مسجد من المساجد الأثرية المهمة فى العصر المملوكى قام بتشييده الناصر محمد، ويقع فى وسط قلعة صلاح الدين، هو أحد أجمل المساجد فى العمارة، جماع الناصر محمد.
أنشأ هذا الجامع بالقلعة الملك الناصر محمد بن قلاوون فى عام 718 هـ، كما يقول المقريرزى، وكان يعرف الجامع باسم الجامع الناصرى أو جامع الخطبة بقلعة الجبل، الذى حل محل جامع قديم بالقلعة يرجع إلى عهد الملك الكامل، فقد كان يوجد بالقلعة على عهد الظاهر بيبرس جامع وهو الجامع الذى خطب فيه الخليفة العباسى الحاكم بأمر الله.
جامع الناصر محمد
ويذكر كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون" فيهما برزت المراسيم الشريفة بهدم الجامع الذى أنشأه السلطان عز نصره بالقلعة المحروسة، وأن يجدد بناءه، فهدم جميع ما كان من داخله من الرواقات والمقصورة والمحراب، وجدد بناءه بما لم تر العيون أحسن منه، وأحضر أعمدة عظيمة كانت منسية بمدينة الأشمونين بالوجه القبلى من أعمال الديار المصرية، وكانت هذه الأعمدة فى البربا التى بمدينة الأشمونين من عهد الكهنة وتم نقلها من قبل السلطان من خلال تكليف الأمير سيف الدين أورس بغا الناصرى لنقلها، وسير فى خدمته المهندسين والعتالين والحجارين.
جامع الناصر محمد
أما عن قبة الجامع فيقول أبو بكر الداودارى "عندما أعاد السلطان بناء القبة جعلها عالية شاهقة، بعد أن أحضر لها الأعمدة الجرانيتية الكبار من الأشمنونين، وجدد المقصورة على يمين المحراب الذى جدد بناءه أيضًا".
ويشير كتاب "مساجد مصر" إلى أن جامع الناصر محمد بالقلعة من أعظم الجوامع وأحسنها وأبهجها منظرًا، وأكثرها وزخرفة، ومتسع الأرجاء، مرتفع البناء، مفروش الأرض بالرخام الفائق، مبطن السقف بالذهب، وفى وسطه قبة يليها مقصورة يصلى فيها السلطان الجمعة".
قبة جامع الناصر محمد كانت تعرف بالقبة الخضراء لأنها كانت مكسوة ببلاطات من القاشانى الأخضر اللون، وسقطت فى عصر السلطان قايتباى سنة 893 هـ وأعيد بناؤها، كما جدد قايتباى منبر الجامع المصنوع من الرخام الملون.
جامع الناصر محمد
وساءت حالة المسجد فى العصر العثمانى، فقد هدمت قبته وفقد منبره وأسىء استعماله وقضى على الجامع تمامًا فى عهد الاحتلال البريطانى 1882م، فقد استخدم مخازن للجيش وسجنًا للعاصين والمتمردين، فأقيمت الحواجز الخشبية بين الأعمدة وبنيت الجدارن، إلا أن الله قد قيض له أحد المهندسين من جنود الاحتلال الذى راعه لما وصلت إليه حالة الجامع الذى يعد تحفة فنية رائعة من الناحية المعمارية فقام بإزالة الحواجز الخشبية، كما هدم الحوائط التى أقامها جيش الاحتلال.
جامع الناصر محمد
ولكن أكبر التجديدات التى أجريت للمسجد قامت بها لجنة حفظ الآثار الإسلامية سنة 1947 م، فقد أعادت ما تهدم من جدار المحراب، كما جددت المحراب الصغير وفرشت ارضية الجامع بالحجر الجيرى بدلا من الرخام الذى كان يغطى المسجد كله عند إنشائه.
يتكون المسجد الجامع بالقلعة الذى أنشأه الناصر محمد من شكل مربع تقريبًا، إذ يبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب 63 مترًا وعرضه من الشرق إلى الغرب 57 مترًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة