موهبة متكاملة الأركان، بملامح أنثوية يفوح الجمال الطبيعى من كل تفاصيلها، السندريلا سعاد حسنى التى أسرت قلوب الجمهور المصرى والوطن العربى بأدوارها المميزة، وخفة روحها فطابت ذكراها حتى بعد رحيلها، تحل اليوم ذكرى رحيلها، ذلك اليوم الذى استيقظ فيه محبوها على فاجعة لن تنسى تفاصيلها مهما مرت السنوات.
سعاد حسنى
ولأنها كانت مصدر البهجة، والشقاوة فى الوسط الفنى ولدى جمهورها ففى يوم كهذا لن نبكيها، ولكن سنتذكر أهم كواليس وقفت خلف أشهر أغانيها، حيث كانت تحرص السندريلا على التواجد فى كل مناسبة قومية بصوتها المميز، وأدائها الفريد، فمن أعياد الربيع بأغنية "الدنيا ربيع"، وانتصارات أكتوبر"، بأغنية دولا مين"، وحتى عند لحظات الوجع بصمت بنبرات صوتها على أغنية" بانو بانو".
وهى الكواليس التى كشفت عن أحد أهم أسباب تميز سعاد حسنى، حيث كانت تنتقى الكلمات بعناية، وتستشعر قوتها وصدق إحساسها قبل غنائها، فنستعرض سويًا أهم تلك الكواليس:
السندريلا
أعياد الربيع ماتنفعش من غير سعاد
لا تعرف لأعياد الربيع مذاق إلا بصوت السندريلا مجلجلًا "الدنيا ربيع والجو بديع.. قفلى على كل المواضيع"، فخفة روح وبقاء تلك الأغنية حتى الآن لم يأتِ من فراغ، بل لأنه كان عملًا نابعًا من القلب، ففى أحد التسجيلات القديمة للسندريلا حكت كواليس تلك الأغنية وما حدث قبلها، فقالت: "إنها أثناء ذهابها لتبديل ملابسها أثناء تصوير فيلم “أميرة حبي أنا”، صادفت في طريقها الملحن كمال الطويل، لتطلب منه بإلحاح تلحين الأغنية"، مضيفة "طقّت في دماغى أقول له يلحّن الأغنية، خصوصًا أنه كان مبتعدًا عن التلحين لمدة 8 سنوات، فسألنى أغنية إيه قلت له كذا، وهي من تأليف صلاح جاهين، والفيلم من إخراج حسن الإمام، موضوع جميل جدًا تعالى وإحنا هنحكي لك، ماكدّبش خبر وراح نازل وقعدنا حكينا له قصة الفيلم، وفوجئنا بموافقته وأخذ الكلمات معه إلى الإسكندرية لتلحينها".
وأكملت السندريلا: "قال كمال الطويل في المقابل أنا تحت أمركوا، أنا هشتغل فيها ولما تحبوا نقعد نحفظها كلمونى فى التليفون، وأنا أجيلكوا على طول، وفعلا أخدها، وبعد يومين رجع لينا تانى وقعد يلحنها"، وأوضحت في ختام التسجيل أن أغنية "الدنيا ربيع" تطلب تصويرها يوم واحد فقط.
سعاد حسنى
فى عيد الحب بندور على "يا واد يا تقيل" بصوتها
كلمات بسيطة وصادقة، لا ينساها الجمهور مهما مرت السنوات عليها، فهى أيقونة تبحث عنها كل فتاة فى فارس أحلامها لنموذج "الواد التقيل"، وعن الكواليس خلف تلك الأغنية يروى الفنان حسين فهمى فى أحد لقاءاته أنه تقابل مع كمال الطويل وحسن الإمام وسعاد حسنى فى منزل الشاعر الراحل صلاح جاهين، واستمع حينها للكلمات، ولحنها كمال الطويل على البيانو في نفس الوقت، وانتهى منها فى الواحدة صباحا.
كما استدعوا موسيقيًا ليكتب "نوتة" الأغنية لأن كمال الطويل لم يكن يكتب "النوتة"، ليكتشف فهمى ومن معه أن الموسيقي القادم هو أستاذ حسين فهمى الذى درس له في المدرسة وهو طفل، موضحا أن الأغنية انتهت تمامًا في السابعة صباحًا.
سعاد حسنى
انتصارات أكتوبر "جنودنا دولا عيون المصريين"
أثناء حرب أكتوبر تهافت الكثير من الفنانين على تقديم الأغانى الحماسية والتى خلدها التاريخ حتى يومنا هذا، وكانت السندريلا من أوائل الفنانين الذين أقبلوا على ذلك، حيث ذهبت عام1973 إلى الإذاعى وجدى الحكيم وأسمعته الكلمات التي كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم ولحنها الموسيقار كمال الطويل، فسألها وجدى الحكيم عن الشاعر كاتب كلمات الأغنية، وكان أحمد فؤاد نجم متخوفًا من رفض وجدى الحكيم لكلمات الأغنية، فدخل "نجم" وقال لوجدى الحكيم "أنا أرسلت سعاد حسني لأنني لو حضرت سوف ترفض الكلمات لأنك لا تحبني" فقال له وجدي الحكيم: "لا أنا بحب الجميع" وسجلت سعاد حسني الأغنية التي تعتبر من أنجح الأغانى المرتبطة بنصر أكتوبر وعبرت عن دور الجندى البسيط في تحقيق النصر.
سعاد حسنى
فى عيد الأم "صباح الخير يا مولاتى"
ليست مجرد أغنية نسجت كلماتها إعزازا وفخرًا بدور الأم، ولكنها ملحمة صادقة من الابن المقرب لأمه "صلاح جاهين"، جلس"صلاح جاهين"، فى الثامنة مساءً يكتب أحد أعماله فجاءت زوجته منى قطان لتخبره بأن "سعاد على التليفون"، فأسرع ليجيبها، فقالت سعاد بصوتها المميز: ممدوح الليثى طلب مني أغنية ينتجها التليفزيون المصري بمناسبة عيد الأم، وأنا صممت أنك تكتبها"، لم يتردد "جاهين" للحظة ولكنه طلب أن يلحنها رفيق دربه الموسيقار كمال الطويل.
لم تأخذ الأغنية منه سوى أيام، بسبب تحمس جاهين لها لارتباطه الشديد بأمه، وبسعاد حسنى أيضًا حيث كان لها بمنزلة أب روحي وفنى، نتاج علاقة صداقة وعمل استمرت ١٤ عامًا منذ أن تقابلا في أحد مستشفيات العاصمة الروسية موسكو، بصحبة المخرج العالمي يوسف شاهين.
سعاد حسنى
لو خانك مفيش غير"بانو بانو"
"خلاص بقى مهما اتشال واتحط مفيش دمعة حزن عشانه"، كلمات لا تجد مثيل لها فى الصدق، والتعبير المناسب عند التعرض لخيانة وغدر أحدهم بالرغم من إظهاره عكس ذلك، "بانو بانو" الأغنية الشهيرة التى قدمتها سعاد حسنى فى فيلم شفيقة ومتولى، والتى يقف خلف بقائها حتى الآن تجربة شخصية للسندريلا عند تسجيلها، فكما ذكر المقربون لها أن قبل تسجيلها بساعات اكتشفت سعاد خيانة زوجها "على بدرخان" لها، وأنه على علاقة بأخرى، فكانت تبكى أثناء تسجيلها للأغنية، وخرجت بذلك الأداء الصادق، وهو ما جعلها تعبر عن كل مجروح بصدق أدائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة