ريمون ميشيل يكتب : تأهيل الأباء قبل تربية الأبناء

الجمعة، 22 يونيو 2018 02:00 م
ريمون ميشيل يكتب : تأهيل الأباء قبل تربية الأبناء تربية لأب يعلم أبنه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكثير من الأباء الأن يَتَبِعون أساليب خاطئه فى تربية أبنائهم، وما قد نغفل عنه ولا نُعطيه الأهمية الكافيه إنه يجب علينا تأهيل وإعداد الأباء أولاً قبل أن نتحدث عن تربية الأبناء، لأن معظم سلوك الطفل غير السوى يرجع فى الغالب إلي أخطاء تربويه من الأبوين كان يجب علينا أن نراعيها أولاً قبل أن نشكو من أبنائنا.
 
ابنك هو نتاج ثمره للأسرة التى نشأ بها ، فالأباء الصالحين لابد وأن يَخلفهُم أبناء صالحين ايضاً ، فالطفل يكتسب سلوكه وتصرفاته ممن حوله عن طريق المشاهده والتقليد ، فأول الدروس التى نزرعها بداخل الطفل هى سلوكنا الشخصي فإن كان طبع أحد الأبوين يتسم بالعصبية أو العنف فغالباً ما يظن الطفل بأنه يجب عليه أن يصبح كذلك.  يحتاج الطفل إلي القدوة الصالحه لكي يصبح صالحاً فقبل أن تمنعه من ارتكاب سلوك معين لا تقوم بفعله أنت.
 
لا تصرخ في وجه طفلك فهو لا يصغي إليك بالعنف لأنك بذلك تُشعره بأنك عدو له ، فالمعلم والمُربي الناجح يجب أن يتسم بالحكمة فيخبرنا الحكيم قائلاً إن كلمات الحكماء تُسمع فى هدوء أكثر من صراخ المتسلط بين الجُهال.  إشرح وجهة نظرك للطفل بهدوء، وتذكر أن هدوءك الداخلى هو مصنع كلام الحكمه والقرارات السليمه ومن الحكمه أيضاً أن تبقي هادئاً حين تدفعك أعصابك الثائرة إلي التلفظ بما لا يجب أن يقال، وحاول قدر الإمكان أن لا تربط بين خلافاتك الشخصيه ومشاكلك النفسيه بتربية أبناءك فهناك دراسات قد أثبتت أن العنف المُتبع فى التربيه غالباً ما يكون نتيجة كبت يحمله أحد الأبوين ولا علاقة للطفل به.
 
لن تحصل على نتيجه جيده بدون صبر، فالتربية السليمة تحتاج إلي الكثير من سعة الصدر والتأنى على الأبناء حتى يستقيم سلوكهم ، وإن لم تجد نتيجه فوريه فلا تيأس إنه أمر طبيعي وشائع بين الأطفال فقط استمر فى توجيه وإرشاد طفلك. قد يستمر توجيهك لعدة أسابيع قبل أن يبدأ الطفل تدريجياً بالتحسن ، فالطفل يتعلم السلوكيات بالتكرار والاستمرار ، وكلما فعل سلوك جيد وقمت بمدحه وتشجيعه كلما أصبح ذلك السلوك عاده متأصلة بداخله فما نستمع إليه كثيراً لفترة من الزمن ولعدة مرات غالباً ما سيصبح تلقائياً من معتقداتنا الشخصيه. فلا تظن إن عدم إنصات الطفل لك هو فشل فى التربيه ولكن يستجيب الطفل بتكرار التوجيه والنصيحة فى فتره تتراوح ما بين ثلاثة إلي اربعة أسابيع.
 
ابتعد عن الكلمات السلبيه وإهانة الطفل فالهدف الرئيسي هو تقويم سلوك طفلك وليس عقابه هو الهدف، فعاقب السلوك ولكن لا تحطم شخصية الطفل وثقته بنفسه ، فالبعض يقوم باستخدام عبارات سلبيه يطعن بها نفس الطفل مثل أنا لا أحبك أو أنت ولد غبي ، وربما قد يتطاول البعض على الطفل بالضرب. مثل تلك الأمور الخاطئة فى التربيه تزيد الوضع سوءً ، وإن رأيت نتيجة لأى من تلك الأساليب الخاطئة عليك أن تدرك إنها نتيجة مؤقتة فقط لضعف قدرات طفلك وقلة حيلته وخوفه منك ، وقد يستمر ذلك لفترة قصيرة وسرعان ما يبدأ الطفل فى التمرد والعناد والعدوان وربما لن ينصلح الوضع أبداً. طريقة عقابك الصحيحة هى أن تعاتبه وتُشعره بالذنب عن طريق المناقشه وتوضيح الخطأ ووضع طريقه مناسبة للعقاب، على أن يكون عقابه على حجم الخطأ فلا تبالغ فى عقابك ولا تتهاون أيضاً به.
 
وفى النهاية تذكر جيداً أن الجهد المبذول فى التربيه غالباً ما يُكلل بالعظمة والتميز، فاجتهدوا فى تربية أبنائكم تربية صحيحة حتى نستطيع أن نحصُد ثماراً صالحه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة