"لضم الخرز" وتحويل مكوناته لمشغولات وأدوات زينة وديكور، حرفة جديدة بدأت عدد من فتيات وسيدات بشمال سيناء التدريب عليها لتضاف إلى قوائم مهارات البدويات فى سيناء.
هذه الحرفة التى بدأت تنتشر فى شمال سيناء، كان من بين الباحثات عن أسرارها لاحترافها "هبة سلامة سليمان"، و "ليلى مسلم سويلم"، وهن من بين 30 سيدة وفتاة من مركز بئر العبد بشمال سيناء، افترشن فناء منزل إحداهن البسيط فى قرية "أغزيوان" شرق مدينة بئر العبد، وجلسن حول مدرب ماهر يجيد الحرفة وهو يلقنهن أصولها، تمهيدا لبدء عملهن من المنزل لإنتاج المشغولات الخرزية.
وقالت هبة لـ"اليوم السابع": "كنت أتمنى أن أكون من بين سيدات يتمتعن بدخل ثابت، ولكنى لم أيأس، وبدأت فى العمل بأشغال مختلفة من داخل منزلى، بهدف مساعدة أسرتى فى تدبير نفقات المعيشة العالية، وسمعت كثيرا عن المشغولات التى تصنع بالخرز، ولم أصدق عندما علمت أن هناك فرصة تدريبية فى هذا المجال، ومن هنا انطلقت رغم أن التدريب يكلفنى مشقة السير عدة كيلو مترات بعد أن اتفقن وسيدات المنطقة على اختيار منزل مناسب للتدريب".
والتقطت الحديث ليلى مسلم، بتأكيدها، أن السيدة السيناوية فى الصحراء تتمتع بصفات ذكاء وقوة بصر عالية، وهى أهم شروط المهنة الجديدة " لضم الخرز"، حيث تحتاج من تعمل فيه لدقة نظر، وتركيز وقدرة على الإبداع فى تشكيل المشغولات بشكل مختلف وجديد يجذب من يشاهده.
التدريب على تحويل الخرز لمشغولات، نظمته إحدى الجمعيات الأهلية بقرية أغزيوان التابعة لمركز بئر العبد بشمال سيناء، وجاء فى إطار مشروع دعم وتمكين الشباب لاستثمار الموارد الطبيعية بشمال سيناء الممول من وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الاستثمار والتعاون الدولى.
وأوضح الدكتور بكر سويلم مدير الجمعية المنفذة للمشروع، أنه يتم من خلال تنفيذ 2 برنامج تدريبى على الإكسسوارات والهدايا لـ 30 سيدة من الأسر فى مركز ومدينة بئر العبد، ومن الأسر المنقولة من مركزى الشيخ زويد ورفح، وسيتم اختيار نسبة 85% من المشاركات لتوزيع الدعم العينى عليهن، لتطبيق ما تم التدريب عليه أثناء التدريبات، ومتمثل فى خامات من الخرز الكبير والخرز الصغير ولفة الخيوط والسلاسل والمعلقات والقروش والإكسسوارات شراشيب وحرير والحليات والأشكال والكليبسات.
وأضاف لـ"اليوم السابع"، أنه سيتم تسويق كل المنتجات التى خرجت بها السيدات أثناء التدريبات فى المعارض المحلية والإقليمية، لافتًا إلى أنه تم الاستعانة بمدربين متخصصين لهم فى الإكسسوارات والهدايا والخرز.
واستكمل الحديث الدكتور خالد زايد المشرف على المشروع، أن التدريب تم فى موقعين وهى قرية أغزيوان، وفى داخل مدينة بئر العبد، ووفرت الجمعية كميات من الخرز بألوان وأحجام مختلفة والخامات المساعدة من خيوط وغيرها، ويتم توزيع ماتنتجه السيدات عليهن بهدف التحفيز.
أضاف لـ"اليوم السابع"، أن مشغولات السيدات من إنتاج التدريب، فضلا عن إنتاج المشغولات التى قمن بها بعد إجادتهن مهارة الصنعة تعرض فى المعرض الدائم للجمعية بعمر افندى، ومركز تحديث الصناعة بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة.
وأشار زايد، إلى أن المشروع يهدف إلى توفير فرص تشغيل تساهم فى حل مشكلة البطالة، وتوفير مبدأ المنافسة والتحفيز بين المتدربين، حيث سيتم تقديم الدعم العينى لخريجى التدريبات فى صورة معدات ومواد خام حسب درجة الالتزام بالحضور والتفوق الفنى فى مجالات التدريب المختلفة، والاستعداد للبدء فى فكرة مشروع منتج، والأولوية فى التدريب لأبناء القرى المنتقلين من مراكز الشيخ زويد ورفح القاطنين فى مركز بئر العبد.
وروت حنين سليمان محمد، إحدى المتدربات قصتها لـ"اليوم السابع"، مع أول منتج قامت بصناعته من الخرز، وهى ميداليات تحمل لون علم مصر، موضحة أنها كانت سعيدة وهى تقوم بتصنيع ميداليات صغيرة لكن لها أثر طيب على كل من يشاهدها، وكانت أشياء جميلة ومناسبة كهدايا، وتباع سريعا، وتحقق دخل مناسب.
ونقلت منى حماد عيد، مطلب جماعى للسيدات المتدربات، وآخريات يستعدن لخوض تجربة التدريب والتصنيع من خلال حديثها لـ"اليوم السابع"، وهو أن يتم دعمهن بشكل متواصل، من خلال إتاحة الفرصة، لعرض مشغولات قمن بتصنيعها، من خلال معرض دائم فى مدينتى العريش وبئر العبد.
وأعربت عن شكرها للجهات التى وفرت لهن فرصة التدريب المجانى، ومنحهن كميات من الخرز والأدوات، مضيفة أن السيدة السيناوية مبدعة ودائما تميل إلى الإبتكار والتجديد، وكلما كانت هناك فرص لمساعدتها كان إنتاجها أكثر تميزا.
وقال سلامة أبوعليان، الذى تولى مهمة التدريب، أعمل منذ فترة طويلة فى هذه المهنة التى بدأتها كهاوى لها وباعتمادى على نفسى فى تعلم أصولها، وعندما طُلب منى القيام بتدريب أجيال جديدة لم أتأخر، لأنها مهنة بسيطة، ولكنها تحتاج إلى الدقة والمهارة والقدرة على الابتكار فى الجديد ليتحول الخرز لمشغولة ذات فائدة فى الاستعمال اليومى، أو كشكل جمالى لمن ينظر إليها.
وأضاف لـ"اليوم السابع": "أقوم بتعليم المتدربات تصنيع، أدوات زينة ومشغولات ديكور، ومنها الفوانيس، والميدليات والأباجورات، وأشكال جديدة مستوحاه من بيئة شمال سيناء المحلية، واستخدام تشكيلات ألوان الخرز فى إخراج أشكال تعبيرية مثل علم مصر، والزهور،وغيرها.
وأوضح المدرب، لاحظت أن المتدربات، يقبلن على المهنة بروح التحدى لتعلم جديد، بعضهن بهدف تنمية روح إبداع داخلهن لابتكار جديد، وأخريات بهدف تعلم صنعة تدر دخل عليهن، وفى كل الأحوال هذا نجاح للتدريب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة