من بين كثير من النساء اللاتى أسلمن وبايعن الرسول الكريم، كانت هناك المجاهدات وصاحبات الفصاحة وذوات العقل، واللاتى آمن بالله ورسوله ولم يبتغين غير رضوان الله.
وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة صحابيات حول النبى، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد (ص)، وشخصية هذا اليوم هى "أم سلمة الأنصارية" أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية الأوسية الأشهلية وهى صحابية جليلة وتكون ابنة عمة معاذ بن جبل.وهى أم عامر وأم سلمة الأنصارية الأشهلية.
أسلمت فى العام الأول للهجرة، اشتهرت بمتابعتها أمور دينها والتعرف على دقائق أموره، حيث كانت تسأل النبى عن أحكام دينها، وكانت محدثة فاضلة ومجاهدة جليلة، وكانت من ذوات العقل والدين والخطابة، لقبوها بـ"خطيبة النساء" ووافدة النساء إلى رسول الله (ص).
وبحسب "كتاب "نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة" للدكتور محمد إبراهيم سليم، أنها أتت إلى النبى (ص) وهو فى أصحابه فقالت: "بأبى أنت وأمى يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك!، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم!" وتابعت: "وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا فى الجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد فى سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو مجاهدا، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم، أفلا نشارككم فى هذا الأجر؟
فالتفت النبى الكريم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم بمقالة امرأة قط أحسن من مسائلها فى أمر دينها من هذه؟".
فقالوا: "يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا"، فالتف النبى (ص) إليها فقال: "افهمى أيتها المرأة.. واعلمى من خلفك من النساء، أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله"، فاتصرفت وهى تهلل فى النساء.
وقد روت الأنصارية عن النبى (ص) 81 حديثا، وروى لها أبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه ومهاجر بن أبى مسلم وشهر بن حوشب، وقد شهدت أسماء بنت يزيد "اليرموك" وقتلت يومئذ تسعة من الروم بعمود خبائها وشهدت الفتح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة