يرابط قطار الملك فاروق فى ذاكرة النسيان فى ورش السكة الحديد بالسبتية، أهملته الهيئة على مدار سنوات طويلة منذ قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 التى أنهت الحكم الملكى، حيث تحول لمجرد عربات مهجورة يغطيها التراب بعد سرقة مقتنياتها، فالقطار المكون من ثلاثة عربات كان يضم غرفة نوم للملك ملحق بها مطبخ ودورة مياه واثنين صالون وأماكن للحرس والمرافقين للملك فاروق، وأصبحت عرباته لا تحوى شيئا بعد سرقة مقتنياته.
سرقة محتويات القطار من الداخل
"اليوم السابع" رصدت حالة القطار، عقب سرقة محتويات العربات، حيث لم يعد يبقى سوى جسم العربات، والقليل من آثار المطبخ ودورة المياه، وغرفة النوم وأثاثها وصالونات القطار لم تعد موجودة، ويضم القطار كابينتين جرار، أحدهما أمامية والأخرى خلفية ملحقين بالعربة الأمامية والعربة الخلفية.. بالعربة الأولى تضم كابينة جرار وصالون ومكان انتظار للحرس والمرافقين للملك خلال رحلته بالقطار، ونفس الأمر بالنسبة للعربة الأخيرة، فيما تضم العربة الوسطى غربة النوم والمطبخ قبل سرقتهما.
قطار المملك فاروق طالته ذاكرة نسيان السكة الحديد، وأصبح أغلب قياداتها لا يعلم عنه شيئا أو مصير مقتنياته، باعتباره مضى عليه سنوات طويلة مهجورا خارج دائرة اهتمامات القيادات المتوافدون على الهيئة منذ ثورة 23 يوليو رغم قيمته وما يمثله فى تاريخ مصر
هذا القطار الذى صنعته شركة فيات للسيارات عام ١٩٥٠ لصالح الملك فاروق ولم يعمل فى الخدمة سوى أقل من عامين ثم تم إيقاف تشغيله مع إنهاء الحكم الملكى وقيام ثورة ٢٣ يوليو ضد الملك فاروق.
إعادة تأهيل القطار لتشغيله مجددًا
وعلى مدار 66 عاما تم تعطيل القطار عمدا ولم يتم الاستفادة به حتى أصبحت حالته تحتاج إلى إعادة تأهيل كامل لاستعادة صلاحيته الفنية للتشغيل مجددا، بدأت محاولات إعادة تأهيله منذ حوالى 3 سنوات، لكنها تائهة بين هيئة السكة الحديد والشركة المصرية لإدارة عربات النوم والخدمات الفندقية المملكة للهيئة التى حاولت إعادة تشغيله إلا أن محاولاتها باءت بالفشل على حد قول المسئولين بها.
محاولات إعادة تشغيل قطار الملك فاورق تاهت فى الاجتماعات المشتركة بين الشركة والهيئة والتى لم تسفر عن شئ حتى اليوم، متزامنا ذلك مع ما قاله اللواء محمد نصر الله، رئيس الشركة الوطنية لإدارة عربات النوم والخدمات الفندقية فى تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع" أنه يجرى دراسة تشغيل القطار الملكى الموجود بورش عنابر بولاق بالسبتية لخدمة السياحة من الإسكندرية إلى الأقصر وأسوان وأن شركته تقدمت بمقترح لتشغيله بالاشتراك مع إحدى كبرى الشركات السياحية، وأن المقترح يعتمد على تشغيل هذا القطار بتذاكر خاصة سياحية، تناسب إمكانياته، بحيث يكون مصدر لتشجع حركة السياحة بين الإسكندرية وأسوان ومصدر إيراد للسكة الحديد.
قطار الملك فاروق يحتاج إلى فحصه فنيًا
ذاكرة أغلب قيادات السكة الحديد لا تعلم شيئا عن هذا القطار أو تاريخه أو مصير مقتنياته سوى القليل منهم باعتباره عن مسئولا عن ورش الهيئة فى فترة من الفترة، وهنا أكد المهندس محمد عامر نائب رئيس هيئة السكة الحديد لقطاع السلامة أن قطار الملك فاروق يحتاج إلى فحصه فنيا للتأكد من سلامته ومتطلبات إعادة تشغيله، كونه متوقف وخارج الخدمة منذ ٦٦ عاما.
وأضاف نائب رئيس هيئة السكة الحديد قطاع السلامة والمخاطر أن القطار الذى كان مخصصا للملك فاروق وأسرته يعتبر جزءا من تاريخ مصر، وأن الهيئة تعتزم إعادة الاستفادة به بما يليق به ويخدم حركة السياحة، لافتا إلى أن هذا القطار المسمى "قطار الملك فاروق" يمكن أن يكون مصدر دخل إضافى للهيئة وأحد أدوات تشجيع لحركة السياحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة