خالد صلاح يكتب: أى واحد يقولك إنه رقم 1 فى المسلسلات قوله: كذاب

الأحد، 10 يونيو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: أى واحد يقولك إنه رقم 1 فى المسلسلات قوله: كذاب الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلبش2
 
الفن ليس مصارعة حرة، إما منتصر وإما مهزوم، سفيه هذا الذى ابتدع هذه المعادلة المعوجة فى شهر رمضان ليقيس الفن بالكيلو، ويقيس التمثيل بالأمتار، ويقيس النجاح بالتربع منفردا على القمة، إما أن تكون رقم 1، وصاحب أعلى مشاهدة وأعلى إيراد، وإما أن تكون مهزوما مذموما مدحورا بلا قيمة، إما رقم 1 أو أن يأكلك الطوفان.
 
الفنون ليست حلبات مصارعة، الفنون ليست بورصة للسلع، الفن أساسه التنوع، والوصول إلى أذواق مختلفة، وإثارة مشاعر متعددة ومتنوعة، والتفرد فى الفن أو الوصول إلى حالة إبداعية تمتلك قلوب الناس، لا يعنى أن العمل التالى أو الذى يليه لم يحقق نفس النتائج، لا يعنى أن المنافسين أخفقوا، وأن شخصا واحدا هو الذى كسب كل شىء، الذين يقولون ذلك إما جهلة وإما مجانين، ونحن نعيش فى الحقيقة بين الكثير من الجهلة والمجانين فى الوسط الفنى وفى الوسط الإعلامى.
 
أجزم لك يقينا أن رمضان ليس فيه رقم 1 منفردا هذا العام، كثير من الأعمال حازت على رضا الناس رغم اختلافها، ورغم تنافس صناعها من نجوم الدراما، ورغم تنوع المعالجات الدرامية فى المسلسلات، جمهور ليالى أوجينى يعتبره رقم 1، وجمهور رسايل يعتبره رقم 1، وجمهور أيوب يعتبره رقم 1، وجمهور عوالم خفية يعتبره رقم 1، هذه أذواق الناس، وبعض من أعجبهم أيوب أعجبهم كلبش2، وبعض من أعجبهم أيوب أعجبهم فى نفس المستوى أوجينى، أو رسايل، أو مليكة، أو غيرها من الأعمال الدرامية.
 
المشاهد الواحد قد يختار عملين أو أكثر فى المرتبة الأولى، ومن ثم لا يمكن لنجم واحد أن يعتبر نفسه رقم 1 دون غيره من النجوم، ولا يمكن أن يستسلم صناع الفن فى مصر لهذه المقاييس الكمية فى التصنيف، للدرجة التى يصنف فيها البعض قوته بعدد دقائق الإعلانات على المسلسل، ناسيا أن بعض المحطات أقوى من الأخرى فى جلب الإعلانات، وناسيا أيضا دور خريطة البث داخل كل محطة فى استقطاب عدد أكبر من المعلنين على برامج ومسلسلات متنوعة ومتتابعة على هذه الخريطة، أى أن سيادة النجم الأوحد لا علاقة له هنا بالإعلانات أو بعددها، وأن الشطارة ليست شطارة سيادته، ولكنها شطارة المحطة.
 
النجوم الذين يرددون هذا السفه العام يضرون أنفسهم أولا، ويضرون الحركة الفنية، ويضرون صناعة الدراما، والعلاج أن يترك هذا التنافس التجارى للمحطات، ولا يدخل النجوم إلى هذه الحلبة لأنهم يتسببون فى تدنى قيمة الفن والفنانين، ويمشون عكس اتجاه الطبيعة الإنسانية، إذ لا يوجد رقم 1 منفردا أبدا، توجد أذواق، وتوجد أعمال متنوعة تتقاسم القمة دائما.
 
أى واحد يقولك إنه رقم 1 بعد كده.. هتقوله
 
أولا.. أنت كذاب.. مفيش واحد لوحده حصل على كل المشاهدة..
 
ثانيا.. أنت مش فنان.. أنت تاجر.. وتاجر بلدى كمان بتقيس بالكيلو..
 
بس كده.. شكرا..
 
مليكة
 
رسايل-21-5
 
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة