ألا تحب هذه الأمة أن تنتصر؟
الشهادة غاية لا يمكن أن ينالها أحد إلا إذا كان يطلب معها النصر، الأمم تحارب وغايتها الانتصار، فإذا حلت الشهادة فى الميدان فإنها تضىء الطريق نحو النصر، لكن لا يمكن أن نفهم جماعات تحارب من أجل الشهادة فقط، بينما النصر لا يعنيها من قريب أو بعيد.
لماذا يساق الأولاد إلى القتل الحتمى وهم لا يتمنون سوى أن ينال الرصاص من صدورهم، لماذا يريد الأولاد أن يموتوا من أجل بلادهم، بينما يريد أبناء العدو أن يحيوا من أجل بلادهم؟
ألا يوجد من الزعماء من يحب أن يحيا الأولاد لبلادهم، يعمرون بلادهم، يقدمون نموذجا للفداء من أجل حياة أفضل، بدلاً من أن يقدموا فقط جثامين تلو الجثامين بلا استراتيجية للنصر، أو أمل فى إقامة الدولة فى فلسطين المحتلة؟
أبكى شهداء المذبحة الوقحة مرتين..
الأولى لوقاحة جنود الاحتلال الذين تسلوا بالرصاص الحى على أرواح الفلسطينيين الأبرياء.
والثانية لوقاحة السياسيين الذين يظنون أن الموت بلا خطة يصنع لهم نصرا أو يحقق لهم غاية أو يحرر لهم أرضا.
مرحبا بالشهادة إن كان هناك أمل فى نهاية الطريق
مرحبا بالشهادة إن كانت وسيلة فدائية لتحقيق النصر
مرحبا بالشهادة إن كانت هذه الدماء تختصر الطريق نحو الحرية والاستقلال
لكن كيف نرحب بالموت المجانى؟
كيف نرحب بموت بلا خطط؟
كيف نرحب بأن تكون الدماء غاية فى ذاتها؟
نحن جربنا هذا المشهد عشرات المرات من قبل، نقدم أولادنا فى مذابح مجانية، ونظن أننا ننتصر سياسيا على عدو غاشم، بينما العدو لا يكترث بشعارات النصر السياسى التى نرددها فى إعلام أحمق، العدو يعرف أنه لا معنى للنصر إلا باستمرار احتلاله للأرض عسكريا، فماذا نكسب نحن سوى الحسرة على الأولاد الذين علمناهم أن المجد هو الموت، والموت فقط؟
كم مرة وقعنا فى هذه الدوامة الحزينة عبر تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى؟ قل لى، كم شبرا حررنا من الأرض مقابل كل شهيد سقط فى حراك ثورى بلا خطة وبلا بدائل وبلا رؤية سياسية أو فرص تفاوضية؟
متى نتعلم أن نسعى للنصر أو الشهادة
لا أن نعلم أولادنا الشهادة وحدها بلا أمل فى النصر؟
العار يلاحق القتلة
والعار يلاحق السياسيين الذين علموا الأولاد فنون الموت ولم يعلموهم خطط الانتصار..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة