فشلت من جديد المحاولات المستمرة للإفراج عن الأستاذ الجامعى السويسرى طارق رمضان وحفيد حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابى، والذى تم توجيه تهم الاغتصاب له من قبل أربع سيدات، والذى اعترف هو نفسه بارتكاب إحدى تلك التهم بعد خروج إحدى ضحاياه عن الصمت والإفصاح عما دار بينهما.
ورغم المراوغات التى يقوم بها حفيد البنا وفريق دفاعه وزوجته للإفراج عنه بشكل مؤقت وعرض الكثير من العروض كدفع أموال، والتخلى عن جواز سفره، أصر القضاء الفرنسى على موقفه الرافض لكل الطعون المقدمة للإفراج عن "رمضان"، ضاربا عرض الحائط بكم الحجج غير المقنعة من دفاعه، والتى تتركز بشكل خاص على وضعه الصحى.
وأكدت محكمة الاستئناف رفض طلب إخلاء سبيل سبيل طارق رمضان حفيد حسن البنا الذى اتهمته أربع نساء باغتصابهن والموقوف منذ مطلع فبراير الماضى.
طارق رمضان وإحدى ضحاياه
وخلال جلسة المحاكمة وبغياب رمضان البالغ 55 سنة من العمر، تطرق الدفاع مرة جديدة إلى وضعه الصحى وندد بـ"التناقضات" فى روايات الشاكيات.
وقال إيمانويل مارسينيى أحد محامى رمضان "لا يجوز أن يكون رمضان فى السجن، وبالإمكان أن يكون طليقا، وعرضنا إخراجه بكفالة أو بفرض إقامة جبرية عليه وتسليم جواز سفره، كل هذا يبدو لى كافيا لكى تكمل المحاكمة بظروف جيدة".
وكان قاضى الحريات والاحتجاز رفض 4 مايو الجارى طلب رمضان إخلاء سبيله، وجاء قرار محكمة الاستئناف ليؤكد هذا الرفض.
وكان رمضان قد تم إيداعه فى السجن بعد توجيه الاتهام إليه فى الثانى من فبراير بالتورط فى حادثتى اغتصاب وهو ما نفاه بشدة فى بادئ الأمر.
ويشدد الادعاء على ضرورة ضمان بقاء طارق رمضان فى فرنسا، وتجنب حصول أى ضغوط محتملة على المشتكيات، لأنه لم يتم الاستماع بعد إليهن جميعا، ومن المحتمل إجراء مواجهات بينهن وبين رمضان.
طارق رمضان والبنا
وطالب محامى رمضان مرة أخرى بإجراء كشف طبى جديد على موكله، مؤكدا أن صحته تدهورت وأنه لا يتلقى العلاج الكافى فى السجن.
وبعد قرار محكمة الاستئناف الفرنسية الصادر مطلع الشهر الجارى بتجديد حبس رمضان، ظهرت إيمان رمضان، زوجة المتهم، فى مقطع فيديو، فى محاولة لاستمالة الرأى العام الفرنسى، نافية كافة التهم الموجهة إلى زوجها.
وقالت إيمان فى مقطع الفيديو: "أعتقد أنه تمت إدانة طارق منذ البداية.. أشعر بالقلق حول وضعه الصحى"، مؤكدة رفضها التهم الموجهة إليه، وأن التهمة التى تلاحقه لا تتطابق ما تعرفه هى عن زوجها، او ما تعرفه عائلته عنه، على حد قولها.
وشددت إيمان رمضان فى مقطع الفيديو الذى نشرته عدة وسائل إعلام فرنسية على أن كل ما قيل عن زوجها "اتهامات باطلة وكاذبة تماما"، وأن ما يقال عنه "لا يمكن أن يصدقه من يعرف حقيقته"، مجددة التأكيد على أن وضع زوجها الصحى ليس جيدا، على خلفية معاناته من مرض مزمن وتناوله لأدوية بعينها.
ويذكر أن طارق رمضان نفسه اعترف نهاية أبريل الماضى بإقامة علاقة جنسية مع واحدة من ضمن النساء اللائى يقاضينه بتهمة الاغتصاب، وأكد أنها الضحية الثالثة.
وحتى الآن، تقدمت 4 سيدات بدعوات قضائية فى فرنسا وسويسرا ضد طارق رمضان تتهمه بالاعتداء الجنسى والاعتداء العنيف ضدهن، فى حين وضعت السلطات الفرنسية رمضان قيد الاعتقال الجبرى حتى لا يهرب أو يهدد إحدى اللائى يلاحقنه.
طارق رمضان
ومن ناحيتها قالت صحيفة لو فيجارو الفرنسية، أن النيابة أمرت خبراء بفحص بقايا حيوانات منوية على فستان، قد تكون منسوبة لطارق رمضان، موضحة أنه يبدو أن رمضان قد غير من خط دفاعه.
وأشارت لو فيجارو إلى أن رمضان نفى أى اغتصاب أو علاقة جنسية ضد السيدتين اللتين رفعتا فى البداية دعوى قضائية ضده وأنما فقط "مداعبات" مع إحداهن، فى حين اعترف بأنه أقام علاقة جنسية مع الثالثة، إلا أن هذه الأخيرة تقول إنه كان اغتصابا واعتداءً بشكل عنيف فى فندق ببروكسل.
وأكدت الضحية الثالثة أنها تعرضت للاغتصاب من رمضان فى فرنسا ولندن وبروكسل تسع مرات بين عامى 2013 و2014.
واندلعت القضية فى أكتوبر الماضى مع تقديم امرأتين فى شكويين ضده، وانضمت إليهن ثالثة فى مارس.
والموعد المقبل للمحاكمة حدد فى الخامس من يونيو المقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة