فى عام 1974 بدأ مشوار المخرج الكبير فهمى عبدالحميد مع فوازير رمضان وهو المشوار الذى شهد العديد من المحطات وحفر خلاله اسم العديد من الفنانات بالذهب فى عالم الفوازير ولا سيما الفنانتين نيللى وشيريهان اللتين ارتبط اسمهما للأبد بالفوازير.
ومن حين لآخر كان المخرج الكبير يقرر تجديد دم الفوازير فيغير شكلها وأبطالها ويبتكر نوعًا جديدًا من الفوازير، وهو القرار نفسه الذى اتخذه عام 1989 بفوازير الفنون بطولة الفنانين مدحت صالح وشيرين رضا التى كانت الفوازير خطوتها الأولى فى عالم التمثيل.
وعلى الرغم من أن "فوازير الفنون" شهدت نقلة شيرين رضا من عالم الإعلانات إلى الفن إلا أنها وصفتها فيما بعد فى تصريحات صحفية بأنها "أسوأ أيام حياتها"، وأوضحت فى تصريحات تلفزيونية سبب وصفها كذلك بأنها لم تكن وقتها لا ممثلة ولا راقصة وأنها وجدت مشقة فى تأدية 30 أغنية مختلفة فى وقت قصير.
وبينما كانت "فوازير الفنون" شاهدة على بداية شيرين رضا فى التمثيل كانت نهاية مشوار المخرج الكبير فهمى عبدالحميد مع الفوازير، حيث رحل عن عالمنا أثناء تصوير ألف ليلة وليلة فى العام التالى، وكشفت ابنته الإعلامية لمياء فهمى عبدالحميد فى حوار نشره "اليوم السابع" فى سلسلة "ريحة الحبايب" موقفًا مؤثرًا شهدته كواليس فوازير الفنون قبل رحيله، حيث قالت: "كان من المعتاد كل عام أن يبكى الجميع آخر أيام التصوير لأنهم سيفترقون بعد أن كانوا يقيمون معًا داخل البلاتوه لمدة تزيد على 4 أشهر كأنهم عائلة واحدة، وفى العادة يكون أبى متأثرًا ولكنه لا يبكى، لكنه فى هذا العام فى آخر أيام التصوير أخذ كرسيًا وجلس بعيدًا يبكى بشدة وعندما سألته عن السبب قالى لى خلاص مش هما بيقولوا كفاية فهمى عبدالحميد.. أهه كفاية فهمى عبدالحميد ودى آخر سنة هعمل فيها الفوازير".
فهمى عبدالحميد لمن هاجموه: المزيد من الشتائم يسعدنى
هذا الحزن داخل قلب المخرج الكبير يرجع للهجوم الشديد والانتقادات التى واجهتها فوازير الفنون منذ الأيام الأولى لعرضها، والجدل المصاحب لها فوفقًا لمجلة الكواكب: "اختلف الجمهور والنقاد حول الحكم عليها فالبعض اعتبرها من أجمل الفوازير التى قدمها فهمى عبدالحميد طوال 15 سنة والبعض الآخر اعتبرها بطيئة وغير جذابة"، واعتبرت المجلة فوازير الفنون قدمت: "بشكل جديد اختلف كثيرًا عن الفوازير الماضية"، ووصفت الاستعراضات فيها بأنها كانت هادئة تمتاز بالشياكة على غير العادة، وأن هذا ربما السبب فى هجوم البعض عليها.
وفى عددها رقم 1969 الصادر فى 25 أبريل 1989 الموافق 19 رمضان 1409 هـ، والذى حصلنا عليه من مكتبة الأرشيفجى محمد صادق، أجرت المجلة تحقيقًا حول الفوازير بعد عرض 15 حلقة منها مع أبطالها ومخرجها.
مجلة الكواكب ـ 25 أبريل 1989
وعلى الرغم من أن الفنانة شيرين رضا صرحت فيما بعد بأن الفوازير: "أسوأ أيام حياتها"، إلا إنها فى ذلك الوقت اعتبرتها تجربة جديدة بالنسبة لها تختلف عن تجربة الإعلانات وقالت: "هى خطوة بعيدة كل البعد عن الإعلان فهذه أول مرة أقدم فيها عملاً استعراضيًا غنائيًا وأعتقد أن التجربة أفادتنى كثيرًا وتعلمت منها الكثير، تعلمت الوقوف أمام الكاميرا والعمل الشاق والصبر والغناء والرقص والالتزام والجدية".
مدحت صالح وشيرين رضا فى الفوازير
أما الفنان مدحت صالح فقال: "الفوازير تمثل لى لونا من ألوان الفنون الجميلة المحببة إلى الناس، وأنا سعدت جدًا بترشيح الحاج فهمى لى للقيام ببطولتها هذا العام وأتمنى أن أكمل المشوار للنهاية وأكون عند حسن ظن الناس. ولا شك أن الحاج فهمى عبدالحميد مخرج عظيم استفدت منه الكثير وفجر عندى طاقات جديدة أفضل أن يتكلم هو عنها وأترك العمل الذى قمت به ليكون شاهدًا وحكمًا".
وردًا على الهجوم الذى واجهته الفوازير من النقاد والجمهور قال مدحت صالح: "هناك من النقاد من تسرعوا وكتبوا عن الاستعراضات والرقصات أنها بطيئة وأحب أن أذكرهم بالأحداث التى حدثت فى فوازير سابقة ووصلت لمجلس الشعب وقيل إنه عيب أن يشاهد أولادنا وبناتنا الرقص بهذا الأسلوب، واليوم ونحن نحاول أن نقدم الرقص بشكل هادئ ونجد الناس تحارب ذلك وتقول إنه جمود وفتور وليس رقص".
شيرين رضا ومدحت صالح من كواليس الفوازير
وأضافت شيرين: "استعراضات هذا العام جديدة ومبتكرة وكل فنان له رؤية خاصة فى الاستعراض وهى تختلف عن استعراضات الأعوام السابقة لأن محمود رضا هو الذى صممها. فيما امتنع والدها الفنان محمود رضا مصمم الاستعراضات عن التعليق قائلاً "أنا بذلك أقصى ما فى جهدى فى الفوازير ولكن أصبت بإحباط وأفضل عدم الحديث".
أما المخرج الراحل فهمى عبدالحميد فقال: "تعرض الفوازير للهجوم والنقد شيء طبيعى ومتوقع وقد سبق أن هوجمت فوازير نيللى وسمير غانم والفخرانى والآن أصبح كل هؤلاء كويسين جدًا ولكن الذى سيشترك فى الفوازير القادمة سيكون سيئًا وهذا هو رأى النقاد والجمهور" وأضاف "لا يوجد نجم فى مصر لم يتعرض للهجوم حتى أنه قيل أن ليلى علوى رغم نجاحها فى الأداء الاستعراضى جسمها ممتلئ أى أنهم يبحثون عن أى عيب والسلام ولكن الحق يقال أنها بذلت ما فى استطاعتها واعتقد أنها نجحت".
جانب من الاستعراضات فى الفوازير
وتابع عبد الحميد حديثه: "بالنسبة لى فإن أداء شيرين رضا ممتاز جدًا وهذا بالضبط ما كنت أتمناه وأريده ولن أغيره أبدًا وعمومًا فقد بذلت فى فوازير هذا العام أقصى جهد عندى ولا أستطيع أن أبذل أكثر من ذلك".
إلا إنه لم يتمكن من إخفاء غضبه بقوله: "أحب أن أقول للنقاد أن المزيد من الشتائم يسعدنى وعلى العموم لا يوجد فى مصر من يفهم لعبة الفوازير الاستعراضية مثلى وأنا أعرف عيوبها ومحاسنها وأنا فاهم شغلى كويس جدًا والذى يعتقد أنه يفهم أكثر منى يأتى ويفرجنا وكل كلمة نقد غير موضوعية كتبت عن الفوازير أعرف ما وراءها وقادر على أن أرد عليها".
لقطة من الفوازير
فيما دافع يوسف عثمان رئيس إنتاج الفيديو بالتلفزيون عن "فوازير الفنون" قائلاً: "أعتبرها أرقى الفوازير التى قدمها التلفزيون من حيث كافة العناصر سواء المضمون أو الموضوع أو الديكور أو الإضاءة أو الإخراج أو الاستعراضات وهذه حقيقة وبدون تحيز وحقيقة الفوازير عمل رائع وخرافى وتستحق منا كل التقدير والإعجاب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة