اختبرت ناسا بنجاح مفاعلًا نوويًا ستستخدمه الوكالة لتزويد المستعمرات البشرية بالطاقة على المريخ والقمر، إذ تخطط الوكالة لاستخدام مفاعل الانشطار الصغير لتوفير الكهرباء بالبؤر الاستيطانية خارج الأرض، وتحويل الموارد الفضائية إلى هواء تنفس وماء ووقود صاروخى.
وقال مسؤول كبير للصحفيين فى مؤتمر صحفى إن وكالة ناسا وضعت الآن نصب عينيها اختبارات الطيران لمعرفة كيف سيعمل نظام "كيلوباور" فى الفضاء.
أوضح جيم رويتر، المدير المساعد لتكنولوجيا الفضاء في ناسا أمس خلال مؤتمر صحفى بمركز البحوث في كليفلاند بأوهايو: "عندما نذهب إلى القمر، وفى النهاية إلى المريخ، من المرجح أننا سنحتاج إلى مصادر طاقة كبيرة ولا نعتمد على الشمس"، وستكون الطاقة الآمنة والفعالة والوفيرة هي المفتاح للاستكشافات الروبوتية والإنسانية المستقبلية، وأتوقع أن يكون مشروع Kilopower جزءًا أساسيًا من معمارية الطاقة القمرية والمريخ أثناء تطورها."
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، سيكافح رواد الفضاء في الرحلات الطويلة إلى القمر وما بعده، لتوفير الطاقة لعملياتهم باستخدام الوقود التقليدى، فالوقود السائل أو الغازى قابلين للاشتعال وثقيلين، مما يجعلهما خطيرين ومكلفين للنقل عبر مسافات طويلة.
ويمكن للمفاعل النووى الجديد توليد كميات هائلة من الطاقة في حين يأخذ مساحة صغيرة للغاية، ولا يحتاج إلى التزود بالوقود، كما سيكون قادراً على القيام بذلك بأمان لأن الوقود المتضمن به لا يتفاعل إلا بشكل طفيف حتى يتم تشغيل النظام، وهذا يعنى إمكانية نقله لمسافات طويلة دون المخاطر الكامنة فى حمل الوقود القابل للاشتعال أو المتفجر.
وقال ستيف جوركزيك، المدير المساعد لناسا ومدير بعثة التكنولوجيا بعد اختبار المفاعل فى يناير الماضى: "المريخ بيئة صعبة للغاية لأنظمة الطاقة، مع ضوء شمس أقل من الأرض أو القمر، ودرجات حرارة باردة ليلا شديدة البرودة، وعواصف ترابية مثيرة للغاية يمكن أن تستمر لأسابيع وأشهر تكتسح كوكب الأرض بأكمله، وبالتالي فإن الحجم الصغير والمتانة التي يمتلكها "كيلوبور" تسمح لنا بتوصيل وحدات متعددة على مركبة هبوط واحدة إلى السطح توفر عشرات الكيلووات من الطاقة".