كل مخططات مدينة العلمين الجديدة تكشف عن ميلاد مدينة ساحلية عالمية بكل المقاييس، وكل من يزور الساحل الشمالى حاليا ويمر على أعمال الإنشاءات يلمس مدى الجدية فى التنفيذ، وأملنا أن يكون لمصر مدينة تنافس مدن البحر المتوسط صيفا وشتاء، فالساحل الجنوبى للمتوسط يستحق أن ينافس مدن الشمال فى فرنسا وإيطاليا وإسبانيا لامتيازه بالجو الدافئ، ونقاء مياه البحر، والأسعار المنخفضة فى بلادنا، وقرب المسافة بالطيران من أى مدينة أوروبية.
العلمين الجديدة حلم سياحى وعمرانى جديد بكل المقاييس، غير أننى أطمع فى أن تلتفت إدارة هذه المدينة لمجموعة من الملاحظات حتى نتفادى «لا قدر الله» إفساد كعكة كبيرة بقليل من الملح بلا داعى، وأول هذه الملاحظات هو طريق الساحل الشمالى، فالطريق فى حاجة إلى إعادة تطوير شامل، ليس فقط فى الوصلة الرابطة بين طريق وادى النطرون والعلمين الجديدة، ولكن فى كل طريق الساحل بالكامل، من سيدى كرير بعد عبور حدود الإسكندرية إلى مرسى مطروح، الطريق يساعد السائحين ورواد العلمين الجديدة على التنقل بسهولة بين كل الوجهات السياحية بطول الساحل، دون خوف من المستوى المتراجع للطريق الحالى.
الطريق الساحلى يحتاج لأن نحوله إلى نفس المستوى الدولى الذى انتهى إليه طريق مصر الإسكندرية الصحراوى بحاراته المتعددة وإضاءاته وتحويلاته الآمنة، أما الوضع الحالى للطريق فإنه «لا يسر عدو ولا حبيب»، ولا يساعد بأى حال على الانتقال الآمن بين القرى السياحية أو بين الوجهات المتعددة المراد تطويرها.
ولا ينبغى أيضا أن ننسى أن تسويق مطار العلمين يعد إحدى أهم الخطوات التى ينبغى أن نلتفت إليها سريعا لترويج حركة الطيران وتسهيلها بين المدن الأوروبية وبين قلب الساحل مباشرة، أعرف أن مطار العلمين يعمل تحت قيادة جادة ومشهود لها بالكفاءة، ولكننى أظن أننا فى حاجة إلى دعم المطار تسويقيا على نحو يجعله وجهة أساسية على خريطة المتوسط.
أضف إلى ذلك أننا لا ينبغى أن نفكر فى الساحل على أنه وجهة صيفية فقط، فأغلب المدن «الباردة» فى أوروبا تسوق لأنشطة صيفية مميزة مثل مهرجان كان فى فرنسا، أو المؤتمرات الكبرى وسباقات اليخوت ومهرجانات الصيد فى كثير من مدن أوروبا، علينا ألا ننغلق على أشهر الصيف وحدها، فشتاء الساحل المصرى هو أروع كثيرا فى الترويج والتسويق والأنشطة التى يمكن أن تستقطب ملايين السائحين نحو هذا الساحل الدافئ فى جنوب المتوسط.
تبقى الأنشطة الأخرى المساندة للبحر والسباحة والسياحة الشاطئية، البحر وحده لا يكفى، ومن المهم حتما التوسع فى استثمارات التسوق والترفيه النهارية والليلية حتى لا يشعر السائح أنه فى عزلة داخل الفندق أو فى حدود الشاطئ الرملى دون أى نشاط ترفيهى مصاحب.
لسنا أقل من برشلونة وإيبيزا وماربيلا ونيس وموناكو، الإمكانيات لدينا من هبة الطبيعة والطقس عظيمة ولا تقارن بهذه المدن أصلاً، يبقى ما يستطيع الإنسان أن يضيفه لهبات الطبيعة.
العلمين خطوة نحو حلم أتمنى أن ينمو ويكبر ويتألق لمصلحة بلادنا.
مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة