بعد جمود فى الحياة السياسية اللبنانية، استمر 9 سنوات، وانقسامات بين الأحزاب والطوائف فى لبنان، نتجت عن تداعيات النزاعات فى المنطقة والصراعات الإقليمية على النفوذ، والأزمات السياسية والأمنية المتلاحقة، ما أعطى حجة للمجلس النيابى للتمديد لنفسه ثلاث مرات، وشهدت البلاد شللاً مؤسسياً، انعكس فراغا فى منصب رئاسة الجمهورية نحو عامين ونصف، قبل التوصل الى تسوية فى العام 2016 أتت بميشال عون رئيساً للبلاد وبالحريرى رئيساً للحكومة، وفى ظل توافق سياسى هش فى البلد المتعدد الطوائف، يتوجه اللبنانيون اليوم الأحد، لصناديق الاقتراع لانتخاب 128 ممثلا للشعب فى الانتخابات النيابية.
شعارات الانتخابات فى لبنان
ويتنافس فى تلك الانتخابات 976 مرشحاً، بينهم 111 سيدة، ويعد هذا رقما قياسيا للمرشحين للانتخابات النيابية منذ الاستقلال، إذ أن آخر رقم قياسى كان فى انتخابات عام 2009 وبلغ 702، وبلغ الرقم 484 مرشحاً فى انتخابات عام 2005 و545 مرشحاً عام 2000 و599 مرشحاً عام 1996 و408 مرشحين عام 1992.
وتنقسم الدوائر الانتخابية فى لبنان إلى 5 محافظات وهى: محافظة بيروت ودوائرها (بيروت الأولى – وبيروت الثانية)، محافظة لبنان الجنوبى ودوائرها (الجنوب الأولى - الجنوب الثانية - الجنوب الثالثة)، محافظة البقاع ودوائرها (البقاع الأولى – البقاع الثانية – البقاع الثالثة)، محافظة الشمال ودوائرها (الشمال الأولى – الشمال الثانية- الشمال الثالثة)، محافظة جبل لبنان ودوائرها (جبل لبنان الأولى - جبل لبنان الثانية - جبل لبنان الثالثة- جبل لبنان الرابعة).
من جانبهم وصف محللون سياسيون العملية الانتخبابية فى لبنان بالـ"معقدة" حيث تنقسم كل دائرة إلى عدة طوائف متنافسة هي: "سنة – شيعة- درزى – علوي- مارونى – روم كاثوليك – روم ارثوذكس – إنجيلى – أرمن كاثوليك- أرمن ارثوذكس، وأخيرًا الأقليات".
وحول تأمين العملية الانتخابية، أعلن وزير الدفاع الوطنى يعقوب رياض الصرّاف أن كامل مؤسسات وزارة الدفاع اتخذت كافة الترتيبات والإجراءات المرتبطة بالتنسيق مع وزارة الداخلية فى تنظيم العملية الانتخابية وتوفير المناخ الآمن للمواطنين للإدلاء بأصواتهم فى جميع المناطق اللبنانية.
تأمين الانتخابات اللبنانية
وأكد الصرّاف، فى بيان، أن التحضيرات اللوجيستية والأمنية اللازمة لمواكبة الاستحقاق الانتخابى، الذى يمثل انجازا جديدا لبلاده ، قد اكتملت مشددا على أهمية دور القوات المسلحة، العين الساهرة على الوطن لتأمين سلامة المواطنين وحسن سير العملية الديمقراطية فى أجواء من الطمأنينة والحرية.
وأمر وزير الدفاع اللبنانى المحكمة العسكرية بوجوب البقاء على جهوزية قضائية تامة تواكب الجهوزية الأمنية والتواجد فى أماكن العمل لاتخاذ الاجراءات المناسبة فى حال حدوث أى مخالفة.
ومن الشرق العربى إلى غربه، وتحديدًا فى تونس، والتى تم تأجيل الانتخابات البلدية بها 4 مرات عقب اندلاع ما يسمى بـ"الربيع العربى"، يتوجه اليوم نحو 5.3 مليون تونسى لانتخاب 350 مجلسا بلديا، فى اقتراع هو الأول للانتخابات البلدية منذ الثورة التونسية التى أطاحت بنظام زين العابدين بن على، يتنافس فيه 57 ألف مرشح، ويشارك فى تأمينه حوالى 30 ألف عنصر من قوات الأمن، فى ظل التهديدات الإرهابية التى وجهتها الجماعات المتطرفة للناخبين، تدعوهم لمقاطعة العملية الديمقراطية.
المركز الإعلامى لانتخابات تونس
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فى تونس، فى وقت سابق، عن رفض 106 قائمة انتخابية لتعارضها مع الشروط القانونية من بينها عدم احترامها لمبدأ التناصف بين الجنسين ، حيث تصدرت قوائم حركة النهضة الإخوانية لائحة الأحزاب المترشحة، فيما جاء حزب حركة نداء تونس الذى يقود الائتلاف الحكومي، فى المركز الثانى بـ345 قائمة انتخابية بعد أن رفضت الهيئة خمسة قائمات له لعدم استيفائها الشروط القانونية.
بينما حل حزب التيار الديمقراطى كأول حزب معارض من حيث عدد القوائم الانتخابية بـ69 ثم حركة مشروع تونس بـ67 قائمة، ثم حزب حراك تونس الإرادة بـ 46 قائمة، ويشارك الحزب الدستورى الحر، أبرز وريث لحزب التجمع الدستورى المنحل الذى حكم تونس قبل الثورة، بـ31 قائمة انتخابية، ليبلغ عدد القوائم فى نهاية المطاف أكثر من ألفين تمثل أكثر من 57 ألف مرشحا.
انتخابات تونس
وجائت قائمة الأحزاب المتنافسة فى الانتخابات كالآتى: "حركة النهضة -حركة نداء تونس - حزب التيار الديمقراطى - حزب حركة مشروع تونس - حزب حراك تونس الإرادة - حزب آفاق تونس - حزب حركة الشعب - الحزب الدستورى الحر - حزب البناء الوطنى - الحزب الاشتراكى - حزب بنى وطنى - حزب المبادرة - حزب الاتحاد الشعبى الجمهورى -حزب اللقاء الديمقراطى - حزب صوت التونسى - حزب تنظيم الأجيال - حزب الخضر للتقدم وحزب المستقل وحركة الديمقراطيين الاجتماعيين وحركة تونس أولا وحزب الحركة الديمقراطية وحركة النظال الوطنى"، أما الائتلافات فجاءت كالآتى: "ائتلاف الجبهة الشعبية - الاتحاد المدنى - ائتلاف القوى الديمقراطية".
