يستخدم الرئيس الفلبينى رودريجو دوتيرتى – المتهم باستخدام العنف وانتهاك حقوق الإنسان فى حملته لمكافحة المخدرات ببلاده - لغة فجة فى تصريحاته وبياناته دون أى حسابات لكون حديثه يبث للرأى العام المحلى والعالمى، والحدة التى امتازه بها الرئيس الفلبينى لم تقتصر على طباعه وقراراته القاسية التى نتج عنها قتل آلاف الشباب الفلبينيين خلال الحملة الموسعة للشرطة لمكافحة المخدرات والتى يشبوها فساد لبعض أفراد الشرطة وتورطهم لابتزاز البعض وقتلهم دون ذنب، بل كانت الحدة ذاتها فى تصريحاته الإعلامية.
ولم تقتصر حدة الرئيس الفلبينى، على الكلام الجاف فقط، وإنما وصل الأمر إلى توجيه السب والشتائم لنظرائه من رؤساء الدول الآخرى دون الالتفات إلى المعايير التى تفرضها الدبلوماسية فى لغة الحوار بين الزعماء، إضافة إلى ذلك استخدام "دوتيرتى"، الكثير من الايحاءات الجنسية فى تصريحات سابقه له، عبر فى بعضها عن رغبته فى ممارسة الجنس مع راهبة، كما أجبر عاملة فلبينية على تقبيله على الهواء مباشرة وأمام حشد من المواطنين والمسئولين، ولم تنته تجاوزات الرئيس الفلبينى عند هذا الحد، لكنه وصل به الأمر إلى التطاول على الذات الإلهية.
الرئيس الفلبينى: الرب "سخيف" لأنه فكر فى حادثة إخراج آدم من الجنة
وأحدث جلبة وقعت إثر تصريحات الرئيس الفلبينى رودريجو دوتيرتى، تلك التى أثارت غضبًا فى بلاده ذات الأغلبية الكاثوليكية، بعدما وصف الرب بأنه "سخيف"، حيث انتقد، فى خطاب بثه التلفزيون، قصة آدم وحواء وخروجهما من الجنة كما يرويها الإنجيل، وعقيدة الخطيئة الأولى فى الديانة المسيحية، فيما نددت الكنيسة وعدد من المواطنين بتصريحات دوتيرتى، ولكن مكتب الرئيس قال إنه "عبر عن رأيه الخاص"، وذلك حسب ما نشرته شبكة "بى بى سى" الإخبارية.
وجاءت تصريحات "دوتيرتى" الأخيرة – المعروف بتصريحاته المثيرة وهجومه اللاذع على خصومه - فى خطاب ألقاه بمدينة دافاو، التى كان عمدة لها، قبل أن يصبح رئيسًا للبلاد، وتساءل دوتيرتى، "من هو هذا الرب السخيف؟"، منتقدًا قصة خلق آدم وحواء وخروجهما من الجنة وأكلهما من الشجرة، كما يرويها الإنجيل.
وقال الرئيس الفلبينى، "تخلق شيئًا كاملًا، ثم تفكر فى حادثة تسعى لتدمير ما خلقته"، وانتقد "دوتيرتى"، عقيدة الخطيئة الأولى، التى تعنى أن جميع البشر مدنسون بخطيئة آدم وحواء، قائلا "لم تكن ولدت وقتها، ولكنك اليوم مدنس بالخطيئة الأولى، ما هذا الدين؟ لا أقبل هذا؟"، وتجدر الإشارة فى هذه المناسبة، إلى أن الرئيس الفلبينى، انتقد، البابا، مستعملا لغة فجة، وأدلى بسلسلة من التصريحات وصفت عبر العالم بأنها عدائية.
انتقادات حادة توجه للرئيس الفلبينى بعد تطاوله على الذات الإلهية
ومن جانبه، رد الأسقف أرتورو باستيس، على الرئيس الفلبينى، واصفًا إياه بأنه "رجل مجنون"، وحض الناس بأن يدعوا الله بأن يغفر له ما جاء على لسانه من تجديف، وأن يخلصه من نزعته الديكتاتورية، بدوره، دافع المتحدث باسم الرئاسة الفلبينية هارى روك، عن دوتيرتى، وقال إنه عبر عن قناعاته الشخصية، وفسر انفعاله بأنه تعرض وهو طفل إلى اعتداء من قبل قس فى مدرسة كاثوليكية، وقد حدث هذا الصخب بعدما أثارت تصريحات "دوتيرتى"، ردود فعل وجدلًا على الإنترنت، خاصة وأن "دوتيرتى"، يعرف بانتقاده الصريح للكنيسة الكاثوليكية، بينما بلاده 90% من سكانها مسيحيون، وأغلبهم كاثوليك.
"دوتيرتى" يتطاول على "أوباما" والاتحاد الأوروبى
ويعتبر منتقدو "دوتيرتى"، تصريحاته واللغة التى يستعملها تجاوزًا لحدود ما يرونه مقبولا، خاصة وأنه سبق وصرح بأنه سيكون سعيدًا بقتل الملايين من مدمنى المخدرات، ورد على الانتقادات الدولية لسياسته، بأن وصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما، خلال فترته الرئاسية بـ"ابن العاهرة"، كما وصف الاتحاد الأوروبى، بأنه "تجمع منافقين"، ونتج عن هذا التطاول قطع للعلاقات بين البلدين، وإلغاء لقاء كان مقررًا بين باراك أوباما، ورودريجو دوتيرتى.
وفى موقف غريب آخر، تحدث الرئيس الفلبينى، فى أبريل 2016، فى تجمع خلال الحملة الانتخابية، عن اغتصاب ومقتل راهبة أسترالية عام 1989 فى دافاو، عندما كان عمدة للمدينة، قائلا "غضبت لأنها اغتصبت، ولكنها كانت رائعة الجمال، وكان لابد من إعطاء الألوية للعمدة، يا للخسارة"، إلا أن مكتب الرئيس اعتذر لاحقًا عن تصريحاته.
وفى مطلع العام الجارى، أوصى دوتيرتى، الجنود الفلبينيين بأن يطلقوا النار على فروج المتمردات الشيوعيات، كما تصدر منذ أسابيع عناوين الصحف بعدما دفع عاملة فلبينية إلى تقبيله على الملأ، هذا وتقلد دوتيرتى، رئاسة بلاده، فى يوليو 2016 بعد حملة انتخابية وعد فيها بشن حرب على الجريمة والفساد، وقد تعرض لانتقادات بسبب عملية القتل دون محاكمة التى استهدفت تجار المخدرات والمدمنين، وقد فتحت محكمة الجنايات الدولية مطلع هذا العام تحقيقا أوليًا فى الجرائم التى ارتكبت خلال عمليات ملاحقة تجار المخدارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة