تنتشر الأورام السرطانية فى العديد من دول العالم، وحذر أطباء الأورام من نمط الحياة غير الصحى الذى يتبعه المصريون، وأهمها الأطعمة غير الصحية التى تزيد من حالات السرطان، والاعتماد على تناول اللحوم المصنعة، مطالبين بالعودة إلى الطبيعة فى الأكل ونمط الحياة الصحى، حيث تتزايد حالات الإصابة بالسرطان فى مصر بشكل كبير، وأكد أطباء الأورام أن بعض حالات السرطان يمكن منعها، وذلك من خلال الوقاية من السرطان واستغلال شهر رمضان للتخلص من التدخين، ومنع الوجبات السريعة لارتباطهما بالإصابة.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 40% من الأورام السرطانية يمكن منعها، وذلك بمنع عدد من العوامل المسببة للسرطان والتى يمكن التحكم فيها.
تناول الخضراوات والفواكه يحمى من الأورام
من جانبها دعت الدكتورة هبة الظواهرى، أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام، للعودة إلى الطبيعة فى تناول الطعام الصحى، والبعد عن الأطعمة المصنعة، وانتهاز فرصة شهر رمضان للتمتع بالطعام الصحى المعتمد على الخضراوات والفواكة، مؤكدة أن أى امرأة يمكنها أن تصنع الطعام فى المنزل بدلاً من الاعتماد على الوجبات السريعة، مشيرة إلى ضرورة منع التدخين ومنع الإصابة بالسمنة، مضيفة: "لدينا نمط غذائى سيئ، ويعتمد الشباب فى طعامهم على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون، ويتم إضافة النكهات والألوان الصناعية والمواد الضارة مثل استخدام المايونيز، وتناول اللحوم المصنعة بكثرة مثل اللانشون، والهوت دوج مؤكدة أن هذا النمط من التغذية خاطئ جدًا ويساهم فى الإصابة بالسرطان.
المصريون لا يهتمون بالغذاء الصحى
وقالت إن المصريين لا يتناولون الخضراوات والفواكه، ولا نأكل الألياف الطبيعية الموجودة فى كثير من الأطعمة والتى تعتبر حماية للقولون من عند ربنا.
السرطان فى ازدياد ومعهد الأورام يستقبل من 10 إلى 12 ألف حالة سنويًا
ودقت الدكتورة هبة الظواهرى، أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام، ناقوس اللخطر بقولها: "مرض السرطان فى تزايد مستمر فى مصر، موضحة أننا نستقبل سنويًا من 10 آلاف إلى 12 ألف حالة جديدة سنويًا بمعهد الأورام القومى مصابة بالسرطان فقط، مشيرة إلى أنه فى عام 2017 استقبلنا فقط حوالى 15 ألف حالة جديدة وأورام الجهاز الهضمى تمثل حوالى من 16 إلى 20 % من الأورام السرطانية عمومًا.
أورام الكبد تمثل 40 % من حالات السرطان عمومًا
وأضافت أن أورام الكبد تمثل 40% من حالات السرطان عمومًا، ونتوقع أن نسب الإصابة بسرطان الكبد تتراجع فى السنوات المقبلة، وذلك بسبب علاجات فيروس سى، موضحة أن مريض فيروس سى المصاحب بتليف بالكبد إذا تم اكتشافه مبكرًا يمكن علاجه والشفاء التام منه، ولكن لا يوجد لدينا المتابعة الدقيقة للمرضى حتى بعد الشفاء من الفيروس.
سرطان الكبد يمثل 40 % من حالات السرطان عمومًا
وأكدت أن أكثر الأورام انتشارًا هو سرطان الكبد وللأسف أورام الكبد السرطانية تمثل أكثر من 40% من الأورام فى الرجال، مضيفة أن انتشار أورام الكبد السرطانية الأولية نتيجة الإصابة بفيروس سى، مشيرة إلى أن تليف الكبد بسبب الإصابة بالفيروس يعد عاملا محفزا لسرعة الإصابة بأورام الكبد الخبيثة، والمشكلة الحقيقة أن معدل حدوث أورام الكبد الأولية زادت جدًا فى الأعمار الصغيرة أى فى سن الأربعينيات ما يسبب مشكلة، وعبء على الأسرة المصرية لانقطاع دخل عائلها، أو استنزاف موارد الأسرة فى العلاج والفحوص الطبية.
مصر نجحت فى القضاء على البلهارسيا بسبب الحملات الإعلامية
وقالت إن حملات وزارة الصحة للقضاء على البلهارسيا نجحت فى القضاء عليها، ما قلل من نسب الإصابة بأورام المثانة والتى كانت منتشرة فى مصر بسبب البلهارسيا، وحاليًا تقوم بحملات قومية لمنع الإصابة بفيروس سى فى وسائل الإعلام، وتقوم بالتوعية ضد الإصابة بأورام الكبد من خلال المتابعة المستمرة.
وأكدت أن الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع الإصابة بأورام الجهاز الهضمى والقولون لدى الشباب تعود إلى التدخين، والمخدرات، والمنبهات، والطعام غير الصحى، لأنها تسبب التهابات شديدة ومزمنة بالمعدة والقولون، ما يسرع بظهور أورام سرطانية بالقولون والمعدة في سن صغيرة.
سرطان القولون أصبح ينتشر بين صغار السن
وأوضحت أن حالات أورام الكبد فى مصر الأكثر شيوعًا بين الرجال والسيدات، فيما تمثل أورام القولون الخامس بين معدلات الإصابة، وقد أجريت عدة دراسات أثبتت أن معدلات الإصابة بدأت تتزايد لدى الأعمار الأقل سنًا، حيث تم رصد إصابات لأورام القولون والمستقيم فى سن 13 عامًا، وتجرى الآن أبحاث في عدة مراكز بحثية فى مصر منها جامعة عين شمس، ومعهد الأورام لدراسة أسباب إصابة المرضى فى هذه السن الصغيرة، وهل لها علاقة بالنمط الغذائى أم التأثر الجينى، كما لوحظ أن هؤلاء المرضى الذين يصابون في سن صغيرة تطور حالتهم بسرعة كما أنهم يستجيبوا بصورة أسرع للعلاج المناعي.
الوجبات السريعة قد تسبب سرطان القولون
من جانبه قال الدكتور هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس، إن السبب الرئيس للإصابة بالسرطان هو التدخين ثم السمنة، والتى تعتبر السبب الثانى، والسبب الثالث هى الفيروسات، وعند الوقاية من هذه العوامل نمنع 40% من الاصابة بالأورام، وبالتالى ربنا كرمنا برمضان، للإقلال من هذه العوامل الخطرة المسببة للسرطان، ويجب أن نكون أكثر اعتدالاً وتحفظًا وتغيير نمط حياتنا، وممارسة الرياضة، والتخلص من السمنة الموجودة فى الشعب المصرى بكثرة، وهى منتشرة فى السيدات وفى الرجال، مع الإقلال من استخدام اللحوم المصنعة لأنها يمكن أن تسبب سرطان القولون، وتناول الخضراوات والفواكه والبعد عن ما هو مصنع قدر المستطاع.
115 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويًا
وأكد الدكتور هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس، أن هناك 115 ألف حالة إصابة جديدة سنويا بالأورام، وستزيد إلى 300 ألف حالة جديدة سنويًا بحلول عام 2050، موضحًا أن أورام الكبد الأولى فى مصر، وأورام الثدى هى فى المرتبة الثانية فى السيدات.
التلوث البيئى ومصانع الأسمنت تسبب سرطان الرئة
وأوضح الدكتور وحيد يسرى جرير، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، أن هناك حالات مرتفعة من حالات الإصابة بسرطان البنكرياس، وكلها حالات متأخرة، موضحًا أن أهم أسباب الإصابة هو التدخين والسمنة، مؤكدًا أن التلوث البيئى يمثل كارثة حقيقية بالنسبة لمن يعيشون فى المناطق السكنية القريبة من مصانع الأسمنت.
وقال إن 90% من حالات الإصابة بسرطان الرئة، وخصوصا سرطان الغشاء البلورى نتيجة التلوث البيئى، وهى موجودة فى مناطق انتشار هذه المصانع مثل منطقة حلوان، وطرة، مضيفًا أن هناك أسرة كاملة -5 أشخاص من أسرة واحدة أصيبوا بسرطان الرئة- نتيجة أنهم يقيمون فى منطقة طرة بالقرب من مصانع الأسمنت.
مطالب بإنشاء مصانع صديقة للبيئة
وأشار الدكتور وحيد يسرى جرير، إلى أنه لابد من إجبار أصحاب مصانع الأسمنت على تصميم المصانع بحيث تكون صديقة للبيئة، أو نقل السكان إلى أماكن أخرى أكثر أمانًا، والتى أصبحت هذه الحالات منتشرة ونراها يوميًا فى عياداتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة