عمار فاضل، شاب سورى، علمته الحرب فى وطنه أن الكفاح والنضال من أجل حياة أفضل، هو السبيل لحياة كريمة فى أى بلد وأى مكان، سنوات عمره الخمسة والعشرين، قضى منهم 5 سنوات فى الإسكندرية، حيث أتى إليها فى 2012، هاربًا من الدمار والقصف فى حلب بلدته التى ولد فيها، وعمل بها وكان يملك وعائلته ثلاثة مقاهى، وفيلا، ودمرت الحرب كل هذا.
انقسمت عائلة عمار بين خيارات الهجرة إلى كندا أو تركيا،أو مصر، وبسبب حب والده الشديد للبلد الذى كان يأتى إليها سنويًا، خاصة وأن جده كان يمتلك بالإسكندرية فندق السورى الكبير بمنطقة المنشية وسط البلد، وتركه بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بالتأميم.
نزح عمار إلى الإسكندرية، ولا يوجد معه سوى بنطلونين وتيشيرت وحذاء واحد على أمل أن يعود مرة أخرى إلى سوريا، ولكن بسبب ظروف الحرب، ساءت الأحوال، فقرر البقاء فى الإسكندرية، و جاء إليه أمه وأبوه وعاشا معه فى المعمورة الشاطئ فترة، ثم انتقلوا إلى منطقة كفر عبده.
ويتحدث عمار عن قصة نجاحه فى الإسكندرية، خاصة وأنه أصبح الآن يملك كافيهان متخصصين فى القهوة بكل أنواعها قائلًا: عندما أتيت إلى الإسكندرية، ودرست حالة السوق هناك، اكتشفت أن أى مشروع يقوم على أساس صحيح فى مصر، سينجح بشكل كبير.
تابع عمار: وضعت عينى على أحد المحلات فى منطقة سبورتنج، وقمت بدراسة المنطقة بشكل جيد، واستمريت فى البحث لمدة 6 أشهر، حتى استطعت التفاهم مع أصحاب المحل، وكان متخصص فى المشويات، وقمت أنا وشريك مصرى لى، بشراء المحل، وتجديده، وعمله مقهى لتناول وتوصيل القهوة بكل أنواعها، وكذلك بيع البن الخام وتوزيعه على الكافيهات الكبرى.
ويضيف عمار: فى البداية خفت كثيرًا من فكرة إنشاء مقهى للقهوة فقط، خاصة وأن المصريين ليسوا كالسوريين فى تناول القهوة، فمن المعروف عنا أننا نتناولها بشراهة، حيث أقوم أنا عائلتى بالإنتهاء من كيلو بن فى 3 أيام فقط، أما المصريون فمعروفون بتناول الشاى بكثرة، ولكنى خضت المجازفة، على أمل تقديم شئ جديد لهم.
ويكمل عمار: بالفعل استطعت القيام بذلك، حين فتحت مقهى وقمت بتقديم كل أنواع القهوة، بشكل مختلف، وتوزيعها أيضًا، حتى استطعت القيام بفتح مقهى آخر فى منطقة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة