أيام قليلة ويمثل مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذى لموقع التواصل الاجتماعى الشهير "فيس بوك" أمام الكونجرس الأمريكى وبرلمان المملكة المتحدة للتحقيق معه فى فضيحة تسريب المعلومات والبيانات الشخصية لما يقرب من 87 مليون مستخدم لصالح Cambridge Analytica” “ للاستشارات السياسية لدراسة نفسية المستخدمين وتوجهاتهم السياسية وتوظيفها فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهى الواقعة التى استحوذت على تفكير وحديث رواد مواقع التواصل الاجتماعى لما تحمله من انتهاك واضح وصريح لخصوصيتهم.
وعلى الرغم من محاولات مارك استعادة ثقة المستخدمين والمسئولين على حد سواء فى موقعه الإلكترونى مرة أخرى قبل مثوله أمام جهات التحقيق فى 11 أبريل الجارى، وذلك من خلال إعلانه فرض رقابة على الإعلانات السياسية ومطالبته بتأكيد هويات ومواقع وجود الأشخاص الذين يقفون وراء الحملات الإعلانية السياسية إلا أن الواقعة سابقة الذكر والتى تمثل فضيحة كبيرة بكل المقاييس انعكست على تراجع قيمته التسويقية بخسارة بلغت 60 مليار دولار، مما يدل على أن الموقع تحول من مجرد شبكة تواصل اجتماعى لسلاح سياسى فى يد من يدفع أكثر.
فيس بوك يتعهد بحماية الخصوصية ويبيع بيانات مستخدميه للشركات
من المستحيل حماية خصوصية المستخدمين بشكل كامل وعلى الرغم من وسائل الأمان التى تقدمها شبكة التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لمستخدميها، تبقى فى النهاية حماية مزعومة".. بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد الجندى خبير تكنولوجيا المعلومات، حديثه مضيفًا : "فيس بوك منصة تواصل اجتماعى فى الأساس ولكن أى منصة قائمة على تجميع معلومات مستخدميها تصبح صيد ثمين لكل القوى العظمى التى تحاول السيطرة على الاقتصاد العالمى وأجهزة الاستخبارات العالمية فلم يعد البترول بمفهومه المعتاد هو ما تبحث عنه تلك الدول فى القرن الواحد والعشرين الذى نعيشه الآن وإنما المعلومات التى تعد بمثابة البترول والكنز الحقيقى فى العصر الحديث ومن يتحكم فيها يمكنه التحكم فى الناس وتحريكهم تجاه أهداف بعينها".
وأضاف الجندى، أن هناك ما يقرب من 2 مليار شخص يستخدم فيس بوك وهو رقم مرعب، مضيفًا: "لا يمكننا مع هذا الرقم تخيل كم المعلومات والبيانات المستباحة عن أصحاب هذه الحسابات، وبالتالى يتحول موقع التواصل الاجتماعى هنا لمنصة تستهدفها شركات الأبحاث التى تدرس سيكولوجية ونفسية الأفراد لتتعرف على توجهاتهم كما حدث فى الواقعة الأخيرة. مستطردًا: "نصيحة أخيرة أوجهها لكل من يتعامل مع مثل تلك الشبكات والمواقع لو كنت تخشى تسريب بياناتك ومعلوماتك الشخصية لا تدخلها من الأساس فهناك نسبة خطورة يجب أن تكون واع لها".
الموقع أحد أسلحة حرب المعلومات
أما العقيد حاتم صابر، الخبير الاستراتيجى فيقول: "ما نشهده ونعيشه الآن هو حرب معلومات وهى واحدة من حروب الجيل الثالث الهدف منها السيطرة على العقول ليتمكن القائمين على تلك المنصات والدول التابعين لها السيطرة على مجريات الأمور وفكرة تأسيس موقع فيس بوك الهدف منها معرفة بيانات الأفراد وربطهم ببعض ولم نعلم حتى الآن أن كان هناك هدفا استخباراتيا من إنشائه من الأساس أم لا؟ ولكنه أصبح أداة لجمع المعلومات والبيانات الخاصة بالأفراد من قبل تلك الأجهزة ويتم استغلاله أيضا فى عمليات قياس رد الفعل تجاه قرارات بعينها للوقوف على نقاط القوة والضعف.
وأضاف صابر: "ليس الحل فى سن قوانين لحجب تلك المواقع وإنما فى زيادة درجة الوعى المجتمعى لتكون الناس حذرة فى الإدلاء بمعلوماتها الشخصية".
يذكر أن مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذى ومؤسس شبكة التواصل الاجتماعى فيس بوك يواجه هذه الأيام الكثير من المشاكل فى أعقاب تسريب بيانات خاصة بالمستخدمين، حيث تعرض للهجوم والنقد من قبل المعلنين والمستخدمين والسياسيين، بل ومن رجال التكنولوجيا المنافسين الذين يمتلكون شركات تكنولوجية، كان أبرزهم إيلون موسك.لذا يمثل مارك امام الكونجرس فى 11 أبريل المقبل للرد على تهمه تسريبه لمعلومات المستخدمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة