بجانب المعاناة التي تواجهها الأمهات خاصة في بداية فترة أمومتهن ، هناك من تتضاعف معاناتهن وهن الأمهات المصابة بوسواس الأمومة القهري الذي يجعلها دائما في حالة قلق وترقب وعدم استقرار بسبب حساسيتها المفرطة تجاه كل ما يخص طفلها مثل نظافته وأسلوب تربيته وحتى مجرد لمسه.
وعن هذا النوع من الوسواس القهري عرفه الدكتور محمد هاني استشاري الأمراض النفسية بأنه رغبة الأم في أن يكون كل ما يخص ابنها دقيق وغير قابل للخطأ مثل طريقة نظافته وأسلوب الآخرين في التعامل معه فلا تسمح لأحد بحمله أو توجيهه أو الخروج عن ما النظام الذي وضعته هي، مؤكداً أن هذا الوسواس يكون موجودا عند الأم في الأساس قبل زواجها ولكن تجاه أمور معينة إلا أنه يتطور بعد الإنجاب وخاصة مع الطفل الأول.
وشرح الدكتور هاني أعراض الوسواس القهري للأم بأن تمنع الأم أي شخص من الاقتراب من ابنها أو التغيير في نظامه الغذائي أو لمسه أو حمله وغيرها من المخاوف مثل أن تنهار بجانبه في حالة بكائه أو مرضه ولا تستطيع من السيطرة على نفسها أو التصرف الإيجابي، مؤكدا أن أغلب الناس لديهم الفوبيا ولكن بدرجات متفاوتة ممكن أن تصل إلى أضطرابات نفسية تحتاج لعلاج
وتابع هاني أن للوسواس تأثير على الطفل لا يظهر خلال السنة الأولى من عمره إلا أنه بمجرد يحدث له تكوين عقلي وفكري وسلوكي سيبدأ يشهر بسيطرة والدته فيبدأ يظهر منه رد فعل متضرر إما بالنفور أو بالخضوع الذي سؤثر على شخصيته فيما بعد ، فعندما يكبر ستضعق قيود أمه ومخاوفها شخصيته وستؤثر على قدرته على اتخاذ القرارات فيصبح اما انطوائي أو عديم الشخصية أو غير متحمل للمسئولية وغيرها من الأمراض وفقا لشخصية كل طفل.
وطالب الدكتور هاني كل أم أن تقف بجانب ابنتها بعد انجابها وخاصة الطفل الأول لتعطيها من خبراتها وتعلمها كيفية التعامل مع الأمور والمشاكل المختلفة فلا تعاني الابنة من المخاوف المرضية التي يمكن أن تتطور بشكل يؤذي طفلها، مؤكدا أن الأم في بعض الحالات تكون بحاجة للتدخل العلاجي للسيطة على وسواسها
أما عن دور الزوج فطالبه الدكتور هاني بضرورة مشاركة الزوجة في مسئولياتها والتواجد الدائم للقيام بفلترة الآثار السلبية التي يسببها وسواس الأم ولإشعارها بأنها ليست وحدها وأنه بجانبها ليشاركها كل مخاوفها ومسئولياتها مما يخفف عنها احساسها بالقلق الدائم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة