إيران وأمريكا و "اللقاء المستحيل"..دوائر سياسية أمريكية لا تستبعد عقد قمة بين ترامب وخامنئى.. وإشارة واضحة من بومبيو إلى طهران.. وخبراء: المرشد الأعلى لا يغادر طهران وفقا لتعاليم الخمينى

الجمعة، 22 يونيو 2018 03:01 ص
إيران وأمريكا و "اللقاء المستحيل"..دوائر سياسية أمريكية لا تستبعد عقد قمة بين ترامب وخامنئى.. وإشارة واضحة من بومبيو إلى طهران.. وخبراء: المرشد الأعلى لا يغادر طهران وفقا لتعاليم الخمينى ترامب وخامنئى
كتب: محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يعد هناك مستحيلا بعد مشهد القمة الأمريكية ـ الكورية الشمالية، تلك التى انعقدت فى الثانى عشر من الشهر الراهن، فى سنغافورة بين دونالد ترامب وكيم جونج أون، وعليه تدرس الدوائر السياسية الأمريكية ومراكز صنع القرار إمكانية حسم الجدل فى النزاع المحتدم بين واشنطن وطهران من خلال لقاء على أعلى مستوى فى الجمهورية الإسلامية.

اقتراح لاجتماع مع خامنئى

فمن جانبه تساءل البروفيسور الأمريكى ديفيد بولوك، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة هارفارد، وزميل أقدم لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، عن ما إذا كان يجدر بنا اقتراح عقد اجتماع مماثل مع المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى؟ معتقدا أن هذا العرض ليس بعيداً عن الواقع كما يبدو، ويمكنه أن يمارس ضغطاً مفيداً على النظام الإيرانى، خاصة فى أعقاب قمة الرئيس ترامب مع كيم جونج أون الثلاثاء قبل الماضى.

 

 

 

 

ودلل بولوك على توجهه بخطاب وزير الخارجية الأمريكى "مايك بومبيو" الذى ألقاه فى نهار ٢١ مايو الماضى حول سياسة إدارة ترامب تجاه إيران ووقتها أيد الوزير صراحة هذه الحالة المشابهة مع كوريا الشمالية، قائلاً: "إذا كان أى شخص، ولاسيّما قادة إيران، يشكّ فى مصداقية الرئيس الأمريكى أو رؤيته، فلينظر إلى دبلوماسيتنا مع كوريا الشمالية".

 

ونوه بولوك فى ورقة سياسات نشرها من خلال الموقع الإلكترونى لمعهد واشنطن تحت عنوان " فى حال انعقاد قمة بين الرئيس ترامب والقيادة الإيرانية، ماذا عن اجتماع مع آية الله؟!" إلى ما كتبه السفير الأمريكى السابق زلماى خليل زاد فى صحيفة "واشنطن بوست" الأسبوع الماضى عن رغبة الإدارة الأمريكية فى "إشراك إيران فى مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يؤدى إلى تطبيع العلاقات".

رد فعل خامنئى المتوقع

يتوقع الباحثون والخبراء فى الشؤون الإيرانية وصناع القرار فى واشنطن رفضا من جانب خامنئى لو عرضت إدارة ترامب الأمر رسميا على إيران، حتى بعد الإيماءات التى أصدرها بومبيو، ومرد ذلك أن خامنئى رجل لا يغادر طهران أبدا.

 

 

وبالرغم من أنه كان يغادر طهران وقت أن كان رئيسا بين عامى 1981 ـ 1989 إلا أن منصبه كمرشد من وجهة نظرية ولاية الفقيه تجعله أعلى وأقدس من أن يغادر بلاده ويذهب لملاقاة سياسى آخر فى أى مكان حول العالم، مهما بلغت الحاجة إلى ذلك.

 

مع ذلك فإن الأكيد أن المواقف الداخلية فى طهران تكاد تكون منقسمة حول الدعوة الأمريكية الضمنية، فقبل انعقاد القمة الأمريكية ـ الكورية الشمالية حذّر النظام الإيرانى من أن ترامب ليس أهلاً للثقة، بناء على انسحاباته من كل من الاتفاق النووى الإيرانى وإعلان مجموعة الدول السبع لهذا العام.

 

قمة الضرورة

فى السياق نفسه نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن سياسى إيرانى أنه يعتقد على نحو بالغ أن قمة سنغافورة تمثل سابقة إيجابية، على العكس تماما مما روج له الإعلام الإيرانى الرسمى التابع لمكتب المرشد على خامنئى، مضيفا ما نصه: "لإنقاذنا من هذا الوضع السيئ، على قادتنا أن يجلسوا مع ترامب وأن يحلوا الخلافات القديمة بين بلدينا".

 

 

ويرى قطاع كبير من التكنوقراط والبراجماتيون فى إيران أن لقاء محتملا بين خامنئى وترامب هو من قبيل الضرورة لتخليص طهران من حالة العزلة ورفع العقوبات التى كبدت قطاعات الاقتصاد الخمسة أضرارا فادحة، ورفعت من مستويات الفقر والبطالة وأدت فى النهاية إلى تراجع السلع الإيرانية التاريخية مثل الفستق والسجاد.

ويجزم بولوك فى ورقته بأن خامنئى سيرفض عرض لقاء ترامب؛ لأن إيديولوجيته مبنية على مقاومة "الغطرسة العالمية الأمريكية"، لكن احتمال مثل هذا الرفض هو سبب إضافى  يجب أن يدفع الولايات المتحدة إلى تقديم مثل هذا العرض، لأنه سيُظهر للشعب الإيرانى والعالم بأسره من هو صانع السلام الحقيقى، ومن الذى يرفض الأيادى الممدودة بالسلام.

 

مطالبات بالحوار مع واشنطن

وقبل أيام طالب نحو 100 سياسى إيران من بينهم أحمد منتظرى، ونجل المعارض البارز مهدى كروبى، وعيسى سحر خيز، وعلا محسين كرباسشى، وحسين كروبى وعبد العلى بازرغان، وجميله كديور، ورضا عليخانى، وصديقه وسمقى، وعلى كشتغر، بالحوار المباشر مع واشنطن لتحقيق المصالح الوطنية.

 

 

 

وطالب البيان السلطات الإيرانية بـ"التحلى بالشجاعة والإعلان عن استعدادها للتفاوض دون أية شروط مع الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف اتخاذ خطوة فى اتجاه تسوية المشاكل والخلافات"، بحسب ما نقله موقع دويتش فيلله الألمانى الرسمى.

 

وقال الموقعون على البيان إن ما دفعهم لتوجيه هذا الطلب هو الترحيب العالمى الذى حظى به اللقاء بين زعيمى الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وكذلك "انعدام الأمن والخطر الذى تعيش فيه المنطقة فضلاً عن المخاطر التى تهدد النظام الاقتصادى والاجتماعى والحياة فى إيران".

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة