يوما تلو الآخر تشتد الحرب التجارية بين أقوى اقتصاديات العالم، حيث أغرت الصين الولايات المتحدة الأمريكية بحوالى 70 مليار دولار لشراء السلع الأمريكية، ولكن شرط أن تتخلى إدارة الرئيس دونالد ترامب عن تهديدها بفرض رسوم جمركية مشددة جديدة تبلغ خمسين مليار دولار من البضائع الصينية.
وقال مسئول أمريكى فى إدارة الرئيس ترامب لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الصين اقترحت على الولايات المتحدة شراء منتجات أمريكية من الصويا والغاز الطبيعى والنفط الخام والفحم بقيمة 70 مليار دولار مقابل أن تشملها واشنطن بإعفاء من رسوم جمركية مشددة قد أعلنها الرئيس ترامب على منتجات صينية لبلاده تبلغ قيمتها 50 مليار دولار.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن هذا الاقتراح عرض خلال الدورة الثالثة من المحادثات التى جرت فى نهاية الأسبوع الماضى فى بكين بين فريق من المسؤولين الصينيين الكبار برئاسة ليو هى، المستشار الاقتصادى للرئيس شى جين بينج، ووفد أمريكى بقيادة وزير التجارة ويلبور روس.
وقال متحدث باسم وزارة التجارة الأمريكية، "لم يتم توقيع أى اتفاق نهائى بين الطرفين. ولا نملك فى الوقت الحاضر أى معلومات إضافية".
وبلغت قيمة صادرات المنتجات الأمريكية إلى الصين 130,36 مليار دولار عام 2017، وفق أرقام وزارة التجارة. وفى حال زادت الصين هذه الواردات بمقدار 70 مليار دولار فسوف تزداد القيمة الإجمالية بأكثر من 53,8%.
وتخطى العجز فى الميزان التجارى الأمريكى حيال الصين للسلع وحدها 375 مليار دولارا عام 2017. ويطالب البيت الأبيض بكين بخفضه بمقدار 200 مليار، وهو ما رفضته الصين حتى الآن.
وحذرت وكالة أنباء "الصين الجديدة" الرسمية فى تقرير سابق خلال زيارة ويلبور روس بأنه "إذا ما فرضت الولايات المتحدة عقوبات تجارية بما فى ذلك من خلال زيادة الرسوم الجمركية، عندها ستصبح جميع نتائج المفاوضات التجارية والاقتصادية "بين الدولتين" لاغية".
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن ليو هى، أبلغ وزير التجارة بأن هذا العرض لزيادة الواردات الصينية من الولايات المتحدة سيلغى إن مضت واشنطن فى خطتها لفرض رسوم جمركية مشددة على 50 مليار دولار من البضائع الصينية.
وكشفت إدارة ترامب الأسبوع الماضى أنها تواصل العمل على وضع تدابير عقابية ضد الصين بالرغم من الهدنة التى أعلنها البلدان فى 19 مايو الماضى فى الخلاف التجارى بينهما.
وكما أقر كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس دونالد ترامب، بأن النزاع التجارى بين الولايات المتحدة وحلفائها قد تكون له تداعيات على الاقتصاد الأمريكى.
وأعلنت واشنطن أن هذا الإجراء يهدف إلى الدفاع عن الأمن القومى للبلاد.
ومن جهتها، نبهت وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند عبر شبكة سى إن إن، إلى عقم السياسات الحمائية، وقالت "إنها عبرة العشرينات والثلاثينات، آمل فعلا بأن يأخذ الناس وقتهم فى استخلاص عبر من التاريخ وألا نعود إلى كل ذلك".
لكن الولايات المتحدة تصر على مواجهة حلفائها، وخصوصا فى إطار مجموعة السبع، عبر ضرب صناعتى الصلب والألومنيوم، وانتهى اجتماع مجموعة السبع السبت، فى كندا باحتجاج أبرز حلفاء واشنطن ومطالبتهم ترامب بالعودة عن قراره فرض الرسوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة