رغم مرور 5 سنوات على ذكرى ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان فى مصر وأسقطت حكم المرشد، إلا أن الجماعة فى تونس لم تتعلم الدرس ويبدو أنها تسير بخطى ثابتة على نهج "إخوان مصر" وكأنهم يمهدون لثورة ضدهم، حيث أعلن عماد الخميرى، المتحدث الرسمى باسم حركة النهضة - إخوان تونس"، أن الحركة ستدفع براشد الغنوشى فى انتخابات الرئاسة المقبلة لتونس، والمقرر إجراؤها فى نوفمبر 2019.
فيما توقع الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق لجماعة الإخوان، الفشل لحركة النهضة، مؤكدا أنهم – أى إخوان تونس - يسيرون على نفس سيناريو نهج الإخوان فى مصر.
وأكد الناطق الرسمى باسم المتحدث النهضة، أن رئيس الحركة راشد الغنوشى معنى بالانتخابات الرئاسية المقبلة وهومرشّح الحركة الرئيسى.
وأضاف الخميرى، خلال تصريحات لوسائل إعلام تونسية، أنّ حركة النهضة إذا قدّرت أن يكون مرشحها للانتخابات الرئاسية من داخل الحزب، فسيكون راشد الغنوشى هو المرشح الرئيسى''، وفق قوله.
وبرر تراجع الجماعة عن اعتزام راشد الغنوشى الانتخابات الرئاسية رغم إعلان الأخير عام 2011، أنه لن يترشح إطلاقا لأى منصب فى الدولة التونسية قائلاً ''راشد الغنوشى، عندما صرح سنة 2011 إثر عودته من لندن بأنه لن يترشح لأى منصب فى الدولة، فإنّ موقفه كان مبنيًا على ظروف البلاد فى تلك الفترة''، لافتًا إلى أن "تغير الموقف جاء نتيجة لتغير ظروف البلاد'' - على حد قوله.
نائب المرشد السابق يتوقع الفشل لإخوان تونس
بدوره وصف الدكتور محمد حبيب نائب مرشد جماعة الإخوان السابق، اعتزام جماعة الإخوان فى تونس الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية فى تونس بأنه يكررون نفس سيناريو إخوان مصر، مضيفًا: "الوضع فى تونس يختلف عن الوضع فى مصر، وكل بلد له سياسته، وما يجوز لبلد أو فى مكان لا يجوز لمكان آخر، ويبقى السؤال هل الإخوان فى تونس سيلتزمون بالديمقراطية فهذه هى أصل القضية؟.
وتابع "حبيب"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "ليست المسألة فى وصول الإخوان للسلطة، ولكن هل الجماعة راجعت أفكارها وهل لديهم استعداد للارتقاء بالمجتمع أم أن هدفهم الوصول للحكم كسبيل لفرض مبادئهم على الشعب التونسى" متسائلاً: "هل الإخوان فى تونس لديهم استعداد أن يعملوا بتنسيق مع الأحزاب فى تونس وأن يكونوا جزءًا من المشهد السياسى وليس كل المشهد؟.
وعن توقع بأن تحركات إخوان تونس ستختلف عن إخوان مصر حال الوصول لمنصب الرئاسة فى تونس، قال "حبيب": "الإخوان جماعة واحدة والفكر واحد ويشربون من معين واحد"، متوقعًا أن تفشل جماعة الإخوان فى تونس حال وصولها لمنصب الرئاسة.
باحث يربط بين اعتزام اخوان تونس خوض الانتخابات وفوز أردوغان
هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، ربط بين فوز رجب طيب أردوغان فى انتخابات الرئاسة المبكرة واعتزام تونس خوض انتخابات الرئاسة فى تونس، قائلاً إن إعلان المتحدث الرسمى باسم حركة النهضة -إخوان تونس- الدفع براشد الغنوشى بانتخابات الرئاسة التونسية المقرر لها 2019 تأتى ضمن خطة التنظيم الدولى للإخوان.
وأضاف النجار، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن ذلك الإعلان والتلميح بترشح الغنوشى لرئاسة تونس كان ينتظر نتائج انتخابات تركيا للتلميح بالإعلان، وكان متوقفا على مسألة هل سيفوز أردوغان أم لا.
وتابع: "لو كانت نتائج انتخابات تركيا سلبية بالنسبة لأردوغان، سنجد أن الغنوشى لم يترشح، بمعنى أن وضع الإسلاميين فى تركيا حافز لإعادة تدوير مشهد الإسلام السياسى من جديد بالمنطقة العربية من منطلق المركزية التركية، وأن الإخوان ما زالوا على الساحة والمشهد وإعادة إنتاج المشروع من جديد بعد مكسب أردوغان.
وأضاف الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن تلك الخطوة مقدمة لاستيعاب الهزائم للإسلام السياسى بالمنطقة، وأن مكسب أردوغان هو تدشين مشروع إقليمى وليس تركيًا فقط، بما يعطى رسالة بأن الإسلاميين عائدون للمشهد، موضحًا أنه من الوارد أن يحدث ذلك فى بلاد عربية أخرى ويمكن أن يؤثر على الوضع فى ليبيا والجزائر ومصر لاحقًا.
وأكد النجار، أن الإعلان ضمن خطة التنظيم الدولى التى يشترك فيها أردوغان والغنوشى والقرضاوى والعملية مخطط لها، وهذه الخطوة تتبعها خطوة أخرى، والتلميح به فى الوقت الحالى مترتب على ما حدث فى تركيا.
وحول إمكانية فوز راشد الغنوشى بانتخابات تونس، قال النجار: "الوضع فى تونس مختلف عن تركيا حتى داخل حركة النهضة نفسها، ومن الوارد أن يكون هناك تخوف داخل الجماعة بأن الترشح سابق لأوانه، خاصة أن هناك حالة احتقان وأزمة سياسية واقتصادية داخل تونس، وقد يكون لديهم تردد فى تحمل المسئولية فى ظل الوضع السياسى الراهن وتحسب من الخسائر والهزائم وعدم القدرة على تحمل النتائج فى المرحلة الحالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة