الآن سيفرح هؤلاء الذين حصدوا أعلى الدرجات فى الثانوية العامة بما أتاهم الله من فضله، وبما حققوه من إنجاز هائل لأنفسهم وعائلاتهم، والآن ستأخذهم الفرحة نحو القمة، وسيتصورون «وهمًا» أن الفرحة والإنجاز سيستمران إلى الأبد إن اختاروا إحدى الكليات ضمن الفئة التى يطلق عليها الإعلام وصف كليات القمة، كلية الإعلام، أو الألسن، أو السياسة والاقتصاد، أو السياحة والفنادق، أو الكليات العلمية الكبيرة كالطب والصيدلة والهندسة، وغيرها.
يظن الشغوفون بالنجاح من طلاب الثانوية العامة، أن وصولهم للقمة لا يكون إلا عبر دخول إحدى الكليات التى نسميها نحن «بلا معنى» كليات القمة.
أنصحك يا بنى أن تفكر جيدًا قبل أن تنحرف مع هذه الدعاية الفارغة المضمون، ولهثًا وراء هذا التصنيف الاستباقى الموروث من عقود سابقة، أقول لك يقينًا إنه لم تعد هناك كليات للقمة، هذه الكليات تكدست بالطلاب، وتكدس خريجوها فى طوابير العمل، وتزاحم عليها أصحاب الدرجات المرتفعة عبر السنين حتى تجلطت شرايين سوق العمل بهم، واضطر الواهمون من قبلكم أن يبحثوا عن وظائف أخرى غير تلك التى كانوا يحلمون بها وهم يرتبون أوراق التنسيق، ويسجلون رغباتهم الأولى فى نشوة حماسهم بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة.
لم تعد هناك كليات تضمن لك القمة، صارت أفكارك وحدها وخيالك فى سوق العمل هو ما يضمن لك هذه القمة، اختيارك لمسار تحبه فى العمل أعظم كثيرًا من اختيار كليات ذات مجموع مرتفع، قد تحب كليات التربية، أو الفنون، أو الزراعة، فتحقق إنجازًا لمستقبلك لا تحققه لك كليات القمة على الإطلاق.
اسأل نفسك..
ماذا يعمل آلاف الخريجين من كليات الإعلام اليوم؟
وهل ضمن كل خريجى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية مكانًا فى الخارجية؟
وكيف ستنافس آلاف الصيادلة الباحثين عن عمل؟
وما الذى تحققه لحياتك إن أضفت عيادة أسنان جديدة لمائة عيادة أخرى بجوار منزلك؟
لا أقلل أبدًا من هذه الكليات والتخصصات أو أهميتها، لكننى فقط أوضح لأبنائنا من الطلاب أن أعداد الناجحين قد تزيد على احتياجات سوق العمل، وأن كليات القمة قد تنتهى بك إلى مكان مريح على «القهوة» أكثر من مكان مضمون فى وظيفة وفيرة الأجر.
ما الحل، وما النصيحة التى أتقدم بها إليك؟
أكرر، لا تنخدع بوصف كليات القمة وأنت تملأ رغبات التنسيق، ولا تتقيد بالمجموع المرتفع فتذهب بلا تفكير إلى كليات القمة قبل أن تعرف ما المكان الذى تضمنه لك هذه الكلية فى سوق العمل.
نحن نحتاج مدرسين أكثر مما نحتاج مذيعين
ونحتاج مستثمرين صغارًا أكثر مما نحتاج دبلوماسيين
ونحتاج مشروعات صغيرة أكثر مما نحتاج موظفين
ونحتاج مصدرين أكثر مما نحتاج محامين
هذه أمثلة فقط لتفكر..
لا تستسلم للسائد، وابحث عن دراسة تساعدك على أن تضمن عملًا حقيقيًّا يحتاجه البلد، ولا تلهث وراء كلية تتفاخر باسمها الفخم لأربع سنوات، ثم تقضى بقية عمرك نادمًا على ما أهدرته من فرص.
لا توجد كليات قمة، توجد أفكار بسيطة تضعك على القمة.
مصر من وراء القصد
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
مقال جميل وحقيقي ومفيد
هذا الكلام جميل وحقيقي ومفيد حسب تجربتي فأنا من خريجي كلية العلوم وقد حققت أفضل بكثير من زملائي الذين اختاروا الكليات التي تسمى بكليات القمة المهم هو الأفكار والمثابرة والصبر والأمل والطموح ووطننا الغالي مصر يحتاج هذا النوع من التفكير فالأفكار الجديدة يمكن أن تؤدي خدمة كبرى لاقتصاد بلادنا الغالية مصر والله تعالى هو الموفق
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
كلام رائع
ماتقوله يا اساتذنا فعلا فعلا واقع وهاهم متخرجون من الطب يفتتحون عيادات وكانهم والله يتسولون الرزق يعنى ميكانيكى شاطر دخله يتعدى اى عيادة اليوم وصاحب مشروع منتج يربح اليوم اكثر من اى طبيب قديم له عيادة من عشرات السنين صدقونا ....بينما الطبيب الحديث امامه عشرين سنة حتى يعرفه الناس ويثقوا به وكمان لاتنسى اى ماجستير ودكتوراة تحتاج 15 سنة او اكثر ..يعنى الطبيب ينتظر اربعين سنة حتى يعرف ويكون له اسم ..نعم له عيادة ولكن للاسف ارباحها قليلة بجانب اى مشروع منتج اسسه شاب مفكر براس مال بسيط ...كمان راس المال البسيط يكبر ويصل الى المليون الاول بعدها ينطلق الى ماشاء الله..كلامك ممتاز يا استاذ خالد
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
تجربة احكيها لكم
لى صديق لم يكمل تعليمه واكملنا نحن الطريق..هو اشترى 2000 متر فى مكان ما بعشرة الاف جنيه ...انتظر خمس سنوات وباع المتر بخمسة الاف جنيه يعنى عشرة مليون جنيه صافيهم 9 مليون .اسس مشروع اخر مطعم فى وسط البلد ..وصلت ثروته الان الى مايعادل ثروة 10 عمداء من كليات الطب اى 100 استاذ دكتور اى 1000 دكتور اخصائى ...لن تتخيلوا كم ثروته ونحن اصحاب الدكتوراة نعمل موظفين عنده