بعد يوم عاصف فى المشهد السياسى البريطانى شهد استقالة عدد من الوزراء أبرزهم وزير الخارجية ووزير التفاوض حول "البريكست" بسبب رفضهم لخطة رئيسة الحكومة المتعلقة بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى، لا تزال تسعى تيريزا ماى للحفاظ على استقرار حكومتها فى ظل الفوضى، حيث عقدت أول اجتماع بعد سلسلة الاستقالات بحضور الوزراء الجدد.
وسعت ماى لإظهار عدم تأثرها بسلسلة الاستقالات حيث قالت عبر الحساب الرسمى لرئاسة الوزراء عبر تويتر "إن الاجتماع كان مثمرا ونتطلع لأسبوع مزدحم.. كما أرسلت ماى تمنياتها إلى منتخب إنجلترا قبل مباراته غدا."
وقد أجبرت رئيسة الوزراء على القيام بتعديل وزارى بعد استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون وديفيد ديفيس، وزير البريكست، حيث حذرت حزب المحافظين بأن عليهم الإتحاد، أو مواجهة احتمالات تولى زعيم حزب العمال جريمى كوربين السلطة فى البلاد، فى إشارة إلى أن الأزمة داخل الحزب قد تجبرهم على انتخابات عامة جديدة لا تبدو فرصهم فيها جيدة حاليا.
وأعرب وزير الخارجية الجديد جريمى هانت عن دعمه الكامل ووقوفه خلف رئيسة الوزراء.
ويمر حزب المحافظين بأزمة سياسية بسبب الاختلاف على نهج رئيسة الوزراء فى التفاوض مع الاتحاد الأوروبى بشأن ملف البريكست.
وتترك الاستقالتان ماى فى حالة من الضعف الشديد على رأس حكومة غير قادرة على التوحد بشأن أكبر تحول فى مجالى السياسة الخارجية والتجارة خلال قرابة نصف قرن، كما تثير أسئلة بشأن ما إذا كانت الزعيمة البريطانية ستحاول الصمود والتقيد بالتزامها فى مواصلة نهج "مؤيد للأعمال" للخروج من الاتحاد الأوروبى أو ستواجه مزيدا من الاستقالات.
وتزيد مغادرة جونسون وديفيس المخاطر بالنسبة لماي، التى توصلت بشق الأنفس إلى اتفاق مع حكومتها المنقسمة بشدة للإبقاء على أوثق علاقات تجارية ممكنة مع الاتحاد الأوروبى، وعبر كثير من المشككين فى الاتحاد الأوروبى عن غضبهم، قائلين إن الاستراتيجية التى جرت الموافقة عليها تخالف تعهدها بانسحاب "نظيف" من الاتحاد الأوروبى.
وأعرب، من جهة أخرى اثنان من كبار المسئولين في الاتحاد الأوروبي عن إحباطهما إزاء انهيار حكومة تيريزا ماي بعد استقالة وزير الخارجية ومفاوض بريكست الرئيسي، بحسب صحيفة "الإندبندنت".
وفى حديثه فى مؤتمر صحفى فى بروكسل، رد جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، بسخرية على الأخبار التى تقول أن بوريس جونسون استقال بسبب سياسة بريطانيا الجديدة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وقال للصحفيين ساخرا "هذا يثبت بوضوح أن اجتماع "شاكرز" شهد وحدة فى وجهات النظر فى الحكومة البريطانية" مشيرا إلى اجتماع مجلس الوزراء البريطانى يوم الجمعة الماضى للموافقة على سياسة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وفى حديثه فى نفس المؤتمر الصحفى قال رئيس المجلس الأوروبى دونالد تاسك أنه من المؤسف أن "فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لم تخرج مع ديفيد ديفيس".
وأضاف تاسك: "إن الفوضى التى تسببها بريكست هى أكبر مشكلة فى تاريخ العلاقات بين الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة ولا تزال بعيدة للغاية عن الحل، مع أو بدون ديفيس."
ومن ناحية أخرى، كشف استطلاع جديد للرأى، عن أن معظم البريطانيين فقدوا الثقة فى إدارة رئيسة الوزراء تريزا ماى لملف التفاوض على الخروج من الاتحاد الأوروبى (بريكست).
وأوضح استطلاع شبكة سكاى نيوز أن نحو 64% من البريطانيين لا يثقون فى ماى فيما يتعلق بملف التفاوض على "بريكست" بارتفاع 31 نقطة مقارنة بنفس الاستطلاع أجرى فى شهر مارس العام الماضى.
وقال 22% فقط ممن شملهم الاستطلاع إنهم يثقون فيها فى التوصل لأفضل صفقة ممكنة مع أوروبا، بانخفاض بنسبة 32 نقطة مقارنة بالعام الماضى، بينما قال 41% إنهم لا يعلمون. كان استطلاع شهر مارس 2017، كشف أن 54% من البريطانيين يثقون فيها، مقابل 33% قالوا عكس ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة