اتهم وزير الداخلية اليمينى المتطرف فى إيطاليا ماتيو سالفينى، اليوم الأربعاء، فرنسا بعدم الوفاء بالتزاماتها المتعلقة باستقبال مهاجرين وحضها على إبداء "السخاء" واستقبال المزيد منهم.
وفى كلمة امام مجلس الشيوخ قال سالفينى إن فرنسا لم تستقبل سوى 640 من أكثر من 9 آلاف مهاجر وعدتهم بأن تأخذهم من ايطاليا. وطالب فرنسا بالانتقال من "الأقوال إلى الأفعال وابداء دليل على السخاء" باستقبالها المزيد من المهاجرين، وتعرضت ايطاليا لانتقادات حادة بعد رفضها استقبال السفينة أكواريوس التى انقذت 629 مهاجر.
وندد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الثلاثاء بالموقف "المعيب وغير المسؤول" للحكومة الايطالية، فيما قال المتحدث باسم حزبه "الجمهورية الى الامام" جابريال اتال ان موقف ايطاليا بشأن اكواريوس "يبعث على الغثيان".
وأضاف سالفينى "إن تاريخنا المشترك من التضامن والانسانية والعمل التطوعى لا يستحق انتقاده من جانب اعضاء الحكومة الفرنسية"، وقال أنه يأمل فى ان تقدم فرنسا "اعتذارا رسميا فى اقرب وقت".
ولفت سالفينى الى أن فرنسا اعادت الى ايطاليا 10249 مهاجرا، بعد ان عبروا الحدود، بين مطلع العام وأواخر مايو.
جاءت كلمة الوزير الايطالى زعيم حزب الرابطة امام مجلس الشيوخ بعد وقت قصير على استدعاء السفير الفرنسى لدى روما كريستيان ماسيه الى وزارة الخارجية الايطالية فى اعقاب الخلاف بين الدولتين بشأن السفينة اكواريوس.
وعلق المهاجرون البالغ عددهم 629 وانقذتهم أكواريوس، على متن السفينة المكتظة التى تديرها منظمة "اس.او.اس المتوسط" الفرنسية غير الحكومية، لاكثر من 30 ساعة فيما رفضت ايطاليا ومالطا استقبالهم، وقررت إسبانيا فى نهاية المطاف استقبالهم فى مرفأ فالنسيا.
كما وصف نائب رئيس الوزراء الإيطالى وزير الداخلية، ماتيو سالفينى قرار إغلاق موانئ بلاده أمام سفينة إنقاذ المهاجرين (أكواريوس) التابعة لمنظمة غير حكومية بأنه إنجاز كبير لكل الإيطاليين.
وقال سالفينى - فى مقابلة مع صحيفة (كورييرى ديلا سيرا) الإيطالية اليوم الأربعاء : "أيقظنا أوروبا بشأن عبء الهجرة"، مشيرا إلى أنه تحدث عبر الهاتف مع وزير الداخلية الألمانى هورست زيهوفر بشأن هذه القضية.
وأضاف " أستطيع أن أقول أن محورا إيطاليا ألمانيا ينشأ استنادا إلى شعار أساسى : الدفاع عن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وهذا يعنى الدفاع عن البحر المتوسط، وبالتالى الدفاع عن الإيطاليين".
وكشف سالفينى، الذى قاد حملة انتخابية تركزت على موضوع المهاجرين تحت شعار "الإيطاليون أولا"، عن قرار وزارى سيدخل حيز التنفيذ فى شهر يوليو المقبل لتقليص الإنفاق الحكومى على طالبى اللجوء.
وقال بهذا الشأن : "المسألة ليست عداء، فعلى كل طالب لجوء نحن ندفع 35 يورو يوميا فى مختلف البنود، بينما تنفق ألمانيا 26 يورو، النمسا 23 يورو، بولندا 20 يورو وفرنسا 25 يورو. هذا يعنى أنه من الممكن خفض التكاليف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة