رحلت الإذاعية الكبيرة آمال فهمي، اليوم الأحد، عن عمر ناهز 92 عاما بعد صراع مع المرض، وهي من مواليد 1926، وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، وانضمت للإذاعة المصرية عام 1951، وتعد أول من أدخل الفوازير في الإذاعة العربية، ومن أشهر برامجها "على الناصية".
وفى حوار لها مع الإعلامى محمد حمودة على إحدى الفضائيات تحدثت آمال فهمى عن زمن الإذاعة وقت جيلها وصولاً إلى ظهور التليفزيون والفضائيات، كما تحدثت عن المنافسة بين الإذاعة والمذيعات وأفضل مذيعة بعد جيلها.. وإلى نص الحوار .
هل انتهى عصر الإذاعة فى زمن التليفزيون؟
لا طبعا احنا أهل الاذاعة أعطتنا ثقة وحماس وشعرنا بجمال المنافسة ومعظم الإذاعيبن مثل الحصان إذا جرى وحده فى السباق لا يتقدم، وكلما سمع أقدام وراءه يجرى أكثر لذلك ازدادنا حماساً وشحنة أكبر، والمرأة الجميلة إذا دخلت فى مكان تثير الانتباه ولكن إذا دخلت فى سباق تستمد قوة، كذلك فى الإذاعة بعد وجود التليفزيون بدأنا نهتم أكثر بقيمة عملنا.
الصورة الآن تجذب المشاهد نحو التليفزيون ولكن بالأمس كانت الإذاعة تجذب المستمع بمجرد الصوت هل هذا التنافس شريف؟
دا كلام بتوع التليفزيون، لكن الإذاعيين غير ذلك وهناك حرية شخصية لدى المشاهد أو المستمع، والإذاعة تترك المعلومة والتليفزيون يحدد الصورة، فمثلا نقول البحر منظره بديع والشمس فى لحظة غروب، وانك تلتقط الصورة وتقدمها للمشاهد تعتبر قد حددت كل شىء، ولكنى كمذيعة بكلامى أخذ المستمع واطلع به للسماء وأشعره بـ "ذُبد" الموجة ويشعر بأن هناك موجة تجرى وراء موجة، ولكن إذا شاهدت هذه الصورة على الشاشة تختلف تماماً وعلى رأى أم كلثوم فى أغنيتها موجة تجرى ورا موجة فهل هناك بالفعل موجة تجرى فى الحقيقة!
وفى إحدى المرات وصفت امرأة جميلة لدرجة حينما رأوها على الحقيقة، "قالوا لى لا بس انتى كان فى مبالغة كبيرة فرديت أنا قلت لون عينيها بلون قرص الشمس"، وبرجع واٌقول إن الإذاعة تعطى المتلقى الخيال والجمال والإحساس مثل الفن التشكيلى وهو عبارة عن خطوط ووصف الشكل، وفى الإذاعة لدى إمكانيات أعبر عن الصورة التشكيلية لخيال القارئ والمستمع ومن خلال الراديو أسترد دموع الملايين خصوصا أطفال مرضى السرطان، وتسببت فى اعتصار قلوب الملايين، حينما قدمت طفل ووصفت ملامحه أنه بدون شعر ووقتها جمعت 8 ملايين جنيه فى شهر واحد، نتيجه كلامى ويمكن لو كنت أتيت بالولد لم يكن يثير شفقة المستمع.
ومازلت أقول أن الإذاعة لها دور أوسع وأشمل وأقوى ويتم تعويض الكاميرا بالكلام فتعطى معلومات وبيانات، وفى مجال السياسة الراديو أسرع بالخبر وتستطيع من خلال التليفزيون أن تقطع الإرسال ولابد أن يكون فى صورة، ولكن فى الراديو أقدر أن أقطع الإرسال وألقى الخبر، حتى مع انتشار الفضائيات أو انتشار العالم والسباق مفتوح بين الإذاعة والتليفزيون.
الآن الصوت الإذاعى أصبح مختلفا ويقولون كلاما مرسلاً بلا معلومة.. هل هنا فرق بين الإذاعة القديمة والجديدة لماذا هذا الاختلاف وهل هو اختلاف زمن أم مفاهيم أم طبيعة العصر؟
إن قلت لك إن تلاميذى أفضل منى وليس هذا من باب المجاملة ولدى مذيعات على أعلى مستوى ولدى مذيعة تقدم برنامج "للرجال فقط" ، ملكت أسماع وقلوب الرجال وعقولهم، ولها 8 سنوات فقط فى الإذاعة، وكانت دائما تقول أنا عاوزة أكون امال فهمى..
وأعطى مثال على ذلك أن فى جيلى "قدمت حلقة من الغواصة في أعماق البحر، بالتزامن مع عيد القوات البحرية، وحلقة في منجم الفوسفات تحت سطح الأرض بـ200 متر في الحمراوين بالصحراء الشرقية، وعملت لقاء مع عمال المناجم وما يتعرضون له من خطورة، فمن يدرى مذيعات الجيل القادم ممكن ان يصعدوا إلى القمر، لكن فى الوقت الحالى بضغطة زر ترى كل المعلومات، والجيل القادم سيكون رائع وافضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة