بات السؤال الأكثر إلحاحا على طاولة السياسة فى الشرق الأوسط، فى ظل التوترات الجارية الآن على الأراضى السورية، إذا قامت حرب بين إسرائيل وإيران من سينتصر، هذا هو ما تحاول دوائر الإعلام ومراكز الفكر فى الغرب الإجابة عنه، خاصة أن هناك عددا من العمليات الفعلية تمت بالفعل بين إيران وإسرائيل فى سوريا مؤخرا.
من جانبها قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن العلاقات بين إسرائيل وإيران فى نقطة الانهيار، لأن الاتفاق النووى متعدد الجنسيات الموقّع مع إيران على وشك الانهيار، جزئيا بفضل الضغط الإسرائيلى ضده.
ولفتت المجلة فى تقرير لها نشرته من خلال موقعها على الإنترنت إلى أن القادة الإيرانيون حذروا من أنه فى حالة فشل الاتفاق النووى ستستأنف بلادهم برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهى خطوة تعتبرها إسرائيل تهديدًا لوجودها ذاته.
التكنولوجيا الإسرائيلية
فى غضون ذلك، سعت عدة غارات إسرائيلية إلى طرد القوات الإيرانية من سوريا، حيث تتمتع طهران بنفوذ متزايد، ويقاتل الزعماء الإسرائيليون بقوة لمنع الجنود الإيرانيين من الانتشار على طول حدودها الشمالية، وتحديدا فى منطقة قريبة من الجولان المحتل.
وعلى الرغم من أنه يبدو أن أياً من الدولتين لا تريد حرباً شاملة، إلا أن احتمالات الخطأ فى التقدير والتصعيد لا تزال قائمة، فكلا الدولتين لهما نفوذ عسكرى كبير، وأى مواجهة طويلة بينهما ستكون دموية دامية.
وفى التوازن الاستراتيجى بين إيران وإسرائيل، ذكرت المجلة أن إيران بلد أكبر بكثير من إسرائيل من حيث عدد السكان، لكن الأرقام وحدها لا تعبر عن القدرة العسكرية فالتكنولوجيا القتالية والخبرات عوامل حيوية أيضًا.
الحرس الثورى الإيرانى
كما أن القدرة التكنولوجية هى أكثر أهمية فى عصر تغير فيه التكنولوجيا الطريقة التى يتم بها شن الحرب، ما يسمح للدول بأن تصطدم ببعضها البعض بشكل أكثر صعوبة، من مسافة أبعد، وبدرجة أقل من المشاركة البشرية.
وأوضحت المجلة أن إسرائيل عبارة عن دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها 8.5 مليون نسمة فقط، لكن لكماتها العسكرية أقوى بكثير من وزنها، وقد تشكلت البلاد فى خضم الحرب مع سبعة جيران عرب، ويتخللها تاريخ طويل من الصراعات التى تناضل من أجل بقائها.
ويجتمع هذا التاريخ الصعب مع مجال تكنولوجى مزدهر وعلاقات وثيقة مع الدول الغربية القوية لخلق واحدة من أقوى قوى القتال فى العالم.
طائرة إف 35 الشبحية لدى قوات الطيران الإسرائيلى
ونقلت المجلة عن موقع جلوبال فاير باور أن لدى إسرائيل زهاء 170000 عضو نشط مع 445000 فى الاحتياط، وفى ذا البلد يوجد تجنيد إجبارى لجميع المواطنين غير العرب فى إسرائيل ممن تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، ما يمنح البلاد مجموعة كبيرة من المقاتلين المدربين تدريباً جيداً لاستدعائهم فى حالة نشوب حرب.
وعلى الرغم من أن الجيش الإيرانى أقل تطوراً من إسرائيل، إلا أنه يشكل قوة لا يستهان بها، فعدد سكان إيران الكبير - حوالى 82 مليون نسمة - يمكّن طهران من الحفاظ على قوة دائمة تضم حوالى 534000 جندى، بالإضافة إلى 400000 جندى إضافى، ما يجعلها أكبر قوة فى الشرق الأوسط.
وقالت المجلة إنه فى المشاركة المرسومة، تصبح القوى العاملة الوطنية قضية مهمة. وتبلغ القوة البشرية الإيرانية المتاحة حوالى 47 مليون نسمة مقابل 3 ملايين فقط لإسرائيل. بطبيعة الحال، مدى أهمية ذلك يعتمد على طبيعة أى حرب يجرى خوضها.
الجيش الإيرانى
وأعادت المجلة الأذهان إلى عام 2017 حين أنفقت إسرائيل 16.5 مليار دولار على قواتها المسلحة، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام. لم تنفق إيران سوى 14.5 مليار دولار، على الرغم من أن هذا لا يبدو وكأنه فجوة كبيرة، إلا أن حقيقة أن إسرائيل تنفق مليارات الدولارات أكثر من إيران على جيش أصغر تشير إلى الفجوة فى جودة المعدات المستخدمة.
وتابعت المجلة بالقول إن إسرائيل تحتفظ بدبابات أكثر من إيران، 2760 مقابل 1650. وتتفوق إسرائيل بهذا النوع من المنافسة فى الكيف والكم، وتعتبر أحدث نسخة من دبابة ميركافا وهى واحدة من أفضل وأكثر المقاتلات المدافعة فى العالم، وتستخدم إيران فى الغالب دبابات من الدرجة الثانية، على الرغم من أنها أعلنت عن تطوير منصة "كرار الجديدة"، والتى تدعى أنها ستكون قادرة على التنافس مع خصوم الطبقة العليا من الدبابات.
ونوهت المجلة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلى فيه واحدة من أفضل الطائرات فى العالم، وهو مجهز ومدرب على أعلى مستوى. كما أن طياريه من ذوى الخبرة، حيث يقومون بعمليات منتظمة ضد أهداف فى سوريا ولبنان وقطاع غزة.
أجهزة الطرد المركزية فى المفاعلات الإيرانية
وفى القوات الجوية الإسرائيلية يوجد 250 مقاتلة متطورة إلى جانب بعض من طائرات لوكهيد مارتن F-35 لايتنينج 2، وهى واحدة من أربع طائرات مقاتلة من الجيل الخامس فى العالم. ستحصل إسرائيل فى النهاية على 50 طائرة من طراز F-35.
وعلى النقيض من ذلك، فإن إيران لديها حوالى 160 طائرة مقاتلة، لا أحد منها متقدم مثل الطائرة F-35. علاوة على ذلك، فإن طياريها أقل تدريباً جيداً وخبرة من نظرائهم الإسرائيليين، وفقا للمجلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة