فى نهاية خطابه يوم الثلاثاء 8 مايو الماضى، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووى مع إيران، لكن أخطر ما فى ذلك أنه أعاد العقوبات التى كانت مفروضة على إيران وتشمل تلك العقوبات كل الشركات المتعاملة مع إيران، وهو أحد أسباب قرار أغلب الشركات الأوروبية الإنسحاب من السوق الإيرانية، فهل يمكن للصين وروسيا أن تحلان محل تلك الشركات الأمريكية والأوروبية؟!.
إيران وتوتال
فى نهاية مايو الماضى، أمهل وزير النفط الإيرانى، بيجان نمدار زنجنة، مجموعة توتال الفرنسية شهرين للحصول من واشنطن على إعفاء من العقوبات الأمريكية، وإلا فإن المجموعة ستخسر حصتها فى مشروع ضخم لتطوير حقل فارس الجنوبى للغاز.
صورة ما بعد توقيع الصفقة العام الماضى
وكالة أنباء وزارة النفط "شانا"، المخولة بنشر بيانات الوزارة ذات الصلة نوهت إلى أن زنجنة قال نصا: "أمام توتال مهلة 60 يوما للتفاوض مع الحكومة الأمريكية، ويمكن للحكومة الفرنسية أيضا أن تجرى مفاوضات مع الحكومة الأمريكية خلال مهلة الستين يوما هذه للوصول الى إبقاء توتال فى إيران".
إيران نوهت إلى أن توتال إذا انسحبت كما أعلنت بشكل مبدئى فإن نصيبها من الصفقة، ذلك الذى يزيد عن النصف، قد يذهب إلى الصينيين وتحديدا شركة "سى إن بى سى" تلك التى تستحوذ أصلا على ما قرابته 30% من الصفقة.
إمكانيات الصين
السؤال الدائر الآن فى الأوساط المتخصصة ذات الصلة فى كل من مؤسسة الرئاسة "سعد آباد" إيران والغرب، "هل تتمكن الصين من القيام بالمهمة؟ ولماذا لم تسند إيران إلى الشركة الصينية تطوير الحقل بالكامل منذ اليوم الأول لدخول خطة العمل الشاملة المشتركة "الاتفاق النووى" حيز التنفيذ؟".
علم شركة توتال فى حقل بارس الجنوبى
الإجابة عن السؤال بسيطة، ومفادها أن تكنولوجيا التطوير فى حقول الغاز لدى الصين أو روسيا لا يمكن مقارنتها بالتكنولوجيا الغربية المتفوقة جدا فى هذا الصدد، والدليل هو سيطرة الغرب بالكامل على هذه الصناعة منذ نحو قرن وحتى الآن.
ويؤكد مراقبون أن "أفضل ما يمكن لروسيا والصين أن تقدماه لإيران هو تكنولوجيا التنقيب عن النفط، وهى مقارنة بالتكنولوجيا الأمريكية الغربية متأخرة بأشواط"، ما يعنى أن الصين نعم لديها إمكانية مواصلة العمل فى تطوير الحقل لكن هذا التطوير لكن يكون بالمستوى نفسه الذى كانت تقوم به توتال ولو كان ذلك غير صحيح لذهبت عقود التطوير إلى الصينيين منذ البداية من دون الحاجة إلى الدخول فى مناكفات مع الأوروبيين.
حول صفقة حقل بارس
وفى يوليو من العام الماضى 2017 وقعت الجمهورية الإيرانية وشركة توتال الفرنسية عقدا بقيمة نحو 5 مليارات يورو لتطوير المرحلة الحادية عشرة من حقل بارس الغازى الجنوبى وهو أضخم حقل غاز فى العالم.
روحانى ومسؤول توتال
وبموجب الاتفاق، تقرر أن تستحوذ توتال على 50,1% من الكونسورتيوم الذى يتولى تطوير المرحلة 11 من حقل فارس الجنوبى، وتليها مجموعة "سى إن بى سى" الصينية بحصة 30% من الحقل، وشركة بتروفارس الإيرانية التابعة للحرس الثورى بنسبة 19,9% من الحقل.
وقتها أكد وزير النفط الإيرانى بيجان نمدار زنجنة، أن طهران تحتاج إلى استثمارات بقيمة 200 مليار دولار أخرى فى قطاعى النفط والغاز خلال السنوات الخمس المقبلة، كما أن الصعوبات التى تواجه المستثمرين الأجانب برزت خلال الاحترازات التى تبنتها "توتال" ومنذ تاريخه وحتى الآن لم تحصل إيران على أية استثمارات أخرى من شركائها فى الصين وروسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة