تحرض على العنف والشغب والابتزاز، وضبط 254 متهما وراء التحريض على العنف.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة