صور.. صحراء سيناء تنتج الأسماك.. نجاح باهر لتجربة أحواض السمك بمناطق جبلية فى الحسنة.. 5 مواقع تنتج أجود أنواع البلطى.. واستفادة إضافية بتصريف المياه للمزارع.. ونائب الدائرة: لا مستحيل فى سيناء

مناطق صحراوية كانت قاحلة بأماكن متفرقة بمركز الحسنة وسط سيناء، لم يتوقف الأمل فى إعمار أرض الصحراء حتى لو كان ذلك بإنتاج أسماك فى وسط حصى مناطق جبلية وصحراوية، فى تجربة مر على عمرها سنوات.

 

فكرة بسيطة تحولت لتجربة 

تجربة زراعة وإنتاج الأسماك بدأت بفكرة وتحولت لتجربة أصبحت مشروعات كبرى وركائز أساسية فى توفير منتج غذائى جديد يستفيد منه أهالى المناطق المجاورة لكل مشروع منه، وعددها 5 مشروعات هى مزارع وأحواض أقامتها هيئة الثروة السمكية وجهاز تعمير سيناء تتراوح كميات الإنتاج الإجمالية منها فى العام بنحو 36 طن فى العام الواحد، تعتبر من أجود أنواع الأسماك بشهادة القائمين عليها، لتوفر أهم عناصر السلامة فيها وهى الغذاء والجو الصحى الملائم بعيدا عن أى تلوث طبيعى وصناعى ووسط درجات حرارة مناسبة على مدار العام.

المهندس مدحت فكرى جبل، مدير إدارة الحسنة الزراعية بوسط سيناء، كشف لـ"اليوم السابع"، تفاصيل التجربة ونجاحها، منذ بدايتها قبل نحو 5 سنوات، حتى تحولها فى الفترة الأخيرة، لمصدر انتاج دائم للأسماك فى مناطق وسط سيناء.

 

وقال جبل، وهو مسئول  الزراعة المتابع لهذه المشروعات بصفته كمدير إدارة زراعية، إن المنتج من هذه المواقع هو سمك البلطى، وجودة الإنتاج عالية فى المزارع لإعتماد التغذية على أسمدة طبيعية، وملائمة الأجواء الخالية من أى تلوث للإنتاج، وتبين تميز خاص للمنتج من حيث الجودة والطعم.

وأشار مدير إدارة الحسنة الزراعية، إلى أن أكبر وأهم مواقع انتاج الأسماك فى وسط سيناء هى مزرعة "أم شيحان" التابعة لهيئة الثروة السمكية وتتكون من 6  أحواض، ويعتبر الموقع وحدة انتاج متكاملة للأسماك، حيث يضم إلى جانب أحواض استزراع الأسماك، محطة تحلية مياه لمساعدة الأهالى، يتوفر منها خط مياه خاص بأهالى المنطقة لتوفير مياه الشرب للأهالى، ومصدر للشرب لحيواناتهم من الأغنام والماعز والإبل، ومصدر المياه من بئر أم شيحان المعروف.

 

أحواض تربية الأسماك تستعمل فى الزراعة

وأضاف أن تصريف مياه أحواض تربية الأسماك والإنتاج تستعمل فى الزراعة برى الزراعات الموجودة حول الموقع وهى منوعة، وتنتج المزرعة السمكية من مجمل أحواضها 6 طن فى كل دورة ومدة الدورة كل 5 شهور.

وقال مدير إدارة الحسنة الزراعية، إن 4 مزارع انتاج سمكية أخرى فى مركز الحسنة بوسط سيناء، تابعة لجهاز تعمير سيناء، فى نطاق مشروعات التجمعات التنموية المتكاملة التى أنشأها جهاز تعمير سيناء والعمل فيها قائما، وتعتبر وحدات انتاج الأسماك فى كل تجمع منها ضمن مكونات التكامل فى هذه التجمعات التى تضم وحدات انتاج زراعى وغذائى وحيوانى ايضا.

 

وأوضح، أن التجمعات الأربعة المتواجدة فى مركز الحسنة هى "المطلة"، و"المتمتنى"، و "ابومراحيل"، و"بئر بدا"، وتنتج من كل وحدة منها فى الدورة الواحدة 3 طن أسماك بلطى من الحوض الواحد، وكما الحال فى مزرعة ام شيحان الرئيسية، يتم الإستفادة من دورة التصريف المائى فى أعمال الزراعة داخل كل موقع بإعتبارها تجمعات زراعية متكاملة.

وأشار مدير زراعة الحسنة، إلى أن انتاج هذه المواقع يباع للأهالى بأسعار تتراوح مابين 15 إلى 20 جنيها لكل كيلو، ويشهد إقبال من ابناء المنطقة والموظفين المقيمين فيها من ابناء المحافظات المختلفة، والعاملون فى الشركات والمصالح الحكومية والخاصة.

 

الجهات المنفذة

وتابع قائلا إن المشرفين والمتابعين لعمل هذه المواقع هى الجهات المنفذة لها من هيئة الثروة السمكية، وجهاز تعمير سيناء ودورهم هو المتابعة العامة لها، وتذليل كافة العقبات الخاصة بالجانب الإدارى.

وأشار إلى نجاح التجربة، واعتمادها على إنشاء دورة حياه متكاملة فى مناطق كانت صحراوية، بداية من اختيار المواقع المناسبة، وتعميرها وإنشاء الأحواض والاستفادة من دورة المياه فى أعمال الزراعة، وهذه المياه تعتبر غنية بكل المكونات الغذائية للزراعات، بعدما أصبحت هذه الأماكن تنتج أسماكا كان الأهالى يحتاجون للسفر مئات الكيلو مترات لجلبها من الأسواق أو من مواقع بيع الأسماك فى مدن العريش وبئر العبد، فضلا أن هذه الأماكن تجذب إليها مجتمعات سكنية تجاورها وتقيم فيها، وتتيح فرص عمل لموظفين فى هذه الأماكن ومستفيدين منها من سائقين وعمال وغيرهم، وهذا يوضح تكامل نجاح التجربة فى بناء مجتمعات سكنية زراعية جديدة.

وأوضح أن نجاح التجربة، يفيد فى امكانية تكرارها فى أكثر من مكان فى وسط سيناء فى القرى والتجمعات القابلة للنشاط الزراعى، موضحا أن تربة هذه المناطق قابلة لكل انتاج زراعى، فهى خصبة وجاهزة لأى لبنة تعمير.

التجرية فى شمال سيناء مختلفة

وبدوره، أشاد المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، بنجاح التجربة، موضحا أنها فى شمال سيناء تتكرر فى مواقع كثيرة، ولكن ميزة المواقع فى مناطق وسط سيناء إنها تعطى إنتاجا مختلفا ومناسبا، وهو ما يمكن أن نطلق عليه المنتج الطبيعى الخالص سواء انتاج الأسماك أو المزارع التى تتغذى وتروى بتصريف ومخلفات أحواض السمك المزروع فى هذه المزارع.

وأكد وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، أنه عندما تصل شمال سيناء لظروف مناسبة، فهناك دراسات متكاملة لزيادة مشروعات الاستزراع السمكى، سواء من جهات حكومية معنية بهذا الجانب، أو من القطاع الخاص.

وقال جازى سعد عضو مجلس النواب عن دائرة وسط سيناء، إن مثل هذه المشروعات البسيطة هى نافذة جديدة على اكتشاف ثروات وسط سيناء، وقابلية أرضها لكل جديد فيها، كما أنها تتيح توفير مصدر غذاء طبيعى للأهالى، وفرص عمل فى المواقع القائمة.

واعتبر عضو مجلس النواب عن دائرة وسط سيناء، أن البداية جيدة، والزيادة فى التوسع فيها مطلب مهم للأهالى خلال المرحلة القادمة، مختتما حديثه: " لامستحيل فى وسط سيناء".